سنابل الأمل/ متابعات
احتفلت الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوى الإعاقة والتوحد (جمعية التقدم ADVANCE) باليوبيل الفضي لإنشائها، حيث تأسست عام 1998 علي أيدي مجموعة من أولياء الأمور لأطفال ذوي التوحد وإعاقات ذهنية.
وأثناء رحلة الخمسة وعشرون عاماً، سعت جمعية التقدم لتقديم برنامج متكامل لتأهيل الأطفال والشباب ذوي التوحد، ويكون منهجاً علمياً لتقديم رعاية عالية الجودة من خلال الممارسة القائمة على الأدلة، لتبدأ رحلة التعليم الشامل للأشخاص ذوي التوحد بمعايير مصرية.
ومع تنامي مجهودات الجمعية لمقابلة احتياجات الأبناء، تم التوسع في وضع المناهج لتشمل المناهج الموجهة للأعمار الأكبر، لتغطي مجالات مثل التأهيل المهني والمهارات الحياتية. وتم إنشاء ورش تأهيلية وورش إنتاجية داخل الجمعيات الشريكة بالمحافظات والمعنية بخدمة ورعاية وتأهيل الأشخاص ذوي التوحد، وتدريب الأخصائيين بالجمعيات على الحرف كالنجارة، والنسيج، والشمع، والحلي، والزراعة، وغيرها من الحرف مما يؤكد قدرة الأشخاص ذوي التوحد على العمل والإنتاج.
وكان الإيمان بقدرات الأشخاص ذوي التوحد هو الوقود الذي يحرك مسار جمعية التقدم خلال السنوات الماضية، فأمتد أثر جمعية التقدم ADVANCE إلي كافة أرجاء مصر، حيث سعت الجمعية إلى تعميم مكتسباتها من خلال تأسيسها الشبكة المصرية للتوحد عام 2004، وتضم مجموعة من الجمعيات والخبراء في مجال اضطراب طيف التوحد، وذلك بهدف رفع كفاءة المدرسين والأخصائيين وتدريبهم علي التقييمات على أسس علمية ومعايير دولية. وهذه الشبكة أصبحت جزء من الشبكة العربية للتوحد التي تأسست عام 2009، وتضم عددا من الدول العربية مثل لبنان، والأردن، وفلسطين، والعراق، والإمارات، والكويت، والبحرين، وقطر، واليمن، وليبيا، والجزائر، والمغرب، وتبنت منظمة اليونسكو إنشائها.
وقد نظمت جمعية التقدم ADVANCE العديد من المؤتمرات العلمية التوعوية للتوحد ضمن فعاليات الحملة القومية “أبريل شهر التوحد” التي أطلقتها عام 2005، واستمرت منذ ذلك لتغطي أحدى محافظات مصر كل عام، وذلك لنشر الخبرة العلمية، والمناداة بأهمية الكشف والتدخل المبكر، لتحسين فرص تطور الأطفال ذوي التوحد ومساعدتهم للوصول لأقصى طاقاتهم؛ بجانب تثقيف الآباء والأمهات حول أفضل وسائل التعامل مع الأطفال ذوى التوحد، وكذلك إيجاد فرص الدمج للأبناء ذوي التوحد سواء في المجتمع، أو في المدرسة، أو في العمل.
وكان مواكبة التكنولوجيا محوراً أساسياً من المحاور التي تبنتها الجمعية، ففي عام 2014 أطلقت الجمعية أول تطبيق للمحمول باللغة العربية “كلامي” موجه لدعم الأشخاص ذوي التوحد وللأشخاص الذين يواجهون صعوبات في التواصل اللفظي للتواصل والتفاعل مع المجتمع.
وأثناء جائحة كورونا، ظهرت الحاجة لإيجاد وسيلة حديثة لدعم احتياجات الأطفال والشباب ذوي التوحد، والأسر والأخصائيين، وجاءت فكرة إنشاء منصة الكترونية تقدم المناهج التأهيلية، والتدريبات المتخصصة، والمواد التوعوية، التقدم التكنولوجي، لتكون أول منصة تعليمية إلكترونية للأشخاص ذوي الإعاقة باللغة العربية.
وقد ذكر في هذا الشأن الدكتور محمد الحناوي – المدير التنفيذي للجمعية- أن هدف المنصة هو تقديم خدمات التدريب والتقييم والتشخيص والتعليم بشكل تكنولوجي متكامل، ووفق أحدث التقنيات، وعلى كافة المجالات التعليمية والتدريبية والتأهيلية التي يحتاج لها الشخص ذو التوحد والإعاقة الذهنية، وولي الأمر، وكذلك الأخصائي المعني بتدريبه.
ولم تتوقف الرحلة علي هذا، فتقول مها هلالي – مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية – بأن ما تتوجه إليه الجمعية المصرية لتقدم الآن هو أولا”َ إنشاء ورش إنتاجية توفر التدريب في بيئة محاكية لبيئة العمل الحقيقية للتدريب العملي قبل التوظيف المستقل، كما توفر فرص العمل المنتج للأبناء الذين يحتاجون للعمل في بيئة محمية. كما ستعمل الجمعية على الترويج لمفهوم البيوت الجماعيةGroup Homes لإقامة الأبناء الكبار في جو أسري مع توفير دعم لهم من مرافقين مدربين؛ وعلى ألا يتعدى أعضاء كل منزل 6 أبناء. ويتم تكرار النموذج في أماكن مختلفة تكون قريبة من إقامة أولياء الأمور والأخوات، حتى يستمروا في كونهم أعضاء مهمين في أسرهم، ولكن يكون لهم إقامتهم المستقلة.
وأخيرا نأمل في الاستمرار في بناء بناء قدرات المجتمع وتطبيق البحث والتطوير المهني في مجال التوحد بحيث تتاح الفرص لجميع الأشخاص ذوي التوحد للنمو والتعلم والعيش حياة كاملة كأعضاء مشمولين وقيمين في المجتمع.
أخبار بلدنا