ذوو الإعاقة في غزة.. معاناة مضاعفة في ظل حرب لا تكترث للإنسانية يفقدون حياتهم دون أدنى اهتمام
سنابل الأمل/ متابعات
يسمعون صوت الطائرات والصواريخ، يشعرون بالقصف، تُهدم بيوتهم وهم داخلها، يبحثون عن وسيلة للاحتماء.. هؤلاء الأشخاص في غزة المظلمة؛ دون كهرباء، يعتمد بعضهم على حاسة السمع فقط، فيما يحتاج البعض لحركة سريعة؛ للهروب من عدوان إسرائيلي وحشي، تعيقهم كراسٍ متحركة، أصبحت حياتهم مرتبطة بها.
لا تقتصر المخاطر على الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية أو السمعية، وإنما تمتد لباقي الإعاقات، حيث لا قدرة لهم على إدراك الخطر منذ اللحظة الأولى، فيكونون أول من يفقدون حياتهم في النزاعات والكوارث، في وقت يحتلون الخانة الأخيرة في جدول الاهتمام، وفق حقوقيين.
ويقول أمين عام المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور مهند العزة: إن «الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا على قوائم الاهتمام في الظروف الاعتيادية، إذ أنهم محدودو الخدمات».
ويبين في حديثه لـ«الرأي» أنه «عندما تحدث نزاعات أو كوارث طبيعية من المفترض أن يكون ذوو الإعاقة من أوائل أصحاب الرعاية الخاصة؛ لأنهم الأكثر عرضة للخطر»، مشيرا إلى أن «ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك».
ولفت إلى أن «نسبة ذوي الإعاقة تشكل 15% من عدد سكان أي مجتمع في العالم، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، مقدرا وجود 400 ألف ذوي إعاقة في قطاع غزة الذي يبلغ سكانه 2.5 مليون تقريبا».
وتابع: «مع محدودية الخدمات في غزة، والحصار، وبرامج الوقاية الضعيفة، والحروب المتتالية، فإن نسبة الإعاقة بالتأكيد ضعف هذا الرقم بالحد الأدنى، قبل العدوان الأخير».
ويشير إلى أنه «لا توجد في غزة ملاجئ، وأن ذوي الإعاقة أول من يفقدون حياتهم؛ لأن فرصة الاحتماء غير موجودة، وبالأخص أصحاب الإعاقة الحركية، و(الكفيف والأصم)».
يذكر أنه قبل العدوان الإسرائيلي، كان يتلقى ذوو الإعاقة، ومن بينهم من لديه اضطراب طيف التوحد، خدمات أساسية مختلفة، كالعلاج التأهيلي -على الرغم من محدوديتها-، إلا أنها توقفت؛ ما فاقم حالتهم سوءا.
وقال العزة: «في غزة 25 ألف جريح، حيث سيصاب 20% منهم بإعاقات دائمة بالحد الأدنى، ليصل عددهم إلى ما لا يقل عن 5000 شخص، مع استمرار العدوان وضعف الحماية». ويدعو العزة المنظمات الحقوقية بأن ترصد حالات استشهاد ذوي الإعاقة.
الرأي