داوود أولاد السيد: في “المرجا الزرقا” ننظر إلى السينما بعيني طفل كفيف

0 1

 

سنابل الأمل/متابعات

تونس – أكد المخرج المغربي داوود أولاد السيد، الذي يخوض غمار المسابقة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية بفيلم “المرجا الزرقا”، أن السينما بالنسبة له تقوم على القليل من الصورة والكثير من الصوت. وقال أولاد السيد في لقاء مع الجمهور عقب عرض فيلمه بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس العاصمة ضمن المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري، إن السينما بالنسبة له “تقوم في 70 في المئة منها على الصوت و30 في المئة على الصورة”.

وتوضيحا لرؤيته هذه قال المخرج إن “الصورة نراها فيما لا نرى الصوت، هو موجود وغامض، وهو الذي يعبر عما لا نراه، تماما كما أننا لا نرى الصور التي التقطها الطفل الكفيف بطل الفيلم لكننا نحسها.” “المرجا الزرقا” تدور أحداثه في قرية نائية وسط الصحراء، حيث يعيش يوسف، وهو طفل يتيم وكفيف في الثانية عشرة من العمر، مع جده علال، سائق سيارة الأجرة، وجدته وردية. في أحد الأيام، اشترى الجد كاميرا للتصوير الفوتوغرافي لحفيده، فأسعدت هذه المفاجأة يوسف الذي صار يأخذ صورا لكل شيء من حوله. عندما سمع عن رحلة لمكفوفين قادمين من الخارج إلى البحيرة الزرقاء في الصحراء، لم تعد له سوى رغبة واحدة؛ أن يقوم بهذه الرحلة بنفسه.

أولاد السيد الذي ولد في مدينة مراكش في عام 1953، عمل في مقتبل حياته في مجال التصوير الفوتوغرافي، ثم اتجه إلى إخراج الأفلام الوثائقية لاحقا بعد التحاقه بورشة عمل في العاصمة الفرنسية باريس.

◙ المخرج المغربي تأثر بعدد من المخرجين العرب منهم صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وأكد في تصريحات عديدة أنه من عشاق السينما الواقعية
تأثر المخرج المغربي في بداياته بعدد من المخرجين العرب منهم المخرج صلاح أبوسيف، والمخرج يوسف شاهين، مؤكدا في تصريحات عديدة له أنه من عشاق السينما الواقعية، كما أنه لا يحصر نفسه في مشاهدة سينما واحدة، فهو من متابعي السينما الأميركية والمصرية والإيرانية والكورية والتركية والفرنسية. ومع نضوج تجربته في الفن السابع أصبحت أفلامه تصنف ضمن “سينما المؤلف” التي تتبع نهج البساطة والمباشرتية.

وردا على سؤال “هل تفكر في العودة إلى المدينة يوما؟” في إشارة إلى أن قصص أغلب أعماله ومنها “المرجا الزرقا” تدور بعيدا عن المدينة، بل وفي وسط قروي صحراوي أو شبه صحراوي، أكد مخرج “في انتظار بازوليني” و”الجامع” و”كلام الصحرا” أنه لا يتخيل القصة بل القصص هي التي تصطدم به، وبالتالي فهي تفرض المكان والزمان. وقال “لم أكتب سيناريو خصيصا من أجل فيلم من أفلامي.. الحكايات هي التي تأتي.. أنا لا أخلق القصة.”

وفي هذا الصدد أوضح المخرج ردا على أسئلة الجمهور والمهتمين بالسينما، والذين أبدوا فضولا كبيرا بكواليس فيلم “المرجا الزرقا”، أن قصة الفيلم الذي كتب السيناريو الخاص به بالتعاون مع عبدالمجيد الساداتي والحسين الشاني، خطرت بباله عندما صادف في فندق مجموعة من السياح المكفوفين الذين قدموا إلى المغرب لزيارة “بحيرة” في قلب منطقة صحراوية. وقد تكرست فكرة سيناريو شريط “المرجا الزرقا” بالخصوص عندما بدأ هؤلاء السياح يتحدثون عن “مشاهداتهم” مساء.

وعن سبب عدم استخدام عدسات كثيرة في عملية التصوير، أشار أولاد السيد إلى أن منتج العمل وفر له كل ما يمكن أن يحتاجه مخرج من معدات لتصوير فيلم، غير أنه هو بطبعه يكتفي بـ”القليل” وعن اختيار، موضحا أنه في فيلم “المرجا الزرقا” استعمل في أغلب المشاهد عدسة واحدة لأنها كانت الأنسب لتعكس زاوية “نظر” الطفل الكفيف. لم يفت الجمهور أيضا التنويه بلمسة المصور الفوتوغرافي في الفيلم موضوعا (الطفل يحمل آلة تصوير) وتصويرا أيضا، وهو السؤال الذي رد عليه داوود أولاد السيد في تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء بالقول “التصوير الفوتوغرافي، كالكتابة والقراءة، هو دائم الحضور”.

وينافس فيلم “المرجا الزرقا” وهو من بطولة محمد خيي وحسناء طمطاوي ويوسف قادير، على جوائز المسابقة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ35 إلى جانب أفلام “ديمبا” من السنغال و”القرية المجاورة للجنة” من الصومال و”مات الرجل” من نيجيريا و”هانامي” من الرأس الأخضر و”ذو فانيشين” و”فرانتز فانون” من الجزائر و”أرزة” من لبنان و”إلى عالم مجهول” من فلسطين و”البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” من مصر و”سلمى” من سوريا و”ماء العين” و”عايشة” و”الذراري الحمر” و”برج الرومي” من تونس.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق