سنابل الأمل – متابعات
قبل أن يصدح منبه الساعة بتوقيت السادسة صباحاً، تستيقظ الفتاة رانيا أبوعيد (15 عاماً) من نومها، لتغادر منزلها الكائن في بلدة القرارة بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعد تحضير كل متطلباتها بهمة ونشاط فائقين، متجهة صوب مدرستها في حي الزهراء وسط القطاع المحاصر، لمباشرة مشوار مسيرتها التعليمية اليومي في الفصل الأول للمرحلة الثانوية.
تصل (رانيا) مدرستها لتلتحق بزميلاتها اللواتي يشاركنها ذات الهمة النشطة والإعاقة الدائمة، في مشهد لم يتحقق للطالبة المصابة بإعاقة بصرية تلازمها منذ الولادة، ورفيقاتها، دون افتتاح مدرسة «النور والأمل» التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية خدماتها التعليمية للطلبة المكفوفين في المراحل الثانوية.
يقضي الطلبة المكفوفون في قطاع غزة مشوار دراستهم اليومي، وقد تحققت أمنياتهم في استكمال المراحل الثانوية الدراسية، فبعد أن كانت مدرسة النور والأمل للمكفوفين في غزة تقتصر خدماتها التعليمية فقط على طلبة المرحلة الإعدادية، من كلا الجنسين، أضحت فصولها الدراسية اليوم مشرعة أمام الطلبة والطالبات حتى بلوغ دراسة الثانوية العامة.
«الإمارات اليوم» قضت يوماً دراسياً كاملاً داخل فصول مدرسة النور والأمل العشرة، برفقة طلاب وطلبة المراحل الإعدادية الثلاث، والمرحلتين الثانويتين الأولى والثانية، البالغ عددهم 67 طالباً وطالبة.
في الشعبة الأولى للفصل الأول الثانوي، أبدت 10 طالبات نشاطاً منقطع النظير، حيث يتابعن درس اللغة الإنجليزية مع مدرستهن إيمان منية، وهي من ذوات الإعاقة البصرية أيضاً، وكأنهن خلية نحل لا تكل أبداً.
الطالبة رؤى أبوشحادة (15 عاما ً)، الحاصلة على المرتبة الأولى بين طلاب وطالبات «النور والأمل»، تقرأ نشاطاً تعليمياً لزميلاتها الأربع، ضمن مجموعتها الأولى في الحصة التدريسية، من خلال تحريك أصابعها على النشاط المعد بلغة برايل، فيما تتولى زميلتها حلا نطط مهمة كتابة محتويات درسهن التعليمي على الآلة الخاصة بطباعة لغة ذوي الإعاقة البصرية.
وتقول رؤى ابتسامة عريضة، إن مدرسة «النور والأمل» مهدت لنا طريق العلم بوسائل تدريسية تناسب قدراتنا، لنصبح أكثر معرفة، وندمج بين فئات المجتمع كافة. وتسترسل الطالبة أبوشحادة «بعد عامين سأجتاز مرحلة الثانوية العامة ». يتلقى الطلبة المكفوفون كل المواد التعليمية للمنهاج الفلسطيني، والمعدة بلغة برايل من قبل طاقم تدريسي يبلغ عدده 31 مدرساً ومدرسة، جميعهم من خريجي «النور والأمل» التي تأسست في ثمانينات القرن الماضي، كما تقول نائب مدير مدرسة النور والأمل للمكفوفين رشا زقوت.
وفي شطر آخر من الفصول الدراسية، يواظب مدرسون مكفوفون على تسجيل المنهاج الفلسطيني للمراحل الثانوية على شكل مواد دراسية سمعية، حتى يتقن الطلبة موادهم التعليمية بسلاسة متناهية بعد العودة إلى منازلهم، وذلك بحسب زقوت.
وتقول نائب مدير مدرسة «النور والأمل» للمكفوفين لـ«الإمارات اليوم»، في حوار خاص، إن تتبع نظاماً تعليمياً يناسب قدرات الطلبة المكفوفين، من خلال عملية تأهيل ودمج، ليصبحوا أكثر قدرة للتعامل مع مختلف الفئات في مرحلة الثانوية العامة، والدراسة الجامعية.
المصدر / الإمارات اليوم