دعم المكفوفين .. مسئولية حكومية ورعاية اجتماعية

0 10

سنابل الأمل/ متابعات

تولى الدولة رعاية خاصة بذوى الهمم، فخلال الفترة الماضية تحققت لهم مكتسبات كبيرة، وعندما نلقى نظرة على المكفوفين فى مصر نجد أن هناك رعاية ودعما كبيرين تقوم بهما الجهات المعنية.

برغم زيادة أعداد المكفوفين فإنه لا يمكن تجاهل دور الدولة متمثلة فى وزارة التضامن التى تقوم بكامل مسئوليتها تجاههم، وتوفير الخدمات التعليمية عن طريق تعليم الكتابة بطريقة برايل، وخدمات المكتبات السمعية والتدريب على مهن مناسبة للإعاقة، لمن لم يستكملوا تعليمهم، وتنمية المهارات الإدراكية والحركية واللغوية لديهم ، ليصبحوا منتجين وفاعلين فى المجتمع، ومن الجهات التى تقدم الخدمات الأساسية لهم المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين، حيث يلعب دورا كبيرا فى رعايتهم، كل ذلك وتفاصيل أخرى فى السطور التالية.

بداية يقول خليل محمد مدير إدارة التأهيل والتوجيه بوزارة التضامن إن الوزارة دشنت حملة « هنوصلك» لتسجيل ذوى الإعاقة وبصفة خاصة المكفوفين نظرا لتعرضهم لإعاقة شديدة، والحملة تهدف إلى تيسير إجراءات استخراجهم بطاقة الخدمات المتكاملة والتوسع فى تحقيق التعاون مع المحافظات والوزارات والشركاء من الجمعيات والمؤسسات الأهلية للوصول إلى ذوى الإعاقة فى مناطق سكنهم، من خلال حملات طرق الأبواب والزيارات المنزلية والمسح الشامل للقرى والمناطق وتفعيل مكاتب تأهيل متنقلة ومميكنة فى المراكز والقرى، كما تتحمل الوزارة مصروفات التقييم الوظيفى نيابة عن المستفيدين من الأشخاص ذوى الإعاقة بالغة الشدة فى مناطق وجود الحملة .

أما الدكتور طارق زكى موسى مدير مركز خدمة الطلاب ذوى الإعاقة بجامعة سوهاج فيقول: إنه فى إطار رؤية مصر٢٠٣٠ وبناء الجمهورية الجديدة والتنمية المستدامة تم اختيار الجامعة ضمن عدد من الجامعات لإنشاء مشاريع تخدم الطلاب ذوى الإعاقة وطبقا لبروتوكول تعاون مع إحدى الهيئات الأجنبية قام فوج من الجامعة بالسفر لأكبر المراكز المتخصصة فى تقديم الخدمات المتكاملة للطلاب ذوى الإعاقة بجامعة الينوى بشيكاغو بأمريكا للتعرف على الأسس العلمية والمهنية لاستثمار قدرات هؤلاء الطلاب باعتبارهم فئة مهمة فى تنمية المجتمع والتعرف على سياسات القبول والتسجيل وتسهيل إجراءات التعامل مع الطلاب ذوى الإعاقة .

ويضيف الدكتور طارق أن مركز خدمة الطلاب ذوى الإعاقة والمكفوفين بالجامعة يماثل ما هو موجود فى أمريكا لتقديم الخدمات المتكاملة لهؤلاء الطلاب وفق المواصفات العالمية وتقديم الدعم النفسى وحل مشكلاتهم الأكاديمية والشخصية، لافتا الى ضرورة دراسة إنشاء كلية ومعاهد علمية لذوى الإعاقات المختلفة أسوة بما هو معمول به فى الجامعات العالمية والسعى نحو إعداد الكوادر البشرية المتخصصة لإعداد وتأهيل هؤلاء الطلاب وفق البرامج الدراسية التى تناسب إعاقاتهم وفق قدراتهم .

فى حين يؤكد الدكتور أيمن الدهشان رئيس جمعية المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين أن المركز تم تأسيسه كجمعية تحت إشراف وزارة التضامن منذ نصف قرن بموجب اتفاقية بين الحكومة ومنظمة العمل الدولية لتقديم الخدمات والإسهام فى توفير التعليم العام والمهنى للنهوض بمستوى المكفوفين، ويقدم المركز الدعم اللازم لهم فى استخراج شهادات التأهيل وكارت الخدمات المتكاملة ونشر الوعى وغير ذلك للتدريب على أساليب رعاية وتأهيل المكفوفين، كما يسهم فى رعايتهم فى بيئاتهم لصعوبة الحياة لديهم، وقد تم إنشاء وحدات للرعاية المنزلية بالأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية التى يتزايد فيها عدد المكفوفين كالسيدة زينب والخليفة وبولاق وشبرا والزيتون ووحدة ريفية لتقديم الخدمات لهم بقرية بربشت والقرى المجاورة لها بمركز العياط، كما تم إنشاء أندية ثقافية واجتماعية لرعايتهم وإدماجهم فى البيئة المحيطة بهم وقضاء أوقات فراغهم داخلها للترفيه، بخلاف الأندية الموسيقية الخاصة بهم، وتوفير الكتب الموسيقية بطريقة برايل وتزويدهم بالآلات الموسيقية اللازمة تحت إشراف مدربين ذوى خبرة، لافتا الى اهمية الإسراع فى تكاتف جهود مؤسسات المجتمع المدنى لدعمهم .

أما الدكتورة سهير صفوت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس فتطالب بمزيد من الدعم النفسى والاجتماعى لحمايتهم من تراكم التعثرات التى تعترض الكفيف والتى تكون عائقا غير مباشر فى طريق حياته منذ الطفولة لجعله يتقبل ذاته والآخرين والاندماج بصورة إيجابية فى المجتمع.

ويقول إبراهيم أحمد مدير الاتحاد المصرى للإعاقات إن هناك فعاليات ومسابقات كثيرة تم تنظيمها لدعمهم ومنها حفل «قادرون باختلاف» لتذليل الصعاب وتوفير المناخ المناسب لتمكين المكفوفين من المشاركة الفعالة فى شتى المجالات والاستفادة من قدراتهم المتفردة وإظهار إمكاناتهم، وأن يصبح «قادرون باختلاف» شعارا إيجابيا.

وتقول المهـندسة أمل مبدى رئيسة الاتحاد الرياضى للإعاقات الذهنية : إن الاتحاد يقوم بإعداد أفكار الاحتفاليات وكتابة المحتوى، وتدريـب المشاركين فى الفقرات المختلفة للاحتفاليات ويضم المحتوى المقدم قدرا كبيرا من القضايا المجتمعية المتعلقة بذوى الإعاقة ولقد قدمنا أربع نسخ من «قادرون باختلاف» برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ويشارك فيها الأطفال والشباب من ذوى الإعاقات ومنهم المكفوفون وأن الهدف من تلك الاحتفاليات التأكيد على أن يصبحوا منتجين ومتميزين.

الأهرام

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق