10 مسببات لصعوبات التعلم.. وتقنيات مبتكرة للعلاج

0 20

سنابل الأمل/ متابعات

رصد مسؤولون وكوادر تربوية ومتخصصون، 10 مسببات وراء صعوبات التعلم لدى الطلبة في مختلف مراحل التعليم، إذ تصدرت سلامة الأم قائمة المسببات، وصنفوا الصعوبات إلى نوعين «إنمائية وأكاديمية»، وأوصوا ب 6 تقنيات تعليمية مبتكرة لمساندة ذوي صعوبات التعلم، وإطلاق حملات توعوية مستدامة لأولياء الأمور، لأهمية التشخيص المبكر للتعرف على درجات صعوبات التعلم ومعالجتها، وطرحوا 4 طرائق للعلاج.

جاء ذلك خلال مجلس جمعية المعلمين الرمضاني بالتعاون مع «الخليج»، الذي حمل عنوان «تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة»، الذي تحدث فيه صلاح الحوسني رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، والخبير التربوي المتخصص في تعليم أصحاب الهمم الدكتور طارق مرزوق حسن، بمشاركة حصة الطنيجي أمينة صندوق الجمعية، وحضور عدد من أعضاء مجلس الإدارة، ونخبة من الشخصيات المجتمعية والمسؤولين والمعلمين والتربويين وأولياء الأمور في الميدان التربوي.

ركز المجلس الرمضاني في مناقشاته على فئات الطلبة ذوي صعوبات التعلم، وأنواعهم وكيفية التعاطي معهم في العملية التعليمية، وكذلك دور تكنولوجيا التعليم في معالجة مشكلات وتحديات أنماط صعوبات التعلم، والارتقاء بمستوياتهم التعليمية والمعرفية.

وفي مستهل حديثه، أكد صلاح الحوسني، أن فئات الطلبة ذوي صعوبات التعلم تعد واحدة من الفئات الرئيسية للتربية الخاصة، موضحاً أن صعوبات التعلم تعد اضطراباً في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تدخل في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة، ويؤدي إلى نقص القدرة على الاستماع أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجّي أو أداء العمليات الحسابية.

وأشار إلى أن صعوبات التعلم تشمل حالات الإعاقات الإدراكية وإصابات الدماغ وعسر القراءة والحبسة الكلامية النمائية، لكن لا تشمل المشكلات التعليمية الناتجة أساساً عن الإعاقة البصرية أو السمعية أو الحركية أو الإعاقة العقلية أو الاضطراب الانفعالي أو الحرمان البيئي أو الثقافي أو الاجتماعي.

وأكد ضرورة الاهتمام ورعاية هذه الفئات في ميادين العلم، والتركيز على الارتقاء بمستوياتهم تعليمياً ومعرفياً ومهارياً، ودمجهم في عملية التعليم بوسائل متجددة تواكب المتغيرات والتطورات المتوالية في قطاع التعليم، وتوظيف التكنولوجيا التي باتت جزءاً أصيلاً في المنظومة التعليمية، موضحاً أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بجميع فئات أصحاب الهمم، وتركز جهودها على دمجهم وفق طرق متعددة ممنهجة ومدروسة ومطورة.

 

مسببات الصعوبات

في رده على سؤال عن الأسباب التي تؤدي إلى وجود صعوبات التعلم لدى بعض الفئات الطلابية، رصد الخبير التربوي الدكتور طارق مرزوق، 10 مسببات لصعوبات التعلم، أبرزها نقص تغذية الأم أثناء فترة الحمل، والأمراض التي تصيبها في الأشهر الثلاثة الأولى، إذ تؤثر في الجنبين وتسبب تلفاً دماغياً بسيطاً، «الحصبة الألمانية»، فضلاً عن أن تناول الأم للكحول والمخدرات، يؤدي إلى نمو غير سوي للجهاز العصبي للجنين.

وأفاد بأن المسببات تشمل أيضاً نقص الأكسجين وإصابات الولادة، نتيجة استخدام الأدوات الطبية الحادة، فضلاً عن الولادة المبكرة والمتعسرة والقيصرية، والحوادث التي تؤدي إلى ارتجاع الدماغ ومنها «السقوط من أعلى، وتعرض الطفل لحادث، أمراض الطفولة مثل التهاب الدماغ والحمى القرمزية والحصبة الألمانية».

 

أنواع الصعوبات

تطرق الدكتور طارق مرزوق للحديث عن أنواع صعوبات التعلم، موضحاً أنها نوعان، أولهما «النمائية» التي تتعلق بالعمليات العقلية المرتبطة بالانتباه والإدراك والتذكر والتفكير وحل المشكلة، والثاني هو «الأكاديمية» التي تتمثل في صعوبات القراءة والكتابة والتهجّي والعمليات الحسابية، وتعد محصلة للصعوبات النمائية.

وفي شرحه للفرق بين صعوبات التعلم وبطء التعلم والتأخر الدراسي، أفاد بأن ذكاء الطالب يبلغ في صعوبات التعلم 90 درجة فما فوق، ويظهر التدني في مادة أو مادتين على الأكثر والسبب يكمن في الصعوبات النمائية.

أما التأخر الدراسي تبلغ درجة ذكاء الطالب فيه 90 درجة فما فوق، ويظهر التدني في جميع المواد والسبب عدم وجود قابلية للتعلم، وتبلغ درجة ذكاء الطالب في حالات بطء التعلم بين 70-84 درجة، ويظهر التدني في جميع المواد والسبب انخفاض درجة الذكاء.

 

رصد الخصائص

في وقفته مع مظاهر صعوبات التعليم وكيفية التعرف عليها، أكد الدكتور طارق مرزوق أن الجميع يستطيع أن يرصد الخصائص بكل بساطة، من خلال السلوك الصفي للطالب، حيث يتسم بالنشاط الزائد، والاندفاعية، والتشتت والشرود، فضلاً عن القراءة التي يبدو فيها الطالب بطيئاً ويفتقر إلى الطلاقة، وعكس بعض الكلمات والحروف، والخلط بين الكلمات والحروف المتشابهة.

وأفاد بأن الطلبة ذوي صعوبات التعلم يواجهون إشكاليات في الحساب، وصعوبة في المطابقة بين الرموز والأرقام.

وفي إجابته عن سؤال عن طرائق العلاج، أكد أن هناك وسائل تبدأ بالتشخيص تحديداً؛ إذا كان هناك خلل وظيفي في الدماغ أو خلل كيميائي في الجسم «فضلاً عن الاستناد إلى خطة علاجية تضم عقاقير طبية تحت إشراف الطبيب، وكذلك برنامج غذائي صحي، حيث إن الفيتامينات تزيد في قوة الجسم.

 

التحديد الإجرائي

شدد د. طارق مرزوق على أهمية التحديد الإجرائي الدقيق للسلوك المطلوب تعليمه، وتحديد المهمة التعليمية، وتطبيق التعليم المباشر المصحوب بالتقييم المستمر.

دور الوالدين

أكدت حصة الطنيجي، أهمية دور الوالدين في ملف الطلبة ذوي صعوبات التعلم، إذ ينبغي إيجاد علاقة قوية بين الآباء ومعلم الصف أو الاختصاصي، لوضع أنظمة في البيت للتعامل مع سلوكيات الطلبة خارج نطاق المدرسة.

وشددت على أهمية تطبيق جميع أفراد الأسرة تلك القوانين والأنظمة، لاسيما أن الطفل يتعلم بالقدوة، ويجب الانتباه إلى عمر الطفل عندما يطلب منه أحد الوالدين مهمة معينة، بحيث تتناسب مع عمره، فضلاً عن المحافظة على أساليب التحفيز والتشجيع من خلال مكافأة الطفل عند الإنجاز في الدراسة أو التقدم في إحدى المواقف الحياتية.

وأفادت بأنه ينبغي أن نتجنب مقارنة الطفل بأصدقائه أو إخوانه وخاصة أمامهم، وضرورة تشجيع الطالب على القراءة الجهرية بصوت مرتفع يومياً، للوقوف على مكامن الضعف والخلل، وتصحيح الأخطاء بشكل مستمر حتى يعتاد الطالب على القراءة والكتابة بشكل صحيح، مما يرفع سقف الثقة واستجابته لمواكبة المستجدات والانتقال من مرحلة تعليمية لأخرى.

وقالت إن أهم ما يميز الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم، نراه في التباين الواضح بين مستوى تحصيلهم الدراسي فعلياً، وقدراتهم العقلية الكامنة، موضحة أن الطالب ذا الصعوبات التعلمية، يتسم بالذكاء وتتمركز درجة ذكائه بين المتوسط فأعلى، كما أنه يدرك أخطاءه، وهنا ينبغي التعامل معه بحرص كي لايصاب بالإحباط نتيجة فشله المتكرر، ولأنه يعيش في بيئة لا تفهمه جيداً يميل إلى الابتعاد عما يدور حوله.

 

الخليج

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق