سنابل الأمل / متابعات
الضوء عليهم الجمعية ساهمت في توظيف بعض العاطلين المسجلين في “العمل” “الداخلية” قدمت مبادرات بتوفير الترجمة الإشارية في مركز العمليات هناك حاجة لتوفير مترجمي لغة الإشارة للراغبين في مواصلة التعليم المسائي
قال المؤسس والرئيس السابق لجمعية الصم البحرينية مهدي النعيمي إن عدد الصم بلغ 2103 من الذكور والإناث، وفق آخر إحصاء من وزارة التنمية الاجتماعية، واعتمادا على المساعدات التي تقدم إليهم للعام 2022. وأشار النعيمي في حديثه إلى “البلاد” لتطلع الصم لتوفير فرص عمل، وفرص أكبر لمشاركتهم في مختلف الأنشطة الاجتماعية، مضيفا “من أكبر التحديات التي تواجههم للاندماج في المجتمع، عدم وجود مترجم لغة الإشارة في عدد من الجهات الخدمية، وكذلك في الفعاليات المجتمعية العامة، والبرامج التلفزيونية”.
كيف كانت بدايات تشكيل الجمعية؟ البداية، كان بتشكيل لجنة من 6 من السامعين واثنين من الصم وأطلقنا عليها اسم اللجنة الأهلية للصم بالنعيم، وكان نشاطها من العام 2003 إلى العام 2007.
ولقد واجهتنا حينها إشكالية إيجاد مترجم لغة الإشارة، إلى أن توصلنا مع الإخوة الصم إلى الأستاذين شوقي المعتوق والمرحوم رضا الشهابي وزمزم الزاكي، وتم ترجمة البرامج والمحاضرات الاجتماعية والدينية للرجال والنساء الصم، ومن ثم قُدمت مسرحية في مدرسة حطين، حيث كان جميع الممثلين من الصم، مع مترجم. وفي السابع من يونيو العام 2007، تم تأسيس جمعية الصم البحرينية وتم إشهارها بالجريدة الرسمية، حيث كان عدد المؤسسين 50، نصفهم من الصم، من الرجال والنساء.
كم عدد المصابين بالصم في البحرين؟ وهل العنصر النسائي أكثر أم الرجالي؟ وفق آخر إحصاء من وزارة التنمية الاجتماعية، واعتمادًا على المساعدات التي تقدم للصم للعام 2022، بلغ عددهم 2103 من الذكور والإناث، في حين يبلغ عدد منتسبي الجمعية 280 عضوًا من الجنسين تقريبًا، بعدد أكبر للرجال.
ما أهم مطالبهم المكررة على مسامعكم؟ مزيد من الخدمات الصحية والتعليمية، حيث كان الأصم يذهب في السابق للمراكز الصحية أو المستشفيات، وليس هناك من يفهم لغة الإشارة فيكون التواصل والتشخيص صعبًا.
وبحمد الله قدمت جمعية الصم البحرين مشروع مركز التواصل المرئي إلى وزارة الصحة، وتكفلت شركة زين البحرين مشكورة، بدعم المشروع كاملًا، وهو عبارة عن وجود مترجم إشارة في الجمعية، وبإمكان أي أصم عند التوجه إلى أي مركز صحي الاتصال فيديو بالخط الساخن، حيث تكون الترجمة بين الأطراف الثلاثة، وهم الطبيب، والمريض، والمترجم. وبالنسبة للتعليم، فلقد كان مقتصرًا على المرحلة الابتدائية، وبعدها يتم تحويلهم إلى التدريب المهني، أما الآن وبحمد الله وتعاون وزارة التربية والتعليم، فقد تم فتح صفوف مسائية لتعليم الصم بالمرحلة الثانوية، وقد تم إدماجهم مع السامعين، والآن هم يواصلون الدراسة في الجامعة.
هل هناك دراسات بحثية اجتماعية بحرينية تعني بهم وباحتياجاتهم؟ سبق للجمعية أن أعدت دراسة، بالتعاون مع مركز البحرين للدراسات والبحوث العام 2008.
ما أهم التحديات التي يواجهها الصم؟ يتطلع الصم لتوفير فرص عمل، وفرص أكبر لمشاركتهم في مختلف الأنشطة الاجتماعية، كما أن من أكبر التحديات التي تواجههم للاندماج في المجتمع، عدم وجود مترجم لغة الإشارة الجهات الخدمية، وكذلك في الفعاليات المجتمعية العامة، والبرامج التلفزيونية.
* كيف تنظر لقصص دمجهم في المدارس الحكومية؟
يلتحق الصم بمركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل، لنيل تعليم المرحلة الابتدائية، والإعدادية، وبعد ذلك كان يتم تحويلهم إلى التدريب المهني سابقًا، أما الآن فإنهم ينقلون إلى المرحلة الثانوية عن طريق الدمج في مدارس الحكومة التابعة لوزارة التربية والتعليم، مع وجود مترجمي لغة الإشارة، وكذلك في جامعة البحرين. وهذا أتاح لهم فرصة أكبر للتعامل، والاندماج مع أقرانهم السامعين، ولتحقيق المزيد من النتائج في تجربة الدمج، لا بد من السعي لتطوير العملية التعليمية، لتتناسب مع احتياجات الصم.
كما أن هناك حاجة ماسّة لتوفير مترجمي لغة الإشارة للراغبين في مواصلة تعليمهم المسائي، وقلة وجود مترجمين يشكل عائقًا كبيرًا للصم، خصوصًا الكبار الذين يعملون حاليًا، ويريدون أن يحصلوا على الشهادة الثانوية.
ما الدور الذي قدمته جمعية الصم لمنتسبيها؟
كان لجمعية الصم البحرينية الدور الأكبر في احتضان الصم، وبدمجهم في المجتمع، وتشجيع المؤسسات الحكومية، والأهلية، والمجتمع لدعمهم، وتقديم الخدمات لهم. كما ساهمت بشكل فعال في تطورهم من خلال البرامج التنموية، والاجتماعية، والترفيهية، والتعليمية، ودعمهم لتذليل جميع الصعاب التي يواجهونها، وتحقيق مطالبهم، واحتياجاتهم، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية. وتتضمن الخدمات المقدمة لهم من الجمعية، أنشطة، ودورات، وفعاليات مختلفة، في مجالات مختلفة، ومتنوعة، حيث كان لهذه الأنشطة الدور الفاعل في تنمية وبروز عدد من الموهوبين الصم، في مختلف المجالات، وحصولهم على جوائز على المستوى المحلي والدولي.
وفي مجال الترجمة، تم إنجاز القاموس الإشاري المصرفي للبنوك، بالتعاون مع جمعية مصارف البحرين، كما أولت الجمعية اهتمامًا بالغًا في تأهيل، وتدريب مترجمي لغة الإشارة، وإقامة الكثير من الملتقيات، والمؤتمرات، أبرزها الملتقى الخليجي الرابع للصم في البحرين، إضافة إلى فوز الجمعية بجائزة التميز للحكومة الإلكترونية عن مشروع مركز التواصل المرئي.
ما أهم الخدمات التي تم توفيرها لفئة الصم؟
فيما يتعلق بالخدمات الحكومية، يعتبر مركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل أحد أهم مساهمات وزارة التنمية الاجتماعية في تعليم الصم، وتقدم الوزارة دعمها لفئة الصم وغيرها من الفئات ذوي الإعاقة من خلال الدعم المالي والمعينات السمعة وبطاقة التخفيض. وعبر سعي الجمعية لتوظيف الصم، تم توظيف بعض العاطلين المسجلين في وزارة العمل من هذه الفئة سابقًا، وما زالت الجمعية تتبنى هذا الملف لتوظيف عدد أكبر من الصم. وفي المجال الصحي تم تدريب مجموعة من الأطباء، والعاملين بالوزارة، بمبادرة من الجمعية، كما كان لوزارة الداخلية بعض المبادرات عبر توفير الترجمة الإشارية بمركز العمليات، وعقد دورات تدريب لغة الإشارة، لمنتسبي الوزارة، بتنظيم من الكلية الأكاديمية الملكية للشرطة. وفيما يخص وزارة التربية والتعليم، قامت الوزارة بدمج الصم في المدارس الثانوية، والمرحلة الجامعية، وتوفير مترجمي لغة الإشارة لهم، وتقدم وزارة الإعلام خدمة الترجمة الإشارية لنشرة الأخبار الرئيسية. كما إن مجلسي الشورى والنواب يقدمان خدمة ترجمة الجلسات وتم عقد دورات في لغة الإشارة لبعض منتسبي المجلسين، كما كان للأفراد والشركات، والمؤسسات المجتمعية، والتجارية الداعمة، دور مهم، وفاعل، في دعم الصم بالتبرعات العينية، والنقدية، لدعم أنشطة وفعاليات جمعية الصم البحرينية، والمشاركة في تقديم الدورات والفعاليات التوعوية والفنية والتنموية لهم. وأنصح بتدريب الموظفين في أقسام الخدمات، وزيادة عدد المترجمين، خصوصًا في التعليم، والصحة.
* هناك الكثير من المبدعين في هذه الفئة، هل هناك اهتمام من قبل الإعلامي الرسمي والأهلي لهم؟
بمَ تنصح؟
نعم هناك الكثير من المبدعين الصم، ويحتاجون إلى ظهور بالإعلام بصورة أكبر، لإبراز مواهبهم، حيث يتفوقون في الأشياء البصرية، عوضًا عن السمعية كالتصميم، والطباعة، والتصوير، والتمثيل وغيرها.
البلاد
