شاب مغربي امتهن الخياطة وأبدع فيها رغم إصابته بكف البصر
سنابل الأمل – مادة منتقاه
الميلودي عرود، شاب من اسفي – المملكة المغربية وفي عامه الأربعين، فقد بصره قبل ١٨ سنة، نتيجة إصابته بمرض السكري، استطاع بعزيمته وقوة إرادته تجاوز إعاقته البصرية، والتغلب عليها في حياته اليومية ومساره المهني، بعدما تمكّن من مواصلة المشوار في عالم الخياطة التي تعتمد على البصر والدقة، من أجل إتقان المنتوج النهائي.
عاش فترات صعبة وقاسية بُعيد إصابته بالعمى؛ حيث قضى حوالي سنتين يتنقل بين المستشفيات دون أن يتلقى أي مساعدة تخفف معاناته، ما دفعه إلى مزاولة بعض الأنشطة التجارية البسيطة لكسب قوت يومه، من ضمنها بيع الجوارب والقبعات.
وقال الشاب الكفيف: “لقد تألّمت كثيرا، وقرّرت العودة إلى الخياطة التي كُنت أزاولها قبل مرضي؛ حيث أغلقت على نفسي محل والدي، وشرعت في خياطة الأثواب، على الرغم من الوخز والجروح التي أحدثتها آلة الخياطة في يديّ، حتى نجحت في النهاية في استعمال تلك الآلات بشكل آمن”.
وأضاف عرود أنه صار في الآونة الأخيرة يعتمد على مخيّلته لإنشاء تصاميم جديدة لم يسبق أن ظهرت في السوق، مبديا أسفه لعدم ثقة الزبناء في قدرته على إنجاز المهام المطلوبة منه، مضيفا: “حتى الذين أنجح في خياطة ملابسهم وفق رغباتهم يدّعون بغير حق أن العملية من إنجاز شخص آخر غيري”، بحسب تعبيره.
وبنبرة لا تخلو من الإصرار والتحدي، أضاف عرود أنه لا يزال يحاول إتقان تطوير عمله أكثر فأكثر، ويجتهد في “الفصالة” والخياطة الخاصة بالرجال والنساء، مشيرا إلى أن الصعوبات التي كان يواجهها في بداية مشواره تتناقص حدّتها شيئا فشيئا، مؤكّدا أن تداول أخباره عبر وسائل الإعلام ساهم بشكل كبير في تدليل تلك الصعوبات، وتشجيع العديد من الزبائن على التعامل معه.
المصدر / هسبرايس