رفضته أكثر من روضة أطفال│ حسن مصاب بالتوحد يخترع كرسي سينما متطور..

0 10

سنابل الأمل/ متابعات

الأشياء المتطورة كثيرة من حولنا، خاصة التي تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وبمجرد النظر إليها نعلم أن ورائها يد محترفة وعقل مدبر، درس وتعلم الكثير من المهارات، فضلًا عن مهاراته المكتسبة الربانية، حتى يصل بالاختراع المطور إلى المستهلك، ولكن ماذا إذا كان الاختراع ورائه طفل مصاب بطيف التوحد!، حيث إن حسن وطني برغم أنه ولد مصابًا بهذا المرض، إلا أنه ظل مختلفًا حرفيًا عن باقي زملائه، فبمهاراته التي اكتسبها طوال 13 عاما، وبعد رفض قبوله من أكثر من روضة بسبب مرضه، إلا أنه صاحب اختراع كرسي سينما متطور عن الحالي ومتعدد الأغراض.

 

طفل التوحد

بدا الموضوع عاديًا بالنسبة للأم أميرة النهراوي، فمن بداية حملها وولادتها لحسن كان لا يشكو من شيء، حتى أتم العام ونصف، وبدأ سلوكه يخرج عن المعتاد بالنسبة لطفل في عمره، حسبما وصفت خلال حديثها لـ القاهرة 24، ولكنها لم تكترث كثيرًا، بالنهاية هو طفل وغدًا سيكون كل شيئ طبيعيًا.

في عمر العامين، بدأ حسن يذهب إلى روضة الأطفال، ولكن ازدادت ملاحظات المعلمين حوله، حيث إن سلوكه الغريب وانطوائه المبالغ فيه، جعلهم يسألون والدته إذا كان مصابًا بشيء ما، ولكنها لم تدرك ما الذي يعاني منه الصغير، وبعد تكاثر علامات الاستفهام حوله، شخصه الأطباء بأنه مصاب بـ طيف التوحد.

صُدمت الأم أميرة لما أُصيب به ابنها الوحيد، ففي البداية كان الخبر بمثابة صاعقة كهربية خفيفة في الجسم، لم تتمكن من أن تفيق منها بلحظتها، رافضة أن تدرك تلك الإصابة، إلى أن قررت أن تقرأ وتفهم عنها كل شيء، وترضى بقضاء الله.

بسبب تلك الإصابة، رُفض حسن من أكثر من روضة، إلى أن ذهب لمكان خاص بالتعامل مع أطفال التوحد، وبدأ يتعلم لمدة عام أشياء مختلفة ومهارات تنمية، ثم تمكن من الذهاب أخيرًا إلى المدرسة، التي نجحت في دمج أطفال التوحد مع غيرهم.

كنت عاوزة أخلي ابني مرتاح ومبسوط فقط.. بتلك العبارة وصفت الأم أميرة، بداية استجابة ابنها للدراسة والتعلم، فكان كل ما يهمها أن يتغير سلوكه للأفضل، ولكنها لاحظت أنه متفوق في دراسته بشكل كبير، فضلًا عن مواهبه المتعددة في الفن.

وعن كرسي السينما متعدد الأغراض، كان هذا الاختراع الفريد من نوعه، والذي ظهر من قبل طفل مريض بطيف التوحد، بمثابة نقلة في حياة حسن وطني، فهو طُلب منه من خلال الجمعية المصرية للأوتيزم، وبالفعل نجح في ابتكاره.

 

كرسي سينما متطور متعدد الأغراض

تقول الأم أميرة: كرسي متطور يقدر يخلي المشاهد في السينما يعمل كل شيء وهو ميتحركش من مكانه، عنده ترابيزة فيها 3 زراير، يقدر يدوس ويتحكم في الأكل أنه يطلعله لحد عنده، وكمان شحن التليفون، وترابيزة يقدر يستعملها طول ماهو قاعد، وبعد ما يخلص يقدر يشيل الكرسي.

تطمح أميرة في أن تظل مع ابنها، حتى تدعمه وتعزز مهاراته إلى أن تملأ مصر، كما أنها حريصة على تدريسه الكومبيوتر، مختتمة حديثها: هفضل جنبه لحد ما يكون أحسن واحد في الدنيا.

 

 

 

القاهرة ٢٤

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق