مسؤولون ومعلمون بالمركز لـ الشرق: برامج بالنور للمكفوفين لإدماج الطلاب في المجتمع
سنابل الأمل/ متابعات
أكد عدد من المسؤولين والمعلمين في مركز النور للمكفوفين، على أهمية الرياضة وممارسة النشاط البدني، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأمور التي تتيح لذوي الإعاقة البصريّة الاندماج في المجتمع مع أقرانهم دون استبعادهم، مشيرين إلى تأثيرها الكبير على الصحة العامة وهو ما يدفعهم لتشجيع المنتسبين على اكتساب المهارات الحركية والتوازن
وأكدوا لـ «الشرق» حرصهم على تقديم الخدمة يتم من خلال تخصيص جلسات وحصص للرياضة للمنتسبين بشكل جماعي وفردي وتكييف الرياضة حتى تتناسب مع اعاقتهم البصرية، موضحين انه يتم عمل تقييم شامل بداية كل عام دراسي لكل منتسب يقيس قدراته وامكانياته والأهداف المراد تحقيقها وعمل خطة بأهداف واضحة لمعرفة احتياجاتهم.
ولفتوا إلى حرص مركز النور للمكفوفين على تأهيل ذوي الإعاقة البصريّة ودعمهم بالأنشطة الرياضيّة وتوفير مدربين متخصصين، خاصة وأن ذوي الإعاقة يكتسبون العديد من الفوائد عن طريق الرياضة، ومن ضمنها التواصل والعمل الجماعي، حيث تسمح الرياضة لهم بالتفاعل، وإنشاء روابط الصداقة وبناء شبكات تعزز احترام الذات مما يساعد على صقل شخصيتهم وتعزيز استقلاليتهم وإنجازاتهم وإثبات وجودهم.
عبير العمادي: خطط مستقبلية لأهداف تعليمية واجتماعية
وأوضحت رئيسة القسم عبير العمادي إنشاء شراكات مجتمعية والتنسيق مع بعض المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة لتنظيم الفعاليات الداخلية في المركز أو المشاركات خارج المركز…وتتابع قائلة: إنَّ هناك جدولًا زمنيًّا محددًا لفعاليات وأنشطة المركز نهاية كل عام دراسي، والذي يتم تجهيزه للعام الدراسي المقبل ومراجعة خطط الأنشطة والفعاليات السابقة والعمل على تجاوز العقبات والسلبيات لتداركها في التخطيط للفعاليات المستقبلية، خاصة وأن المركز يحتوي على قسم الأنشطة والبرامج الذي يعتبر من الأقسام المهمة والتي تجمع ما بين تحقيق الأهداف التعليمية والاجتماعية والترفيهية وتنمية الميول والرغبات من خلال المساهمة في تنظيم الفعاليات المختلفة للمنتسبين خلال العام والتوعية المجتمعية عن ذوي الإعاقة البصرية.

فاطمة الصوفي: جلسات وحصص للرياضة جماعية وفردية
بدورها قالت مديرة الخدمات التعليميّة بالإنابة فاطمة الصوفي إنَّ تقديم الخدمة يتم من خلال تخصيص جلسات وحصص للرياضة للمنتسبين بشكل جماعي وفردي وتكييف الرياضة حتى تتناسب مع اعاقتهم البصرية.
وحول كيفيّة معرفة احتياجات المنتسبين، بيّنت أن ذَلك يتم عن طريق التقييم الشامل بداية كل عام دراسي لكل منتسب يقيس قدراته وامكانياته والأهداف المراد تحقيقها وعمل خطة بأهداف واضحة لمعرفة احتياجاتهم، مشيرة إلى ان رياضات السباحة للمكفوفين، وممارسة رياضة الجري المعدلة، وكرة الهدف، وركوب الخيل تعّد من أبرز الرياضات التي عليها إقبال شديد من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية؛ وفقًا للصوفي.
ولفتت إلى إعداد المركز أنشطته الرياضية للمنتسبين داخله خلال اليوم الرياضيّ، إذ يشارك هذا العام منتسبو المركز في نشاط رياضي خارجي وبالإضافة لإقامة مجموعة من الأنشطة والتمارين الرياضية داخل الصالة الرياضية في المركز.
وأكدت على أن العاملين في المركز يؤمنون بأنَّ للرياضة وممارسة النشاط البدني تأثيرًا كبيرًا على الصحة العامة وفوائد مختلفة على جميع جوانب الصحة، وهو ما يدفعهم لتشجيع المنتسبين على اكتساب المهارات الحركية والتوازن؛ لأنها تؤثر بشكل كبير على مستوى الاستقلال فضلاً عن جودة الحياة؛ إذ يؤدي تحسين المهارات الحركية في الرياضة إلى ممارسة أنشطة الحياة اليومية بفاعلية أكبر.
خالد عيد: الارتقاء بكفاءة الكفيف البدنية
ومن جانبه أوضح مُدرّس التربية الرياضيّة خالد عيد أنَّ المركز يعمل بالشراكة مع الاتحاد القطري لرياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة على ترشيح المتميزين للانضمام الى فرق الاتحاد في الرياضات الخاصة بذوي الإعاقة البصرية، ضمن الفئات السنية المناسبة ليتم من بعدها متابعة تدريبهم وإعدادهم كرديف للمنتخبات الوطنية في المستقبل، منوها إلى انه هناك بعضًا من اللاعبين الذين تم ترشيحهم من قِبل المركز ومتابعة تدريبهم مع الاتحاد وأصبحوا لاعبين لصالح المنتخب القطريّ لكرة الجرس، مثل؛ اللاعب نور الدين أشرف واللاعب عبد الله صالح المري الذين شاركوا مع المنتخب في المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية والبطولات المختلفة.
وأشار إلى البرامج الارتقائية و التي تعتمد على الارتقاء بمستوى اللياقة البدنية و الكفاءة البدنية و ذلك بما يتناسب مع الإمكانيات و القدرات الخاصة لكل فرد، والبرامج الوقائية و التي تعتمد على التمرينات البدنية و التدريبات الخاصة، وتساعد على الإسهام في الحد من الأمراض أو الإعاقات و التشوهات القوامية، والبرامج الترويحية و التي تهدف إلى الاستمتاع بوقت الفراغ و تنمية الثقة بالنفس و الاعتماد على الذات و إخراج المنتسب من العزلة و دمجه بالمجتمع… وأضاف: في حين أنَّ هناك بعض المسابقات والمشاركات لدى المنتسبين داخل وخارج المركز مثل اليوم الأولمبي المدرسي و التي ينظمها الاتحاد القطري لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة و اللجنة الأولمبية القطرية، وفريق كرة الجرس، وفريق كرة القدم، والمشاركة في الفعاليات خارج المركز وذلك في اليوم الرياضي للدولة.
محمد صالح: تكييف التمرينات على حسب قدرة الكفيف
أكد مدرس التربية الرياضية محمد علي صالح، قُدرة المكفوفين على ممارسة كافة الأنشطة الرياضيّة، إذ تم تكييف و تعديل التمرينات على حسب قدرة الشخص الكفيف أو ضعيف البصر، مثل؛ رياضة السباحة للمكفوفين، وممارسة الجري، وكرة الهدف، وركوب الخيل.
ونوه إلى عدم قدرة الكفيف ممارسة بعض التمارين ذات الضرر الصحيّ وهو ما يوجب مناقشة خطط التمرين مع الطبيب الخاص وطبيب العيون؛ إذ يمكن أن تتأثر بعض الحالات الطبية وحالات العيون بالانحناء، أو الرفع، أو الإجهاد، أو الحركة السريعة.
وحول كيفيّة حماية المكفوفين من الإصابات، يقول صالح إنَّ من الضروريّ السماح للكفيف بالقيام بجولة في مكان ممارسة النشاط الرياضي صحبة شخص مبصر للتّعرف على المكان والبيئة المحيطة، وإخلاء منطقة ممارسة النشاط الرياضي من أي عائق يهدد سلامته، إضافةً إلى تغطية كل الحواف والأجزاء البارزة بالإسفنج لسلامتهم.
ويضيف ضرورة إحماء الجسم قبل ممارسة الرياضة والتركيز على العضلات المستهدفة في التمرين لتجنب الإصابات العضلية، وتفقد نبض القلب وقياسه أثناء التمرين، والقيام بتمارين الإطالة وعودة الجسم لحالته الطبيعية نهاية كل تمرين، ومتابعة التقرير الطبيّ واتباع أيّ توصيات خاصة بالمتدربين لتجنب الإصابات والحفاظ على سلامة المنتسبين.
هنادي الشلبي: أسس ومعايير لتدريب ذوي الإعاقة
أشارت مُدرّسة التربية الرياضيّة هنادي أحمد الشلبي إلى وجود مجموعةٍ من الأسس التي يعتمدها المركز لتدريب ذوي الإعاقة، مثل؛ السماح للمنتسب الكفيف باستكشاف المكان الذي سيقوم بممارسة النشاط الرياضي به، والقيام بتعديلاتٍ تتناسب مع قدراته؛ كاستخدام أجراس مسموعة، وحبال توجيه للجري، والبقاء بالقرب منه حتى يتمكن من سماع التعليمات. ولفتت إلى اعتماد المدرّسين في المركز استخدام التعليمات الشفهية الوصفية، من خلال إخبار المنتسب ما يجب القيام به باستخدام لغة موجهة للجسد، قائلةً «على سبيل المثال عند تعليم القفز، يُمكن توجيه الكفيف كما يلي؛ قف على قدمك اليسرى، وارفع قدمك اليمنى، واقفز في الهواء بقدمك اليسرى»، مشيرة إلى انه يُشجّع المركز الكفيف على ممارسة الأنشطة بشكلٍ مستقل قدر الإمكان دون الاعتماد على الآخرين، ويقدم برنامج التربية الرياضية في المركز الدعم النفسي والمعنوي والاجتماعي عن طريق مجموعةً من البرامج؛ بحسب الشلبي.
الشرق