التعليم .. حق لذوي الإعاقة والأسوياء

0 15

سنابل الأمل/ متابعات

زينب الزدجالية
كاتبة عمانية

منذ بزوغ فجر النهضة المباركة والتعليم في سلطنة عمان يعد من أهم الأولويات حيث اهتمت حكومتنا بنشره وتعميمه في كل بقعة، على اعتباره النور الذي سينقلنا من مرحلة إلى مرحلة، فقد كان جلالة السُّلطان قابوس ـ رحمه الله – يؤكد على هذا الجانب، لما له من دَوْر كبير على التنمية والتطور، لذا أمر وبشكل مستمر ببناء العديد من المدارس لتثقيف وتعليم الأفراد، ومحو الأمية المنتشرة في ذاك الزمان، فقد أمر بالتعليم دونما تحديد جنس أو لون وحتى عرق، فقد كان التعليم للجميع على حدٍّ سواء دون تفرقة.
وهذا ما تؤكده الاستراتيجية الوطنية لرؤية عُمان 2040 التي تولي قطاع التعليم اهتمامًا بالغًا، وذلك لخلق جيل عُماني على قدر كبير من المسؤولية والثقافة، دون أن يكون التعليم حكرًا على فئة معينة، وهذا الأمر الآن ما جعل أولياء أمور طلاب ذوي الإعاقة الذهنية يطالون أحقية أبنائهم في هذا الجانب مما دفعهم بالخروج بمطالبهم ـ القديمة، الحديثة – حول ضرورة إيجاد حلول حول إيجاد سُبل تعليمية تربوية تناسب الفئة هذه من مناهج تلائم قدراتهم الذهنية ومبنى تعليمي تربوي لأبناء ذوي الإعاقة الذهنية (القابلة للتعاطي والتعلُّم) أسوة بإخوتهم الأسوياء من الطلبة، في مختلف ولايات سلطنة عمان مع الحفاظ على مبادرات الدمج وفق خطة زمنية يحددها المختصون من التربويين في كلا السلكين ولا أعني هنا صفوف صعوبات التعلم التي بدأت بها وزارة التربية والتعليم ..
كما استبشر أولياء الأمور خيرًا من التحولات التي صاحبت القطاع التعليمي مؤخرًا ولكن تظل مطالبهم بإيجاد حل واقعي لمشكلة أبنائهم الطلبة لا تزال عالقة، فكَثُرت المطالب، وتعالت الأصوات، حتى تحول الأمر إلى مشكلة حقيقية ومؤرقة، فالتعليم حق لذوي الإعاقة والأسوياء مهما بلغت درجات إعاقتهم الذهنية، فولي الأمر يبحث عن أي أمل في تعليم أبنائهم تعليمًا هادفًا يسهم في قدرتهم على التعامل مع صروف الحياة مستقبلًا، كأبسط أمر تعلم الكتابة والقراءة والحساب، فالحلول كثيرة والتجارب كبيرة، وخير قدوة هي وزارة التنمية الاجتماعية والتي تقوم بِدَوْرها على أكمل وجْه مع هذه الفئة حيث تقدم علاوات سنوية لتأهيل هذه الفئة في مراكز خاصة، وذلك تحقيقًا للأهداف السامية التي تجعل منهم مواطنين فاعلين قادرين على الاندماج والانخراط المجتمعي، فماذا لو قامت وزارة التربية والتعليم بخطوة مماثلة، وتقديم مختلف أنواع الدعم التربوي التعليمي والتي تسهم في دفع هذه الفئة نحو الابتكار؟ فكما نعلم بأنهم يتميزون بذكاء حاد ومهارات تختلف عن غيرهم من الأسوياء، واستثمارهذه الإمكانيات في صروح تعليمية مجهزة ومختصة سيخلق منهم سواعد واعدة.
نحن نعي بأننا أمام تحدٍّ كبير والقطاع التعليمي في سلطنة عمان في تطور مستمر قد يضاهي القدرات الذهنية لدى بعض الطلبة حتى الأسوياء منهم، ولكن إنشاء منهج مدروس لهذه الفئة ومقنن سوف يحل جزءًا بسيطًا من المشكلة ـ إن تعذر إيجاد المبنى ـ حلول كثيرة بحاجة إلى آذان مصغية وعزم لخدمة هذه الفئة التي لا يزال أغلب أولياء الأمور يتكبدون عناء تدريس أبنائهم في مدارس خاصة أو إبقائهم في المنزل دون جدوى مما يزيد الأمر سوءًا وصعوبة. فصفوف صعوبات التعلم بالمدارس الحكومية قد لا تتسع الجميع ولا تناسب كافة فئات الإعاقات الذهنية ونحن نتفق على ذلك بسبب عدم تمكينها لاستقبال الحالات الكبيرة، لأن المدارس المهيئة للدمج، تعتمد بيئة صفية محددة لنوع معين من الإعاقة. كما ندرك تمامًا أن الأمر لن يتم بين ليلة وضحاها ولكن الأمل بالعمل عليها كبير، فهذه الفئة تستحق فرصة التعلم التربوي عبر تطبيق استراتيجيات التعليم المتكامل، والكرة الآن في ملعب وزارة التربية والتعليم ونحن على يقين بأن هذا الأمر لن يمر عليها بدون مناقشة ولن يكون حبيس الأدراج، فالإسراع بإيجاد حلول هو مطلب.

الوطن العمانية

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق