دراسة :عمر الأب يؤثر على صحة الجنين أكثر من عمر الأم

0 0

سنابل الأمل / متابعات

دراسة حديثة تكشف أن الحيوانات المنوية للرجال فوق الأربعين تشكل خطرًا أكبر على صحة الجنين، متجاوزة المخاطر المرتبطة بالحمل ببويضة امرأة في نفس العمر.

 

هذا الاكتشاف يقلب المعتقدات التقليدية التي تركز بشكل أساسي على عمر الأم كعامل مؤثر في سلامة الجنين وزيادة مخاطر الأمراض الوراثية مثل متلازمة داون.

 

الدراسة، وهي الأولى من نوعها، بينت أن تقدم عمر الرجل يؤدي إلى عيوب أكبر في الحمض النووي (DNA)، مما يزيد من احتمالات الإجهاض، وإصابة الطفل بمتلازمة داون، والتوحد، وغيرها من الأمراض العقلية. هذه الزيادة في المخاطر تفوق تلك الناجمة عن حمل امرأة متقدمة في العمر.

 

علق الدكتور آلان بايسي من جمعية الخصوبة البريطانية على النتائج قائلًا: “من المفاجئ أن نكتشف أن الرجال ينقلون عددًا أكبر من التغيرات إلى أطفالهم مما تفعله النساء”.

 

وأضاف أن هذا البحث يجب أن يذكرنا بأن الطبيعة صممتنا للإنجاب في سن الشباب، مشددًا على ضرورة عدم تأخير الإنجاب إذا أمكن

.

من جانبها، أوضحت الدكتورة أوغستين هونغ، رئيسة الدراسة في آيسلندا، أن التركيز كان على أهمية عمر الوالد عند الإنجاب.

 

وأكد البروفيسور دارين غريفين من جامعة كنت أن الدراسة أظهرت مدى الضرر الذي يلحقه التقدم في السن بالحمض النووي.

 

طفرات جينية والتوحد

وفي سياق متصل، أشار علماء إلى أن سن الأب هو العامل الأكبر الذي يهدد بانتقال طفرات جينية جديدة إلى الأطفال، مما قد يفسر ارتفاع معدلات التوحد. دراسة أخرى، نشرت نتائجها في دورية “نيتشر”، حللت تسلسل الجينوم لـ 78 عائلة آيسلندية لديها أطفال مصابون بالتوحد أو الفصام. وأظهرت النتائج أن عمر الأب يلعب دورًا كبيرًا في الخطر الوراثي للإصابة بهذه الأمراض.

 

قال كاري ستيفانسون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “ديكود جينيتكس”: “النظرية التقليدية ألقت باللوم في إصابة الأطفال بالاضطرابات على أعمار الأمهات، لكن نتائجنا تشير إلى أنه مع تقدم الرجل في العمر، يزداد عدد الطفرات الوراثية في حيواناته المنوية”. وأضاف أن هذه الزيادة تزيد بشكل متناسب من احتمال أن يحمل الطفل طفرة قد تؤدي إلى حالات مثل التوحد والفصام.

 

وخلص ستيفانسون إلى أن “أعمار الآباء هي الجاني الحقيقي فيما يبدو”، لكنه نبه إلى أنه لا يمكن تحديد سن معينة تشكل قلقًا، لوجود عوامل أخرى كثيرة تؤثر في صحة النسل.

 

إنجاز علمي: الخريطة الجينية للحيوانات المنوية

في تطور علمي آخر، أعلن علماء أمريكيون من جامعة ستانفورد عن إنجاز هو الأول من نوعه، حيث تمكنوا من رسم الخرائط الجينية لـ 91 حيوانًا منويًا من رجل واحد. يعد هذا الإنجاز سابقة في رسم الخرائط الجينية للحيوانات المنوية أو البويضات البشرية.

 

أوضح باري بيهر، مدير مختبر التلقيح الاصطناعي بالجامعة، أنهم تمكنوا من الوصول إلى خريطة مني شخص واحد ومعدل التغيرات التي تحدث لكل حيوان منوي لديه.

 

وأضاف أن هذا يتيح الآن البحث في ما يمكن أن يسهم جينيًا في تكون الجنين، وربما تشخيص أو تحديد أية مشكلات محتملة. ركزت الدراسة على حيوانات منوية لرجل أربعيني يتمتع بصحة جيدة وسبق أن أنجب أطفالًا.

 

وتبين وجود تمازج بين نحو 23 حمضًا نوويًا في كل حيوان منوي، بالرغم من وجود تحولات في هذا المزيج الجيني لنفس الشخص.

 

الرياضة المعتدلة تحسن حركة الحيوانات المنوية

من جانب آخر، كشفت دراسة يابانية جديدة أن الرجال الذين يمارسون التمارين الرياضية المعتدلة يتمتعون بحركة أفضل لحيواناتهم المنوية مقارنة بمن يمارسون الرياضات الخفيفة أو القوية. شملت الدراسة التي أجرتها جامعة ياماغوتشي 215 رجلًا، ووجدت أن المجموعة التي مارست التمارين الرياضية المعتدلة كان لديها أعلى معدل لحركة الحيوانات المنوية، مما يعكس قدرتها على تلقيح البويضة بفعالية أكبر.

 

تعتبر حركة الحيوانات المنوية عاملاً مهمًا للخصوبة. في المقابل، لوحظ انخفاض في عدد الحيوانات المنوية سريعة الحركة لدى المجموعتين اللتين مارستا رياضات خفيفة أو قوية.

 

علقت دولوريس لامب، رئيسة الجمعية الأمريكية لطب التكاثر، بأن الرياضة جزء من نمط حياة صحي يساهم في صحة الإنجاب، وهذه الدراسة تظهر أن التمارين الروتينية المعتدلة قد تكون ضرورية لتحسين جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.

 

آفاق مستقبلية: إنتاج بويضات ومني بشري من الخلايا الجذعية

في تطور مستقبلي مثير، أعطت جامعة يابانية الضوء الأخضر لمشروع يهدف إلى إنتاج بويضات ومني بشري من الخلايا الجذعية المحفزة. صدقت لجنة الأخلاق في جامعة كيو على هذه الخطة لإنتاج بويضات ومني بشري من خلايا جذعية محفزة مستخلصة من نسيج جلدي.

 

الخلايا الجذعية المحفزة هي خلايا جذعية بالغة تم تحويلها وراثيًا لتكتسب خصائص الخلايا الجذعية الجنينية، مما يمكنها من التمايز إلى أكثر من 220 نوعًا من الخلايا.

 

وافقت اللجنة على المشروع بشرط عدم تخصيب أية بويضة أو استخدام أي مني يتم إنتاجه في عملية تخصيب، وذلك لأن اليابان كانت تحظر سابقًا أي أبحاث لإنتاج بويضات ومني من خلايا بشرية خشية أن تساعد هذه التقنية على استنساخ البشر وفقا لصحيفة الخليج التي أوردت الدراسة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق