الصحة النفسية واضطرابات الطيف التوحدى
سنابل الأمل/ متابعات
بقلم:د. هشام فخر الدين*
عندما نتحدث عن اضطرابات الطيف التوحدي ( ASD)، فإننا نشير إلى مجموعة من الإضطرابات التطورية التي تؤثر على النمو العصبي والاجتماعي والتواصل للأفراد المصابين بها، حيث يتم تشخيص اضطرابات الطيف التوحدي عادة في الطفولة المبكرة، وتتراوح حدتها من خفيفة إلى شديدة.
واضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك.
وتتميز اضطرابات الطيف التوحدي بوجود صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، وتكرار الأنماط السلوكية والاهتمام المقيد، والحساسية الزائدة للمحيط الاجتماعى.
كما يعتقد أن هناك تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية في تطور اضطرابات الطيف التوحدي. وتشير بعض الأبحاث إلى وجود عوامل وراثية محددة قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الاضطرابات، ومن الممكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا في تفعيل هذه الجينات.
ويتطلب تشخيص اضطرابات الطيف التوحدي تقييماً شاملاً للتطور والتواصل والسلوك. ويتضمن ذلك الملاحظات والإستفسارات من قبل الأهل والمعلمين، والتقييمات السريرية والإختبارات الخاصة بالتطور والتواصل.
كما يتطلب الأمر تدخل متعدد التخصصات لمعالجة اضطرابات الطيف التوحدي، ويمكن أن تشمل العلاجات التوجيهية المعرفية والسلوكية، والعلاج النفسي والعائلي، والعلاج التواصلي والتطويري، والتعليم المبني على الدعم.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك عدة عوامل تسهم في ظهور اضطرابات الطيف التوحدي، بما في ذلك التأثير الوراثي والبيئي. وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك تفاعلات معقدة بين مجموعة من الجينات التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات التوحدية. وبالإضافة إلى ذلك توضح الأبحاث الحديثة أن العوامل البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية الضارة والإجهاد النفسي التي قد تسهم في تطور الاضطرابات التوحدية
مصر البلد*