سنابل الأمل .. كتب : فهيم سلطان القدسي
في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها اليمن، تزداد الحاجة إلى تعزيز التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يمثلون شريحة لا يستهان بها من المجتمع. وتشير التقديرات إلى أن نحو 15% من سكان اليمن، أي ما يقارب 4.5 مليون نسمة، يعانون من شكل من أشكال الإعاقة.
ورغم هذا العدد الكبير، لا تزال هذه الفئة تواجه تحديات جسيمة تتجلى في التهميش والتمييز وغياب الفرص التعليمية والصحية والاقتصادية، بالإضافة إلى ضعف المشاركة في الحياة العامة والسياسية. هذا الواقع المؤلم يستدعي تحركًا جادا لتغيير الصورة النمطية السائدة، والتي غالبا ما تربط الإعاقة بالعجز والاعتماد، وتُقصي أصحابها من المساهمة في المجتمع.
تلعب التوعية المجتمعية دورا محوريا في ترسيخ مفاهيم الحقوق والمساواة، إذ تساهم في بناء وعي المجتمع يحترم التنوع ويعزز الشمول الاجتماعي. كما أنها تشكل لبنه أساسية لتغيير السياسات العامة وتطوير التشريعات الداعمة، بما يكفل توفير الخدمات الأساسية الملائمة، مثل التعليم الدامج، والتأهيل المجتمعي، وإتاحة الوصول إلى المرافق العامة.
إن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لا يجب أن يُنظر إليه فقط من منظور إنساني أو حقوقي، بل ينبغي اعتباره استثمارا استراتيجيا في طاقات بشرية قادرة على الإسهام الفعال في إعادة إعمار الوطن وصياغة مستقبله. ولهذا تبرز أهمية إطلاق حملات إعلامية، وتضمين قضايا الإعاقة في المناهج التعليمية، وتفعيل المبادرات المجتمعية التي تعمل على ترسيخ هذا الوعي وتحقيق تحول ملموس في الواقع.