وضعية المسنين ذوي الإعاقة في المغرب.. مرارة نفسية ومعاناة اجتماعية

0 2

سنابل الأمل / متابعات

لم يكن عبد العزيز الخمسي، الرجل المسن المقيم بجماعة بني وليد التابعة للنفوذ الترابي لإقليم تاونات، تبدو عليه علامات الانهيار رغم الظروف الصعبة التي عاشها؛ فقد تحدث إلينا بصوت هادئ وحزين وهو يروي قصته، قائلاً: “بعدما تخلصت مني زوجتي، وجدت نفسي بمركز بني وليد، أجاهد لأعيش حياة كريمة، فاكتفيت ببيت صغير أجره متواضع، وأعيش على المساعدات التي يقدمها لي المحسنون، حتى حل بي المرض وقطعت رجلي، فازدادت معاناتي وتفاقمت آلامي”.

 

وأضاف عبد العزيز الخمسي، في حديثه لهسبريس: “أشكر الله أولاً، ثم أشكر الناس الذين يمدون لي يد العون، فقد وجدت فيهم أهل الخير والكرم. أما دار العجزة التي أخذني إليها بعض الأشخاص، فقد كانت تجربة سيئة، لم أجد فيها الرعاية التي كنت أتمناها، بل شعرت بالإرهاق والقنوط، وعدم الاهتمام. لذلك، فضلت العودة إلى بني وليد، حيث يرعاني المحسنون والساكنة برعاية تفوق بكثير ما وجدته في دار العجزة بفاس. على الأقل، هنا أجد من يمد لي يد العون، وإن كانت حياتي صعبة، فإن هذه الوضعية تبقى أفضل من دار العجزة.

 

وتثير قصة عبد العزيز إشكال رعاية المسنين في وضعية إعاقة. لذلك، تواصلت هسبريس مع فاطمة الزهراء بوغزال، المكلفة بالرعاية الاجتماعية في أحد دور العجزة بمدينة الدار البيضاء، التي أكدت أن المسنين في وضعية إعاقة يتخلى عنهم أفراد عائلتهم ويصبحون عرضة للتسول والاستغلال.

 

وأضافت بوغزال أن دور العجزة تحتضن هؤلاء الأشخاص وتقدم لهم الرعاية؛ ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم والموارد لتلبية احتياجاتهم الخاصة.

 

وأبرزت المكلفة بالرعاية الاجتماعية في أحد دور العجزة بالعاصمة الاقتصادية للممكلة أن دور العجزة في بلادنا تعاني من نقص حاد في التجهيزات والموارد البشرية المؤهلة لرعاية المسنين في وضعية إعاقة، حيث يفتقر العديد من العاملين في هذه الدور إلى التكوين الخاص والتدريب المهني اللازمين للتعامل مع احتياجات هذه الفئة الهشة.

 

وشددت المصرحة عينها على أهمية وجود مساعدين اجتماعيين متخصصين في رعاية المسنين في وضعية إعاقة، لضمان تقديم الرعاية المناسبة واللائقة بهم، وتحسين ظروف حياتهم بشكل عام؛ مطالبة بضرورة الاهتمام بهذه الفئة وتوفير الدعم اللازم لها، لتمكينها من العيش بكرامة واحترام.

 

وبما أن عبد العزيز، الذي قطعت إحدى ساقيه والثانية مشلولة تماما، يرفض رفضا قاطعا العودة إلى دار العجزة بعد التجربة التي وصفها بالسيئة، لم يكن أمام جريدة هسبريس إلا أن تسأله عن الحلول التي يراها مناسبة لحالته؛ فلم يتردد في أن قال إنه يطالب، على الأقل، بكرسي متحرك يمكنه من التنقل بحرية، لأنه الآن يجد صعوبة في التنقل، حيث يبقى جالسا في مكان واحد طوال اليوم حتى يأتي أحد الجيران وينقله إلى البيت الصغير الذي يكتريه وسط مركز الجماعة.

 

ولدى سؤال هسبريس عبد العزيز حول سبب إعاقته، أفاد بأن مرض السكري وارتفاع نسبة السكر في الدم أدى إلى بتر ساقه، لافتا إلى أن الأطباء أخبروه بأن رجله الثانية المشلولة مهددة بالبتر، حسب تعبيره؛ مما يزيد من مخاوفه ويعمق من تحديات حياته اليومية.

 

وناقشت هسبريس مع فاطمة الزهراء بوغزال مسألة توفير الكراسي المتحركة للمسنين داخل دور العجزة، فأوضحت أن هذه المؤسسات تسعى إلى توفير هذه الكراسي للذين يحتاجونها، مستشهدة بحالة رجل مسن كان يعاني من مشاكل في الحركة وتم توفير كرسي متحرك له بفضل تدخل إدارة الدار وإحدى الجمعيات العاملة في المجال.

 

وأضافت أن هذه الدور تعتمد على شراكاتها مع الجمعيات والمنظمات التي تعمل كوسيط بين وزارة التضامن والمواطنين، وكذلك بعض المنظمات الخارجية، لتوفير هذه التجهيزات الأساسية للمسنين؛ لكن ليس كل دور العجزة لديها هذه العلاقات والإمكانيات.

 

وتواصلت هسبريس مع مصدر مسؤول بوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وتوصلنا بجواب مكتوب يفيد بأن الوزارة توفر لهؤلاء الأشخاص الكراسي والمستلزمات الضرورية، بالتنسيق مع جمعيات وجهوية وفاعلين مدنيين.

 

وأشار المصدر ذاته إلى أنه سيتم تقديم توضيحات إضافية حول الإجراءات المتبعة في هذا الشأن.

 

هسبريس

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق