القفاف صانع محتوى ومتحدث تحفيزي يعبر عن حقوق ذوي الإعاقة
سنابل الأمل/ متابعات
من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن صلب الصعوبات هناك من يحولون تحدياتهم إلى مصدر قوة وإلهام يميزهم.
بهمة وعزيمة تحدي الإعاقة، سعيد القفاف يشارك تجربته، مسخرا من منصات التواصل الاجتماعي أداة لبناء ثقافة مجتمعية متقبلة وواعية بالتعامل مع الإعاقة وذوي الإعاقة أيضا
سعيد القفاف (29 عاما)، مهندس برمجيات، مصاب بإعاقة حركية ناتجة عن إصابته بالشلل الدماغي منذ ولادته، وناشط بحقوق ذوي الإعاقة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أصدر قفاف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أغنية بعنوان: “أكثر من مجرد مسمى” بغناء مشترك مع رامي دلشاد، تعبر عن ماضيه وحاضره في تقبل الإعاقة والتعايش معها.
جمع القفاف في تركيبة غنائية مميزة، مزيج من المشاعر والأفكار والأحلام، كتبها ليتحدث عن نفسه بمختلف المراحل التي مر بها وما تخللها من يأس وأمل بالوقت ذاته.
يقول قفاف: “إنه اختار هذا الاسم للأغنية، ودائما ما يضعه كشعار في كل ما ينشره على صفحاته الإلكترونية، ليذكر الناس بأنهم أكثر من مجرد مسميات موضوعة في قوالب اجتماعية محددة”.
ويسعى من خلال الأغنية وكل ما يبثه، إلى كسر الصورة النمطية والمفاهيم الخاطئة عن ذوي الاعاقة، والدفاع عن حقوقهم في ممارسة الحياة والإيمان بقدراتهم.
يجسد القفاف في بداية المقطع الغنائي الذي نشره مشاعر الألم والإحباط التي كانت تنتابه جراء اختلافه عن الآخرين وعدم تقبله للإعاقة آنذاك.
ويصف في كلماتها المتناغمة مع الإيقاع الغنائي والمرئي، مشاعر الرفض والتنمر الذي كان يتعرض له في طفولته ومراهقته، الأمر الذي زاد صعوبة اندماجه مع الآخرين آنذاك.
ثم يعبر في منحنى مختلفا عن مرحلة القبول والتسليم التي وصل إليها القفاف بعد إيمانه بنفسه وبقدراته الفريدة. لينهيها بالإشارة إلى فخره بما وصل إليه اليوم، وبما حققه من إنجازات تجاوزت حدود كرسيه المتحرك.
وفي هذا السياق، يقول القفاف: “إن الإعاقة موجودة ولا يمكن إنكارها، ولكن الفارق يبدأ من طريقة التعامل معها، حيث تكمن المشكلة الأساسية في نظرة المجتمع ولبرمجيته”.
والتي غالبا ما تكون متطرفة، إما تحت شعار الشفقة أو التهويل، الأمر الذي يسهم بشعور المصابين بالإحباط من قلة الإنجاز أو الإنكار ورفض الشفقة.
وبهذا الخصوص، يشير القفاف إلى دور مواقع التواصل الذي ساعد في نشر مفهوم الإعاقة على نطاق أكبر، إضافة إلى تعبير ذوي الإعاقة عن ذواتهم ومشاركة حياتهم بصورة حقيقية تعكس جانبيها الإيجابي والسلبي. يوضح القفاف، أنه قرر مشاركة قصته على منصات التواصل الاجتماعي كمتحدث تحفيزي في العام 2016 ليسهم في ايصال رسالة تمهد الطريق لمجتمعا أكثر تفهما وقبولا لذوي الإعاقة، إضافة إلى إيمانه بقوة التأثير التي قد تسهم في إلهام آخرين لكي لا يمروا بالصعوبات نفسها.
وفي هذا الصدد يشير القفاف، إلى أن دخوله إلى عالم “السوشال ميديا” كان بمحض الصدفة، بعد أن نشر استفسارا في إحدى المجموعات عن طريقة دهن كرسيه المتحرك باللون الأخضر أو كما يسميه “الفيراري” الخاصة به، حيث حظي بتفاعل كبير حفزه على نشر المزيد.
ويضيف القفاف، أن تقبل الإعاقة لم يكن سهلا، ولكنه بالإرادة الراسخة والتصميم استطاع تحقيق أهدافه ومبتغاه، حيث ألقى محاضرات تحفيزية عدة في “ثيدكس” في 4 دول مختلفة، وقدم العديد من الخطابات على مسارح محلية. إلى جانب عمله في مجال هندسة البرمجيات لمدة 5 أعوام طور خلالها نفسه.
ليتفرغ الآن لصناعة المحتوى، حيث يدون القفاف العديد من نشاطاته اليومية وتجاربه في القيادة وممارسة الرياضة والسفر، وغيرها من المعلومات التي يشاركها بأسلوب ممتع ومرح عبر “إنستغرام” و “يوتيوب”.
وفي ختام حديثه مع “الغد” يعرب القفاف، عن طموحه في تطويع علمه في هندسة البرمجيات لخدمة ذوي الإعاقة وانخراطهم في البيئة الاجتماعية عن طريق التكنولوجيا الحديثة.
يذكر أن القفاف أطلق العديد من الحملات التطوعية تحت شعار “أكثر من مجرد مسمى”، والتي يعود ريعها لتهيئة المطاعم والكافيهات لاستخدام ذوي الإعاقة.
إضافة إلى إسهامه في تقديم العديد من الورشات التوعوية التي استهدفت الأطفال وآبائهم، لتعريفهم بالإعاقات وأنواعها والإجابة عن الأسئلة التي تدور في ذهن الطفل حولها.
الغد