شهد سندي.. عزيمة تقهر الشلل

0 9

سنابل الأمل / متابعات

رغم إعاقتها وإصابتها بشلل دماغي منذ ولادتها – تمتلك الشابة السعودية شهد سندي إصراراً عجيباً وقدرة فائقة على التحدي والإنجاز ، ساعدها في ذلك والدتها والمحيطين بها الذين مكنوها من إكمال دراستها حتى المرحلة الجامعية وحصولها على درجة البكالوريوس في تخصص تربية خاصة-أطفال توحّد من جامعة دار الحكمة ثم التحاقها كموظفة متخصصة في مركز المسيرة للنطق والتخاطب بمدينة جدة….

•شهد تروي قصتها الطويلة مع الإعاقة والدراسة والوظيفة عبر الأسطر التالية :

* تبدأ شهد بالقول: نتيجة خطأ طبي وقع وقت ولادتي كان السبب في مشكلتي ومعاناتي وإعاقتي بشلل دماغي نصفي ومن هنا بدأت مشاكلي الصحية كلها التي كنت ومازلت أعاني منها إلى الأن وقد أجريت لي عمليات جراحية كثيرة داخل المملكة وخارجها في أمريكا وأوروبا من يوم الولادة إلى وقتنا الحاضر . وكانت آخر عملية أُجريت في عام ٢٠١٦ م ، ورغم كل هذه المعاناة والظروف الصعبة التي مررت بها إلا أنني بفضل الله ومنّه وكرمه الواسع الكبير ثم بفضل والدتي ومساعدتي الشخصية المسؤولة عني حققت الكثير من طموحاتي ، فهن اللاتي لم يتعبن من دعمي و مساندتي حيث قدمن لي يد العون كل هذه السنين من عمري وهن سندي بعد الله إلى الأن .

 

•وتواصل شهد حديثها قائلة : ومن غير يأس او إحباط ، أستطعت تحقيق حلمي وطموحاتي جزاهن الله كل خير .

كما أنني أستطعت أن أدرس وأحصل على الشهادة الثانوية ، ولم أكتفي بذلك ولكن صمّمت وأصريت على دخول الجامعة وقد حصلت على منحة دراسية من جامعة الحكمة والحمد لله وبفضل الله تخرجت من الجامعة (قسم تربيه خاصه أطفال توحد وبمجموع عالي ولله الحمد في شهر أبريل ٢٠١٩ ميلادي ) .

ورغم كل الصعوبات التي مررت بها والعناء والمشقة التي واجهتها طوال السنين الماضية وبعد التخرج الأن أسعى جاهده لأثبت لنفسي اولاً ثم للأخرين كيف أن ذوات الإحتياجات الخاصة قادرات وبقوة على تغيير النظرة السلبية التي يعانين منها في المجتمع ، وهنا أشجع كل من لديها أي معاناة أو مشاكل صحية أن لا تتوانى او تنعزل عن المجتمع بل تكافح وتثبت ذاتها وتحقق طموحاتها لمساعدة نفسها أولاً ثم مجتمعها ثانياً . ورغم كل الصعوبات والمشاكل التي مررت بها فإني لن أتوقف عن تحقيق طموحاتي والسعي من أجل مساعدة كل إنسان كبير او صغير يعاني من اي مشاكل صحية ويحتاج لمساعدتي او نصحي لذا أنا مصرة على العمل ومساعدة الأخرين .

•وتشرح شهد مسيرتها الوظيفية قائلة : منذ عام ٢٠١٤ م عندما التحقت بجامعة الحكمة وكان من بعض الأنشطة التي تقوم بها الجامعة توعية المجتمع في كيفية إبراز والتعامل مع هذه الفئه من ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع الذي يعاني أنواعاً مختلفة من الإعاقات المتواجدة في المجتمع السعودي وغيره من مجتمعات دول العالم الآخر كبارًا وصغارا ً ومواليد وأطفال وكيفية التعامل معهم وطرق دمجهم في المجتمع ليكونوا جزء فعال من هذا المجتمع لما لهم من قدرات مختلفة وإنجازات إذا حظوا بالإهتمام والمساعدة والمساندة منذ الصغر من قبل الوالدين والأهل كما حدث لي من قبل والدتي ومساعدتي . ومنذ ذلك الحين وبعد أن تعرفت علي ( الدكتورة عظمى عبدالرحيم ) المتخصصة في مجالات الإعاقة والأمل ، أستمر التواصل والعلاقة بيننا حيث طلبت مني أن نتواصل دائماً إلي أن تخرجت من الجامعة وكنا علي تواصل مستمر وكانت فخورة بي وبإسلوبي وطريقة تفكيري وإنفتاح عقليتي وأقبالي علي الحياه وطلبت مني إذا ماعندي أي مانع أو إرتباط بأي وظيفة أن أعمل معها في المركز المتخصص

لذوي الهمم الذي ستعمل به مستقبلاً وأن أكون من ضمن فريق

العمل، وبعد سنين طويلة من تخرجي من الجامعة ومنذ التعارف والحمد الله تخرجت من الجامعة في ٢٠١٩ م وبدأت رحلتي للبحث عن الوظيفة والعمل وقدمت في أماكن مختلفة وفي مراكز ومدارس وشركات ومؤسسات عديدة ولكن للأسف الشديد لم يحالفني الحظ مع أي جهة مما ذكرت سابقاً إلي عام ٢٠٢١ م .

وبعد إنتهاء الحظر من مرض الكورونا عندما بدأت بالإشتراك في نادي ركوب الخيل علِمت المدربة إنني أبحث عن وظيفة في مجال دراستي وتعليمي فحاولت مساعدتي وسألتني إذا ماعندي أي مانع ومستعدة أن أعمل في مراكز تأهيل لمساعدة ذوي الأحتياجات الخاصه وكان ردي عليها بالموافقه والقبول . وبدأت بالتسجيل في كل المراكز التي عرضتها علَي والتي كان من ضمنهم هذا المركز (مركز المسيرة) الذي بدأت الدكتوره عظمى بالعمل به فحالفني الحظ بالقبول والإنضمام معهم والحمد لله أنني أنجزت لتحقيق طموحي وحلمي وبناء مستقبلي بالطريقة التي طالما كنت أحلم بها إلا وهي العمل في مجال تعليمي وتخصصي الذي أعترض عليه كل من حولي لأنني صاحبة إعاقة ومن ذوات الهمم والإحتياجات الخاصة .

وقد واجهت تحديات كثيرة . وقررت أن أثبت لنفسي ومن حولي وأقرب الناس لي . بأنني سوف أنجح وأنجز وأرقى بعملي ومجهودي وبأصراري لخوض معركة الحياة وأعاصر من أجل حبي لذاتي .

عكاظ

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق