أحمد الهاشمي موهبة موسيقية تلهم أطفال التوحد
سنابل الأمل/ متابعات
تجسد قصص نجاح أولادنا الطلاب أصحاب الهمم في الفنون والموسيقى والرياضة والحرف مراحل كفاح واجتهاد عبر سنوات طويلة، خصوصاً مع بدايات الطفولة التي غرستها الأسرة ودعمها المجتمع بكل إمكاناته لكي تتلاقى وتنقب عن المواهب الكامنة وتحفز الطاقات.
من بين هذه النماذج المشرفة أحمد الهاشمي «13 عاماً» طالب بالصف الـ8، الذي تحدى التوحد بإجادته العزف وتأليف القطع الموسيقية، وأصبح واجهة مميزة لنظرائه أصحاب الهمم، إذ يسعى بكامل طاقته لإلهام ذويه هذه الفنون الإبداعية عبر المسابقات المحلية والدولية التي تخطت 50 فعالية.
تأهيل وتدريب
والدة أحمد، الكاتبة إيمان العليلي أصرت أن تكرس حياتها وأسرتها ليس فقط لتأهيل وتدريب طفلها، بل لتجعل منه نموذجاً ناجحاً في الحياة، وهذا الطموح الكبير لن يتحقق إلا بالتعب والجهد والتسلح بالمعرفة، ولذلك فإنها عمدت إلى تدريب جميع أفراد الأسرة والعمالة المساعدة على كيفية التعامل مع أحمد، إذ تتطلب المراحل الأولى لطفولته تعلم مهارات النطق وتقويم السلوك والتعبير عن الألم والفرح.
شاركت والدة أحمد في ورش عمل تعليمية وتدريبية على المستوى المحلي، كما أنها سافرت إلى دولة أخرى لاكتساب الخبرات الأساسية ولإيجاد حلول تعالج مشكلات ضعف النطق والمشي، وكيفية اكتساب المهارات الأساسية للحياة، إذ كان هدفها الأول هو دمج الصغير في عالمنا.
وأكدت أنها مرت بمرحلة إحباط عندما شاهدت تجارب أولاد في نفس حالة صغيرها غير ناجحة، كما همس إليها بعض الأهالي بأن أولادهم الذين ساروا على أعتاب مرحلة الشباب جالسون في المنزل وليسوا مؤثرين في المجتمع، لكن سريعاً ما تمسكت بالأمل وتغيرت نظرة الإحباط إلى تفاؤل برؤية أطفال توحد يبدعون في مجالات عدة، مثل الموسيقى والرسم والرياضة وغيرها من الحرف.
وعملت الوالدة على تنمية مهارات صغيرها الحياتية بجانب إشراكه في رياضات السباحة وركوب الخيل، كما عمدت إلى دمجه في المجتمع والانفتاح عليه، وتجنبت تماماً عزله، حتى حان الوقت لاكتشاف ميوله إلى الموسيقى، وتحديداً العزف على «البيانو»، ومن هنا تجددت الآمال لدى الأسرة بتنمية موهبة الطفل، وبالرغم من عدم قبوله لدى مراكز تدريب الموسيقى فإن أحد المدربين أخبرها أن هناك أملاً، ولا بد من الصبر.
بدأ الطفل في العزف بالمنزل وسط فرح الأسرة، التي عمدت إلى إشراكه في فعاليات موسيقية تنظمها الدوائر التعليمية والمجتمعية، وقد حاز إعجاب الجميع، حيث تميز بالعذوبة في العزف والتأليف، ومعرفته بالنوتات الموسيقية.
شارك أحمد في ما يقرب من 50 مسابقة محلية ودولية، وتمت استضافته في دار الأوبرا المصرية، فلم يكن موهوباً فقط، بل كان مؤثراً في محيطه، وحامل هموم وقضايا نظرائه من أصحاب الهمم بأهمية نشر الوعي الصحيح عن التوحد، وتعزيز الرسالة بأنهم مختلفون، لكنهم قادرون على القيام بأدوار مهمة في المجتمع.
وتشير الوالدة إلى أن أحمد يسعى من خلاله موهبته في العزف والمشاركة في كبرى الفعاليات والمسابقات إلى تحفيز نظرائه من أصحاب الهمم بتبني نمط حياة ناجح من خلال تحفيز موهبته أو تعلم مهن جديدة، كما أنه يطمح بعد إتمام مرحلته الجامعية في تأسيس مركز لتعلم الموسيقى وتكوين فرقة تضم نظراءه، ورسالته إلى الأهالي هي تجنب الإحباط، والعمل دائماً على تنمية مهارات أبنائهم الحياتية وتحفيز الإبداع لديهم.
وتبرز قصة أحمد شاهدة على القدرة الهائلة للأفراد من أصحاب الهمم على تحقيق النجاح والتأثير الإيجابي في مجتمعاتهم، شريطة توفير الدعم اللازم والفرص المناسبة، حيث تؤكد الوالدة الأهمية الكبيرة لدعم القيادة الرشيدة والمؤسسات التعليمية والرعاية في تمكينهم من النمو والتألق والإبداع.
البيان