بالتفكير.. شخص مصاب بشلل نصفي يستعيد قدرته على السير

0 5

سنابل الأمل/ متابعات

 

في بداية عام 2023، تم الإعلان عن خبر طبي يحمل الأمل لملايين المصابين بالشلل، حيث تمكن شخص يعاني من شلل نصفي من استعادة قدرته على المشي بشكل طبيعي باستخدام تفكيره، وهو إنجاز يُحقق للمرة الأولى بفضل دمج تقنيتين سمحتا بإعادة الاتصال بين الدماغ والنخاع الشوكي.

 

وصف المريض غِرت يان، الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته، شعوره بقوله “استعدت بعض الحرية”، حيث أصبح بإمكان هذا الرجل الهولندي البالغ من العمر 40 عاماً، والذي يعاني من إصابة في الحبل الشوكي نتيجة حادث دراجة قبل عشر سنوات، أن يقف ويتنقل في أماكن مختلفة من الطبيعة، بل وحتى تسلق الدرج.

 

وأوضحت الجراحة السويسرية جوسلين بلوك، الأستاذة في مركز فو الطبي الجامعي، خلال شرحها لنتائج دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر”، أن الرجل “لم يكن يستطيع في البداية وضع قدم واحدة أمام الأخرى”.

 

قبل ذلك، تمكن عدد من المرضى الآخرين الذين لم يكن بإمكانهم تحريك أرجلهم من المشي مجددًا. لكن الدراسة أوضحت أن هذا الرجل هو الأول الذي استعاد القدرة على التحكم في حركة ساقيه وإيقاع خطواته بواسطة التفكير.

 

تم تحقيق هذا الإنجاز من خلال دمج تقنيتين تم زرعهما في دماغه وحبله الشوكي، كما أوضح الباحث غيوم شارفيه من مفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة، وهي إحدى الجهات المشاركة في المشروع.

تأتي هذه النتائج بعد أبحاث استمرت عشر سنوات أجرتها فرق في فرنسا وسويسرا.

 

يمثل الحبل الشوكي، المحمي بالعمود الفقري، امتدادًا للدماغ ويتحكم في العديد من الحركات، ويؤدي تلف الاتصال بالدماغ إلى عدم القدرة على تنفيذ هذه الحركات بشكل دائم.

 

في محاولة لحل هذه المشكلة، تم زرع أقطاب كهربائية في منطقة الدماغ المسؤولة عن حركات الساقين لدى المريض، وقد طورتها مفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة.

 

تتيح هذه الأقطاب فك شفرة الإشارات الكهربائية التي ينتجها الدماغ عندما يفكر الشخص في المشي، وفي الوقت نفسه تم وضع محفز عصبي متصل بمجموعة من الأقطاب الكهربائية فوق منطقة الحبل الشوكي التي تتحكم في حركة الساقين.

 

بفضل الخوارزميات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، يمكن فك تشفير نوايا الحركة في الوقت الحقيقي من تسجيلات الدماغ.

 

ثم تُحوّل هذه النوايا إلى متواليات كهربائية لتحفيز الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى تنشيط عضلات الساق لتحقيق الحركة المطلوبة.

 

تُنقل البيانات عبر نظام محمول يوضع على جهاز المشي أو في حقيبة ظهر صغيرة، مما يتيح للمريض الاستغناء عن أي مساعدة خارجية.

 

حتى الآن، سمح تركيب غرسة واحدة تحفز الحبل الشوكي إلكترونيًا للمرضى المصابين بشلل نصفي بالمشي مجددًا، لكن التحكم في هذا المشي لم يكن طبيعيًا.

 

أما هذه المرة، فإن الجسر الرقمي الذي تم إنشاؤه بين الدماغ والحبل الشوكي لم يمكن غِرت يان من الحركة فحسب، بل من التحكم الطوعي في تحركاته ومدى هذه التحركات.

 

أبرز عالم الأعصاب الفرنسي غريغوار كورتين أن “الأمر يختلف جذريًا عما تم التوصل إليه حتى الآن”، موضحًا أن “المرضى السابقين كانوا يسيرون بجهد كبير، أما الآن فلا يحتاج المريض سوى إلى التفكير في المشي ليقوم بخطوة”.

 

وصف الهولندي ما مر به ليتمكن من الوقوف مجددًا والمشي لعدة دقائق بأنه “رحلة طويلة”، حيث خضع لعمليتين جراحيتين لوضع الغرستين.

 

وكالات

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق