سنابل الأمل / متابعات
في جراحة معقدة ونوعية، تَمَكن فريق طبي متخصص في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، من إنقاذ طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا، من الشلل التام للأطراف العلوية والسفلية، وإعادة قدرتها على المشي والحركة مجددًا؛ وذلك بعد تعرضها لحادث سير مروع أصيبت على إثره بكسور مركّبة وخطيرة في الرقبة.
ذكر ذلك الدكتور ناجي المسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بالمستشفى الحاصل على الزمالة الألمانية. والذي أضاف أن الطفلة محوّلة من مستشفى آخر لم يستطع علاجها لشدة الكسور وحدّتها، ولقربها من منطقة عنق الدماغ والنخاع الشوكي؛ موضحًا أنه فور وصول الطفلة للمستشفى، تم إخضاعها للفحوصات المخبرية وأشعة الرنين المغناطيسي (M.R.I) والتصوير المقطعي (C.T Scan)، وقد أبانت النتائج وجود كسر تشابكي عكسي من النوع الانفصالي في الفقرتين الثانية والثالثة بالرقبة، كما تم رصد وجود ضغط شديد على الحبل الشوكي، الأمر الذي يفسر إصابة الطفلة بالشلل الكامل للأطراف.
وأشار إلى أنه بعد الاطلاع على كافة نتائج الفحوصات والتحاليل المخبرية، تم وضع خطة علاجية للطفلة تتم على مرحلتين؛ إجراء عملية استغرقت 3 ساعات، وتم فيها استخدام مجهر “PENTERO” المتطور وأجهزة مراقبة الأعصاب لإعادة العظم الموجود ما بين الفقرة الثانية والثالثة العنقية إلى موضعه الصحيح باستخدام الأشعة وقت الجراحة، مع إزالة الغضروف والفقرة المنكسرة وتثبيت الفقرتين من الأمام، مع إغلاق مكان الإجراء بخيوط وأدوات تجميلية. عقبها تم تحويل الطفلة للعناية المركزة للأطفال؛ حيث أكدت المتابعة الحثيثة لها والعلامات الحيوية تَحَسّنها بصورة كبيرة؛ إذ بدأت -ولله الحمد- في تحريك أطرافها العلوية والسفلية.
وقال الدكتور ناجي: بعد مرور 5 أيام على التدخل الجراحي الأول، تم استكمال الخطة العلاجية بإخضاع الطفلة للعملية الثانية، التي اتسمت بالخطورة العالية لموقعها الحساس وقربها من منطقة عنق الدماغ والحبل الشوكي ومرور بعض الشرايين الرئيسية المتوجهة للمخ، والذي يمكن أن يؤدي للوفاة لا سمح الله، وقد نجح الفريق الطبي بخبرته العالية بعد 4 ساعات وباستخدام التقنيات المتطورة، في إصلاح الفقرتين الثانية والثالثة من الخلف، ووضع براغي بالفقرة الأولى لدعم وتثبيت الفقرات (2- 3) المنكسرة، وضمان التماسك الكامل للعمود الفقري بالإضافة إلى رفع الضغط على الحبل الشوكي.
وفي ختام حديثه قال الدكتور ناجي مسعود إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح التام ولله الحمد؛ إذ استطاعت الطفلة بعد 4 أيام الوقوف، وخرجت من المستشفى إلى منزلها بعد 10 أيام وهي تمشي دون أية مساعدة، وبمرور 3 أسابيع حضرت للعيادة وهي تمشي بأريحية تامة، وبدأت تمارس حياتها بصورة طبيعية وعادت لاستكمال دراستها وسط فرحة كبيرة من ذويها.
سبق