الإرشاد بلغة الإشارة يثري السياحة القطرية

0 2

سنابل الأمل / متابعات

أكد عددٌ من المشاركين في برنامج إعداد أول دفعة من المرشدين السياحيين الصم في قطر – الذي نظمته بيوت الشباب القطرية – أهمية دورهم في إثراء السياحة القطرية.

وأوضحوا لـ الراية أن وجود مرشدين يجيدون لغة الإشارة يدعم السائحين من ذوي الإعاقة ، ويرسخ استراتيجية تعزيز حقوق ذوي الإعاقة .وأكدوا أهمية البرنامج في استقطاب الشباب للانخراط في العمل السياحي، وتمكينهم من إبراز قدراتهم في مجال يمثل واجهة حضارية للدولة.

وأوضحوا أن البرنامج أسهم في تعزيز مهارات التواصل لديهم من خلال لغة الإشارة، وتعلم أساليب الإرشاد السياحي، والتفاعل مع الزوار بأسلوب يجمع بين المعرفة والثقافة والشغف، كما مكّنهم من التعبير عن انتمائهم الوطني بطريقة مُميزة، عبر تعريف الزوار بتاريخ قطر العريق وتراثها الغني، مؤكدين أن لغة الإشارة أصبحت جسرًا حقيقيًا للتواصل الإنساني، تتجاوز حواجز الصوت والكلمات.

وأكد المشاركون بالبرنامج أنَّ هذه المبادرة أسست لمرحلة جديدة في مفهوم الدمج المجتمعي، ورسّخت فكرة أن الجميع قادر على الإسهام في التنمية متى ما أُتيحت له الفرصة المُناسبة، داعين إلى استمرار هذه البرامج وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف فئات ذوي الإعاقة في قطر. كما ثمّنوا الدعم الكبير الذي حظيت به المبادرة من وزارة الرياضة والشباب، مشيرين إلى أن هذه التجربة تعكس إيمان الدولة بقدرات جميع أبنائها، وتؤكد أن الاستثمار في الإنسان هو أساس بناء المستقبل. واعتبروا أن تمكين الصم في مجال الإرشاد السياحي خطوة تمهّد الطريق أمام مبادرات مماثلة في قطاعات الثقافة، والتعليم، والإعلام، بما يعزز مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع.

 

عبدالله الشمري: لغة الإشارة جسر للتواصل الإنساني

أعرب عبدالله الشمري، عن اعتقاده بأن التجربة لم تقتصر على تطوير مهارات المشاركين فحسب، بل أحدثت تحولًا حقيقيًا في نظرة المجتمع إلى فئة الصم ودورهم في خدمة الوطن. حيث استطاعوا أن يثبتوا أن الإعاقة ليست حاجزًا أمام الإبداع والتميز، بل يمكن أن تكون دافعًا لتقديم شيء استثنائي. مشيرًا إلى أنه يستطيع الآن أن يمثل قطر أمام الزوار، وينقل لهم قصص تراثها العريق بلغة الإشارة التي أصبحت جسرًا للتواصل الإنساني الحقيقي. مُضيفًا: الإرشاد السياحي بالنسبة لنا يتجاوز كونه مهنة أو هواية؛ إنه رسالة ومسؤولية. نحن نحمل شرف تعريف العالم بتاريخ قطر وثقافتها الأصيلة، ونفعل ذلك بطريقتنا الخاصة التي تعبّر عن روحنا وهويتنا. فهذا البرنامج التدريبي فتح أمامنا آفاقًا جديدة للإبداع والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع شامل يقدّر التنوع ويحتفي به. ويشير إلى أن هذه الخطوة ستفتح طريقًا جديدًا للأجيال القادمة من الصم، الذين سيجدون أمامهم نموذجًا يحتذى به، داعيًا المؤسسات إلى استحداث برامج عمل حقيقية تراعي احتياجاتهم وتمكّنهم من الاستمرار في هذا المجال. معربًا عن أمله أن نرى قريبًا دفعات جديدة تسير على هذا النهج، لأن كل خطوة نخطوها اليوم هي استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنصافًا.

 

عبدالعزيز المري: قادرون على تمثيل بلدنا أمام الزوار

قال عبدالعزيز المري: إن التجربة كانت «نقطة تحول» في حياته، ويصفها بأنها فتحت أمامه بابًا جديدًا لتحقيق الذات وخدمة الوطن بطريقة لم يكن يتخيلها من قبل: مُضيفًا: منذ سنوات وأنا أتابع بشغف الجولات السياحية في المتاحف والمواقع التراثية، لكني كنت أشعر أن فئة الصم غائبة تمامًا عن هذا المشهد. حين التحقت بالبرنامج التدريبي لبيوت الشباب القطرية، شعرت لأول مرة أن هناك مساحة حقيقية لنا، وأننا قادرون على أن نكون جسرًا للتواصل بين الثقافات.

وأضاف: تدربنا على مهارات الإرشاد السياحي، والتواصل البصري، وقراءة لغة الجسد، وتقديم المعلومة بطريقة جذابة ومفهومة للصم والسامعين معًا. ما تعلمناه لم يكن مجرد مادة نظرية، بل تجربة حياتية غيّرت نظرتي لنفسي ولقدرتنا على تمثيل بلدنا أمام الزوار. وأعرب عن أمله أن يكون مثالًا للشباب الصم، وأن يرى يومًا فِرقًا كاملة من المرشدين الصم يعملون في كل متاحف قطر ومواقعها السياحية. فالسياحة لا تعرف حاجز الصوت، بل لغة الشغف والانتماء.

 

فيصل المري: إبراز جمال التراث القطري بلغة الإشارة

عبّر فيصل المري عن سعادته الكبيرة بكونه ضمن أول دفعة من المرشدين السياحين الصُم في قطر، مؤكدًا أن التجربة لم تقتصر على التدريب السياحي بل شكّلت مسارًا جديدًا للحياة المهنية والاجتماعية.

وقال المري في تصريحات لـ الراية: كنا دائمًا نبحث عن فرص تجعلنا نثبت قدراتنا في مجالات مُختلفة. فالسياحة بالنسبة لي وسيلة للتعبير عن هوية ثقافية وإنسانية. ومن خلال لغة الإشارة، يمكنني أن أنقل مشاعر الانتماء، وجمال التراث القطري، وروح المكان بطريقة بصرية مدهشة.

وأضاف: البرنامج علّمنا كيف نتحكم بلغة الجسد، ونستخدم تعابير الوجه لنروي القصص بطريقة تفاعلية. كما تعلمنا عن تاريخ المعالم، والثقافة الشعبية، والحرف اليدوية، ما جعلنا نعيش التجربة لا نحفظها فقط.

ويؤكد فيصل أنّ هذه الخطوة ستفتح آفاقًا جديدة لدمج فئة الصم في قطاعات السياحة، التعليم، والإعلام، مشيرًا إلى أهمية استمرار التدريب وتوسيع نطاقه ليشمل مزيدًا من الشباب.

خالد عبدالرؤوف: البرنامج منح المشاركين ثقةً بالنفس

 

 

يرى خالد عبدالرؤوف أنَّ البرنامج منح المشاركين ثقةً بالنفس، ورسّخ فكرة أن فئة الصم جزء من صناعة المُستقبل، والسياحة في قطر.

وأضاف قائلًا: تجربتي في هذا البرنامج جعلتني أكتشف مهارات لم أكن أعلم بوجودها لديَّ، حيث تعلمت كيف أستخدم لغة الإشارة بطريقة فنية لجعل الزائر يعيش القصة، لا يسمعها فقط. استخدمنا تقنيات بصرية حديثة وعروضًا تفاعلية تناسب الصم والسامعين معًا. مشيرًا إلى أن المدربين والمتطوعين كانوا يؤمنون بهم، فلم ينظروا إليهم كأشخاص بحاجة للمساعدة، بل كشركاء. مبينًا أن هذا الإحساس بالتمكين هو ما جعلنا نكسر الحواجز ونفتح أبواب الأمل أمام غيرنا. وأكد أن السياحة القطرية ستكون أكثر ثراء حين تُتاح الفرصة لفئات مُختلفة لتكون جزءًا منها. وجود مرشدين صم يُظهر للعالم أن قطر لا ترفع شعار الدمج فقط، بل تطبّقه على أرض الواقع.

 

الراية

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق