سركيس: تشخيص التوحّد يحتاج إلى متخصصين
سنابل الأمل / متابعات
بعد نقل آدم من مدرستين إثر تشخيص معلمات له بالمرض .
يعيش الطفل «آدم» -وهو اسم مستعار-، ذو التسع سنوات، في عالم خاص به، يخلط ما بين الحقيقة والخيال، لا ينظر إلى عيني من يحدثه، ويبتعد عنه متخذا مشية غريبة نوعا ما، يبقى وحيدا أغلب الوقت الذي يقضيه في مدرسته، حيث لا يرغب أقرانه باللعب معه.
هذا الطفل، الذي ميزه الله -سبحانه وتعالى- بمهارة سرعة الحفظ والذكاء، يعيش ظروفا عائلية صعبة، جراء انفصال والديه، وبقائه مع والده الذي يعنفه؛ لإنكاره حقيقة إصابته باضطراب عاطفي بيئي.
هذه التفاصيل، حصلت الرأي عليها من مشاهدات معلمته -التي فضلت عدم ذكر اسمها في المدرسة التي ينتسب إليها-، لاحظت سلوكه الذي يدل على وجود خلل ما، وتابعت حالته، وتبين أنه يعيش حالة من النقص العاطفي إلى جانب أنها علمت أنه تم تشخيصه من قبل مدرستين، باضطراب طيف التوحد.
بدورها، تسرد المعلمة تفاصيل رواية آدم، بقولها «عندما بدأت بتدريسه، واجهت صعوبة الحفاظ على تركيزه معي أثناء الشرح، وكثيرا ما كان يقاطعني بمداخلاته بمواضيع لا صلة لها بالدرس، فضلا عن خلطه ما بين الخيال والحقيقة ما يدخلنا بمعضلة التحقق مما يقوله.
وتذكر أنها بعدما لاحظت حركاته الغريبة توجهت مباشرة إلى الإدارة للاستفسار عن مشكلته، وأعلموها عن خلافات والديه الكبيرة، وتفاصيل ظرفه العائلي، إلا أنها لم تقتنع وحافظت على متابعة حالته؛ لمساعدته.
وتشير المعلمة هنا، إلى أن أحد أفراد عائلته قد وجه المعلمات لاتباع أسلوب الضرب معه؛ لتربيته، كونه الأسلوب الأفضل بالتعامل معه وتعديل سلوكه بحسب وجهة نظره، إلا أنهن خالفنه الرأي؛ معلّلات أنه يستجيب لهن عند محاورته والتفاهم معه، وملاقاته بالحنان.
وتذكر «أن آدم يتعرض للتنمر والتخويف من قبل أخيه أيضا، إذ يهدده باستمرار أنه سيدفع بأبيه لضربه كما يفعل دائما، إضافة إلى أنه يعنفه ويشتمه».
وتبين المعلمة أنها كانت تتبع أسلوب التعبير بالرسم معه، لمعرفة ما يجول في خاطره، وكان دائما يرسم شرطيا، معللا أنه «يتمنى أن يصبح شرطيا ليخلص العالم من الشر».
الرأي