الصحة العالمية : مخاوف من انتشار فيروس شلل الأطفال في المنطقة

0 6

سنابل الأمل/ متابعات

تجددت المخاوف من انتشار فيروس شلل الأطفال في المنطقة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن احتمال كبير لخطر تفشي الفيروس في أنحاء قطاع غزة وما حوله بسبب الوضع الصحي المتردي في القطاع نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ عشرة أشهر.

 

ويؤكد خبراء لـ «الدستور» عدم تسجيل أي حالات إصابة بشلل الأطفال في المملكة حتى الآن، إلا أنهم يشيرون إلى أن المسألة مسألة وقت ليس إلا قبل أن يصيب المرض آلاف الأطفال غير المحميين، إن لم تُتخذ إجراءات فورية بصدده، موضحين أن الأطفال دون سن الخامسة معرضون للخطر، وخاصة الرضع دون سن الثانية.

 

وكان الأردن أعلن خلوه من شلل الأطفال منذ «32» عاما، بحسب وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من عودة انتشاره في الإقليم بين عامي 2013 و 2014 فإن الأردن لم يسجل أي حالة إصابة.

 

وتعتبر منظمة الصحة العالمية الأردن من الدول التي حققت تقدما في ما يتعلق بمرض شلل الأطفال حيث لم تسجل أي حالة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي مكن الأردن من إعلان المملكة خالية من مرض شلل الأطفال.

 

ويرى الخبراء أن ظهور فيروس شلل الأطفال في غزة هو تهديد صحي إقليمي حيث يصنف شلل الأطفال من الأمراض شديدة العدوى ومن الممكن أن يتجاوز حدود قطاع غزة، وينتشر إلى دول مجاورة، خاصة تلك التي لديها تغطية تطعيم منخفضة.

 

ودعت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية «إمفنت» في الأردن المنظمات الدولية والجهات المحلية إلى التحرك الفوري لتحقيق استجابة سريعة ومنسقة وشاملة تقودها السلطات الصحية المحلية والمنظمات الدولية، والاستفادة من التجارب السابقة الناجحة في البلدان ذات السياقات المماثلة في المنطقة، والحصول على صور أوضح عن شلل الأطفال في غزة، من خلال تعزيز المعيار الذهبي للكشف عن المرض، وهو رصد الشلل الرخو الحاد الذي يتضمن مراقبة حالات الضعف العضلي المفاجئ أو الشلل لتحديد العدوى المحتملة بشلل الأطفال.

 

وبحسب الخبراء، فإن الفيروس موجود الآن فقط في باكستان وأفغانستان، لكن أكثر من 30 دولة ما زالت تُصنف على أنها عُرضة لتفشي المرض، بينها مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة، حسب أخصائي الوبائيات الدكتور حسن غانم.

 

وقال غانم: «إذا انتشر الفيروس تصبح أي دولة عُرضة لاحتمال عودة ظهور شلل الأطفال مجددا، إذا لم يتم احتواء الإصابات الجديدة بحملات تطعيم شاملة للسكان في غزة».

 

وأشار غانم إلى أن رصد الفيروس في مياه الصرف الصحي في قطاع غزة دليل على وجود حالات لم تكتشف، وأن هناك أناسا أُصيبوا بالفعل بالمرض لكن من الصعب اكتشاف حالات مصابة بهذا الفيروس القاتل لأن معظمها تكون بلا أعراض ظاهرة.

 

وأضاف أن «العثور على فيروس شلل الأطفال يمثل احتمالا كبيرا لتفشي الفيروس، وسيشكل حدوث ذلك انتكاسة كبيرة للجهود العالمية».

 

وقال إن فيروس شلل الأطفال هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل، ويصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة وقد يصيب البالغين ومن لم يتموا تطعيمهم أو قليلي المناعة.

 

استشارية الأمراض المعدية الدكتورة فرح البلخي، قالت إنه إذا لم يتم التعامل بخدمات صحية مناسبة ولم تتحرك الدول والمنظمات الإغاثية بسرعة فقد يستفيق العالم على كارثة كبيرة. وأوضحت أن شلل الأطفال مرض خطير ومعد جدا وينتشر في المناطق التي تكون ظروف الصحة العامة فيها سيئة، وهو يهاجم الجهاز العصبي ويمكن أن يؤدي للإصابة بشلل لا شفاء منه في غضون ساعات من العدوى.

 

وأضافت أن الأطفال دون الخامسة من العمر هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المسبب للمرض والذي أعاق آلاف الناس في كل عام بالدول الغنية حتى الخمسينيات.

 

جريدة الدستور

 

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق