المقاربة التربوية في اضطراب طيف التوحد
سنابل الأمل / متابعات
حاول المؤلف والباحث والخبير التربوي محمد الهني في كتابه الجديد “اضطراب طيف التوحد بين التشخيص والعلاج”، تقديم تفسيرات علمية دقيقة حول قضايا نفسية وتربوية خاصة بالأطفال.الكتاب الذي قدمه الدكتور خالد التوازني وصدر ضمن منشورات المركز المغربي للاستثمار الثقافي – مساق، وبتعاون مع دار كنوز المعرفة بالأردن؛ جاء في ستة فصول متكاملة؛ خصّص الفصل الأول لمعايير تشخيص اضطراب طيف التوحد وأدوات تقييمه كالمقابلات والاستبيانات، وتناول في الفصل الثاني المشاكل المرتبطة بالتوحد وأعراضه الكبرى وأهمية التشخيص المبكر.
واستعرض في الفصل الثالث أهم التدخلات التربوية والتوجيهات المنهجية ومتطلباتها كالموارد البشرية اللازمة والإمكانات المادية المُساعِدة ومنها مراكز التربية الخاصة والتعليم الجماعي والأسرة بوصفها عاملاً إيجابياً أو سلبياً، ثم في الفصل الرابع يقترح العلاجات المختلفة ومدى فعاليتها في علاج اضطراب طيف التوحد، ومنها العلاجات الحسية والعلاجات التربوية النفسية وأيضاً العلاجات البديلة.
وخصّص الفصل الخامس للعلاج الدوائي؛ تناول فيه علم العقاقير وما يرتبط به من حلول دوائية، ثم ختم الكتاب بفصل سادس وأخير تضمن أهم دراسات التدخل التي أجريت في اضطراب طيف التوحد ومدى فعاليتها.
ويقدم الكتاب تصوراً شاملاً ودقيقاً حول اضطراب طيف التوحد عند الأطفال معتمداً على أحدث الدراسات العلمية المنشورة باللغات الأجنبية، والتي تنشر لأول مرة باللغة العربية وهو ما يميز هذا العمل.
وغياب علاج ناجح إلى حد الآن يبقي المقاربة التربوية هي الحل الأمثل عبر برنامج متكامل يعمل على تنمية مهارات الطفل اللغوية والتواصلية والاجتماعية من خلال الوعي الجماعي بضرورة التصدي لهذا الخطر الذي يهدد مستقبل العالم لأن الطفل هو المستقبل.
وتعتبر مثل هذه الكتب ذات أهمية كبيرة، تحتاج إليها المكتبة العربية باعتبار أن جزئيات من أمراض التوحد والأمراض الوراثية، التي تولد مع الأطفال منذ اللحظات الأولى لحياتهم، وهي ما تحتاج إلى مزيد من البحوث للعمل على علاجها أو الحد من تأثيراتها على المصابين بها على الأقل.
والكتاب الذي تناولناه بالعرض يمثل أحد هذه الكتب التي تضاف اليوم إلى المكتبة العربية بصفتها إضافة مهمة.
الرياض