همسة ود.. التعامل الإبداعي مع طيف التوحد
سنابل الأمل/ متابعات
موزة المالكي
أغلبُ الأطفال المُصابين بالتوحّد لديهم قدرات خاصة، وقد يستغربُ البعضُ إذا عرف أن غالبية عباقرة الفن والأدب – وبعضهم حائزٌ جائزة نوبل – كانوا يُعانون من خلل جيني في المُخ يجعلهم مُصابين بالتوحّد، فهذا الاضطراب – ومُعاناته – في حد ذاته طريقهم للوصول إلى قمة القدرة على التخيّل.
يقولون إن ألبرت أينشتاين كان لديه صعوبة في التكلم وكان يُعيد الكلمة مرات عديدة عندما كان عمره 7 سنوات، وكان نيوتن يتكلم قليلًا جدًا وكان عكر المزاج مع أصدقائه القليلين المُقرّبين له، وكان إذا ألقى مُحاضرة لم يحضرها أحد من تلامذته، وكان يكمل إلقاء المُحاضرة والقاعة خاوية بدون حضور البتَّة، والملياردير العبقري وأغنى أغنياء العالم «بيل جيتس» كانت به بعض الصفات التوحُديَّة وأنه يُعاني من صعوبة في التأقلم الاجتماعي.
لذلك يجب التركيزُ على قضية مُهمة، وهي أن كل طفل مُصاب بالتوحد لديه قدرات خاصة فريدة من نوعها، وأن على أفراد الأسرة والمجتمع التعرف على قدراته الخاصة، وفتح المجال للمُشاركة والاستفادة من هذه القدرات الاستثنائية وتوظيفها في المكان المُناسب.
الطفل التوحُدي يتميّز بقدرات حسابية مهما كبرت الأرقام أو صغُرت، ويتميز بقدرته على حل المُعادلات والمسائل مهما كانت معقدة، وبالرغم من ذلك فالعديد من أطفال التوحُد يحصلون على درجات مُنخفضة أو متوسطة في الأداء على مقاييس الذكاء التقليدية التي تعتمد على الأوراق والأسئلة والإجابات القصيرة، والسبب أنهم لا يستطيعون إكمال بعض أجزاء اختبارات الذكاء بسبب حركتهم الدائمة وعدم استقرارهم، ولكن يمكن تقدير مستويات ذكائهم اعتمادًا على نتائج أجزاء الاختبار الذي يتمكنون من إكماله، ولذلك لا بد أن يكون الأخصائي هو الذي يتولى قياس ذكاء المصابين بالتوحد، بينما يؤدون أداءً جيدًا للأنشطة والمهارات التي تعتمد على الرسم والموسيقى، وأنهم يحصلون على درجات عالية في مقاييس الذكاء المُتعددة، لذلك من المهم التعرف على القدرات العقلية لطفل التوحد، فالرسمُ والموسيقى من الأنشطة التعليمية الجيدة، مثلها في ذلك مثل البرامج التربوية، ويجب ألا ننسى أن البيئة تلعب دورًا مُهمًا، فالوراثة استعداد وراثي وليس للوالدين دور فيه، فالطفل الذي ينشأ في بيئة تتميز بالثراء الثقافي يتمتع بنسبة ذكاء مُرتفعة عن طفل آخر يعيش في بيئة مُفتقرة للثقافة والعلم، فتقديم الرعاية والدعم للأطفال المُصابين بالتوحد وأسرهم والقائمين على رعايتهم بتنظيم العديد من الفعاليات وحملات التوعية يُساعد هؤلاء الأطفال وذويهم.
موزة المالكي
mozalmalki@hotmail.com
الراية