سنابل الأمل / متابعات
قالت أميرة شوقى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «الشكمجية»، مؤسس مسرح ذوى الإعاقة، إن المؤسسة تعمل على علاج التوحد بالفن، وتستعمل الرسم والفن التشكيلى والتمثيل على المسرح للتعامل مع المصابين بالمرض.. وإلى نص الحوار:
ما الدور الذى تقوم به مؤسسة «الشكمجية»؟
– «الشكمجية» مؤسسة غير ربحية، تستهدف الأطفال ذوى الإعاقات المختلفة، لا سيما المصابين بطيف التوحد، ونعمل فى المؤسسة على علاجهم وتطوير حالتهم بالفن، ونستعمل كل أنواع الفنون: المسرح، الموسيقى، الدراما الحركية، الرسم، الفن التشكيلى، الأعمال اليدوية، والتمثيل.
أميرة شوقي: الفكرة أساسها تجربتي الشخصية مع ابني.. عشت كل مراحل الصدمة وقررت استغلال عملي لمساعدة مرضى طيف التوحد وعدم الاستسلام للأمر الواقع.
كيف جاءت فكرة العلاج بالفن؟
– الفكرة أساسها تجربة شخصية، فأنا مخرجة مسرح، وأم لطفل مصاب بطيف التوحد، وعشت معه كافة المراحل التى تمر بأى أم لطفل من ذوى الإعاقة عموماً، الصدمة، وما بعدها، وقررت ألا نستسلم للأمر الواقع، وقررت استغلال عملى فى المسرح لمساعدته على أن يتحسن حاله، فبدأت فى الدراسة لكى أحسن استغلال المسرح فى علاج مرضى التوحد، فهدفى كان تعريف الجمهور بهذه الفئة من المجتمع التى تتمتع بقدرات إبداعية متعددة، فضلاً عن مساعدته ودمجهم فى المجتمع، لأن تجربتى مع ابنى جعلتنى أرغب فى مساعدة كل أم تمر بتجربة صعبة كتلك من خلال العمل على تطوير وتحسين حالة ابنها، بالتالى اتجهت إلى العمل مع «الشكمجية».
ما الآليات التى تعتمدين عليها فى العلاج بالفن؟
– الفن يخاطب الروح، ومن خلاله يتمكن الطفل من التعبير عن ذاته، فهو أفضل وأبسط وسيلة يمكن لذوى الإعاقة عموماً، وليس فقط من يعانى من التوحد، استعمالها فى التعبير عن ذاتهم وأفكارهم ومشاعرهم، نظراً لضعف قدراتهم الاجتماعية، فى «الشكمجية» نوفر فعاليات رياضية وفنية، سواء التمثيل أو الرسم والفن التشكيلى، كل طفل موهوب فى أى نوع من هذه الأنشطة نعمل على توظيف قدراته وتنمية هذه المهارة لديه، ونستغلها فى تحسين قدراته الاجتماعية وعلاجه من الإعاقة التى يعانى منها، وباختصار العلاج بالفن هو عبارة عن تحويله من شخص غير قادر على التعبير إلى ممثل على خشبة المسرح.
كيف يسهم المسرح فى علاج مرضى التوحد وتطوير حالتهم؟
– إن المسرح أداة تعليمية رائعة وشكل تجريبى للتعبير، يتم استعماله كوسيلة للدفع نحو الشفاء، ونحن فى «الشكمجية» نقوم بتوظيفه فى علاج أطفال التوحد، لما له من فوائد عدة تعود على الطفل، فهو يساعد على إطلاق الشعور التعبيرى والانفعالى لدى الطفل، وذلك من خلال تطور التفاعل الإنسانى بينه وبين العمل الفنى، وتنمية إحساس الطفل بنفسه حتى ينمو إحساسه بالبيئة من حوله، ويتعلم الكثير من طرق التواصل مع البيئة المحيطة، بالتالى تنمية مهاراتهم الاجتماعية.
كيف يتمكن الطفل المصاب من الوقوف على خشبة المسرح أمام الجمهور بالرغم من ضعف قدراته الاجتماعية؟
– الأمر يتم من خلال التدريب، فى البداية تكون هناك صعوبة، ولكن مع الوقت يتفاعل الطفل، ونركز على الجانب الإبداعى للطفل حتى نُخرج أفضل ما لديه، فضلاً عن أن كل من نتعامل معه فى العروض المسرحية يحب التمثيل، ومع الوقت تصبح لديه القدرة على مواجهة الجمهور، وما يسهّل عليه مسألة الوقوف على المسرح هو عدم رؤية الجمهور بشكل واضح، لا سيما أن فترة التدريبات ليست فقط «بروفة» على مسرحية، ولكن يتخللها تعديل سلوك وتخاطب وغيره.
كيف عبّر مسلسل «حالة خاصة» عن مرضى التوحد؟
– مسلسل حالة خاصة تمكّن من تجسيد شخصية المصاب بطيف التوحد بشكل دقيق جداً، وطه الدسوقى أتقن تمثيل الشخصية وكافة تفصيلها خاصة نظرات العين، وأشكر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تقديم عمل كهذا يوضح للمجتمع القدرات التى يتمتع بها هؤلاء الأشخاص وأهمية احترامهم.
ورش التدريب
نحن فى «الشكمجية» نقوم بتنظيم ورش تدريبية لكل مدرب مسرح، نعلمه خلالها كيفية التعامل مع ذوى الإعاقة، والطريقة السليمة لتلقينهم المعلومة، وكيفية التعامل مع انفعالاتهم المختلفة، حتى يكون جاهزاً لتدريبهم، كما أن كل مدرب يطلع على ملف الطفل الذى يتناول حالته ونوع الإعاقة التى يعانى منها، كل طفل على حدة، بذلك يكون مؤهلاً لتدريبهم على العروض المسرحية.