رئيسة مؤسسة إماراتية تكافح العمى حول العالم: نستطيع تحقيق أهداف التنمية عبر التعاون في خدمة المجتمعات
سنابل الأمل / متابعات
في المنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة، حملت الوفود المشاركة أفكارها ومبادراتها التي تصب في دعم تلك الأهداف العالمية وتحقيقها، ومنها مؤسسة نور دبي التي ترتبط بشكل وثيق بتلك الأهداف وتحديدا الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه، لما تقدمه من خدمات حول العالم للوقاية من العمى وضعف البصر.هذا ما تحدثت عنه بالتفصيل لأخبار الأمم المتحدة الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الإماراتية، الدكتورة منال تريم حيث قالت إن أبرز الرسائل التي تحملها من خلال المشاركة في المحافل الدولية كالمنتدى السياسي رفيع المستوى في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، هو أن “برامج مثل تلك التي تقدمها مؤسسة نور دبي بتكلفة معقولة وبدون جهد كبير أو جهد يستغرق وقتا طويلا، لها فوائد عديدة ليس للأشخاص فحسب، وإنما على مجتمعات بأكملها أيضا”.
أطلِقت مؤسسة نور دبي كمبادرة عالمية لتعزيز صحة العيون كركيزة أساسية للرفاهية العالمية، إدراكا للدور الحاسم للبصر في جودة الحياة والإنتاجية الاقتصادية.
وقالت الدكتورة تريم عن الخدمات التي تقدمها المؤسسة إنهم يعملون على الوصول إلى المحتاجين حول العالم عبر توفير سبل الرعاية الصحية المستدامة في مجال صحة العيون، مضيفة “وضعنا برامج تساعد الحكومات على تحقيق استراتيجياتها الوطنية سواء عن طريق توفير العلاج الفوري مثلما نفعل في المخيمات العلاجية، أو عن طريق توفير البنية التحتية حيث نعمل في بعض الدول على بناء المستشفيات والعيادات الخارجية التي تقدم الرعاية الصحية الأولية، وربطها عن طريق رحلة مرنة تخدم المجتمع من ناحية مراعاة الثقافة وأسلوب حياة أفراده”.
وأوضحت أن مؤسسة نور دبي تولي اهتماما كبيرا لعلاج الأمراض المدارية المهملة بما فيها العمي النهري والرمد وخصوصا في الدول الأفريقية.
وتركز المؤسسة كذلك على برامج تتعلق بدمج رعاية البصر بالرعاية الصحية الأولية والصحة العامة مثل إدخال الفحوصات الدورية في الصحة المدرسية. وقالت الدكتورة تريم عن هذا: “استطعنا أن نثبت بالإحصائيات أن الأطفال بعد أن نعالجهم يستمرون في الدراسة، ويتخرجون من مدارسهم، ويحصلون على وظائف لمساعدة أهلهم”.
تأثير إيجابي على عدد من أهداف التنمية
الرئيسة التنفيذية لمؤسسة نور دبي أكدت أن عمل المؤسسة لا يرتبط فحسب بالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه، بل له تأثير على عدد من الأهداف الأخرى وعلى رأسها الهدف الأول وهو القضاء على الفقر، والهدف الرابع المعني بالتعليم الجيد، والهدف الخامس وهو المساواة بين الجنسين، فضلا عن الهدف 17 الخاص بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
وقالت الدكتورة تريم: “بالنسبة للهدف الأول وهو القضاء على الفقر، بعد أربع سنوات من العمل في دولة معينة، نعود إليها ونعمل استبيانا شاملا عما إذا تمكن المرضى الذين قمنا بعلاجهم قبل ثلاث أو أربع سنوات من إكمال دراستهم – إذا كانوا طلابا – أو من الحصول على وظائف.
وفي نيجيريا على سبيل المثال، استطعنا أن نرفع ما نسبته 97 في المائة من المرضى الذين عالجهم من العيش تحت خط الفقر للعيش في رفاه”.
وعن هدف المساواة بين الجنسين، أكدت أن المؤسسة تحرص على أن يكون هناك توازن بين الجنسين في الوصول للخدمات التي يقدمونها، فضلا عن ضمان التوازن بين الجنسين بالنسبة للمنتسبين للبرامج التي تقدمها المؤسسة، مضيفة: “عندما يحصلون على البعثات التدريبية يكون العدد متساويا أو على الأقل فرص الوصول تكون متساوية بين الذكور والإناث”.
تسخير التكنولوجيا
لا تدخر المؤسسة جهدا في استخدام التقنيات الحديثة لتقديم خدماتها حول العالم. وأعطت الدكتورة تريم بعض الأمثلة بما فيها إنشاء منصة تطبيب عن بعد لخدمة الناس في نيبال وخصوصا عندما يكون الطقس قاسيا ويصعب الوصول إلى المستشفيات لكبار السن والأشخاص المصابين بإعاقات بصرية.
وقالت: “المنصة تخدم حاليا 11 مليون نسمة في نيبال، وربطنا تقريبا 13 مركزا صحيا بمستشفيين مركزين”.
وأوضحت أنهم يقيسون مدى تأثير هذه الخدمة على الهدف 13 المتعلق بالعمل المناخي، حيث لم يعد الناس بحاجة للسفر مسافات طويلة للوصول إلى المستشفيات بفضل استخدام المنصة، وأصبحوا يلجؤون للمستشفيات فقط لإجراء العمليات الجراحية، الأمر الذي قلل التنقل غير اللازم مما خفض بدوره الانبعاثات الكربونية.
مؤسسة نور دبي وفرت كذلك منصات تعمل بالذكاء الاصطناعي في مراكز الرعاية الأولية لتشخيص حالات مرضى السكري المعرضين لاحتمال الإصابة باعتلال الشبكية السكري. وقالت الدكتورة تريم: “يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يميز المريض الذي يجب أن يلجأ للعلاج في المستشفى، ومن الذي يمكن أن يعود بعد ثلاثة أو ستة أشهر فقط لإعادة التشخيص”.
وأكدت أن برامج كهذه ساعدت على تقليل نسبة الإصابة بالعمى، مشددة على أن “90 في المائة من الإصابات بالعمى حول العالم يمكن علاجها فقط من خلال توفير العلاج للمحتاجين”.
وصرحت بأنهم استطاعوا منذ إنشاء المؤسسة الوصول بالفعل لنحو 33 مليون شخص حول العالم، وسيصلون لملايين آخرين بحلول عام 2030، وهو الموعد النهائي لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة. وقالت: “العالم يستطيع تحقيق تلك الأهداف إذا ركزنا على التكاتف والتعاون في إيصال الخدمات إلى المجتمعات”.
الامم المتحدة