جسر الصمت: إشارات ضرورية لأبسط طرق التواصل مع الصم في الأماكن العامة

0 4

سنابل الأمل / متابعات

في خضمّ الحياة اليومية وضجيج الأماكن العامة، يجد الكثيرون منا صعوبة في التواصل الفعّال مع الأشخاص الصم. قد يبدو الأمر معقدًا لمن لا يتقن لغة الإشارة، لكن في الواقع، هناك إشارات ومهارات بسيطة وضرورية يمكن أن تشكّل “جسر الصمت” وتفتح أبوابًا للتفاهم والاندماج. إن معرفة أبسط الطرق للتواصل ليست مجرد مهارة، بل هي خطوة نحو مجتمع أكثر شمولاً وإنسانية.

أولاً: فن لفت الانتباه (البداية الصحيحة)

قبل محاولة التحدث أو التواصل، يجب أولاً جذب انتباه الشخص الأصم بطريقة مهذبة وغير مفاجئة:

  اللمسة الخفيفة على الكتف: هي الطريقة الأكثر شيوعًا والأكثر تهذيباً في مجتمع الصم. نقرتان خفيفتان على الكتف تكفي.

  التلويح باليد: إذا كنت على مسافة، لوّح بيدك برفق في مجال رؤيته.

  الطرق الخفيف: في حال كان يجلس على طاولة، يمكن النقر عليها بخفة ليشعر بالاهتزاز.

  التواصل البصري المباشر: بمجرد أن ينتبه إليك، حافظ على التواصل البصري، فهو أساس المحادثة.

ثانياً: أدوات التواصل غير اللفظي البسيطة

لا تحتاج إلى إتقان لغة الإشارة للتعبير عن الأساسيات. يمكنك الاعتماد على:

 _ حركات الشفاه (قراءة الشفاه): تحدث بشكل طبيعي وببطء مع إظهار تعابير الوجه، وتجنب تغطية فمك (بالكمامة مثلاً، إن أمكن إزالتها لوقت قصير، أو بيديك). لا تبالغ في فتح فمك أو التحدث ببطء شديد، فالطبيعية هي الأفضل.

 _ تعابير الوجه ولغة الجسد: استخدم تعابير وجهك بوضوح للتعبير عن المشاعر (كالاستفهام، الفرح، الغضب) فهذه جزء أساسي من لغة الإشارة.

 _ الإشارة البدائية (الإيماءات الفطرية): استخدم الإشارات التي يفهمها الجميع بشكل فطري. على سبيل المثال:

   _ “أنا” / “أنت”: الإشارة إلى الصدر ثم الإشارة إلى الشخص الآخر.

   _ “أريد” / “لا أريد”: الإشارة إلى الفم أو الرغبة، ثم تحريك اليد (لا أريد: هز الرأس واليد بالنفي).

   _ “نعم” / “لا”: هز الرأس أو الإشارة بالإبهام للأعلى/للأسفل في بعض الأحيان، لكن هز الرأس هو الأوضح.

   _ “كتابة”: إذا كان لا يفهم، يمكنك الإشارة إلى الكتابة أو الهاتف كمحاولة للتواصل النصي.

ثالثاً: النصائح الذهبية لمحادثة ناجحة

لضمان سير المحادثة بسلاسة، هناك قواعد إتيكيت مهمة يجب مراعاتها:

 _ ابقَ في وضع المواجهة: تأكد دائمًا من أن وجهك مرئي بوضوح للشخص الأصم لتمكينه من قراءة الشفاه.

 _ تبسيط الجمل: استخدم جملاً قصيرة ومباشرة، وتجنب التعابير العامية أو الجمل الطويلة والمعقدة.

 _ التحقق المستمر: توقف بين الحين والآخر واسأل بإشارة (مثل الإبهام للأعلى أو تعابير الوجه) عما إذا كان قد فهم ما قلته.

 _ استخدام أدوات مساعدة: لا تتردد في استخدام ورقة وقلم، أو كتابة الرسالة على الهاتف المحمول (الرسائل النصية) عند تعذر الفهم بالإشارات.

 _ الهدوء والصبر: التواصل قد يستغرق وقتاً أطول، لذا تحلى بالصبر والهدوء، وتجنب العبوس أو الانزعاج.

إن دمج هذه الإشارات البسيطة في تعاملاتنا اليومية يزيل الحواجز ويجعل الأماكن العامة بيئة أكثر ترحيباً وسهولة للأشخاص الصم، مما يعكس مستوى الوعي والاحترام في مجتمعنا.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق