زراعة قوقعة الأذن دون تمييز بالمجان.. مؤسسة للا أسماء تعيد السمع للأطفال وتمنحهم الأمل

سنابل الأمل/ متابعات

 لم تكن مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم مجرد مبادرة خيرية، بل مشروع مجتمعي متكامل يراهن على الإدماج والتأهيل، من زراعة القوقعة وتوفير أحدث الأجهزة السمعية، إلى التكوين التربوي والطبي المتخصص، تواكب المؤسسة الأطفال وأسرهم في رحلة دقيقة نحو السمع والتأقلم.

بإشراف مباشر من الأميرة للا أسماء، تحولت المؤسسة إلى نموذج يعيد الاعتبار لحق الطفل في السمع والكرامة والتعليم، آلاف القصص تشهد على أثر هذا التحول من أطفال نطقوا بكلماتهم الأولى بعد صمت، وأسر استعادت توازنها، ومعلمون اكتسبوا أدوات جديدة لمواكبة هؤلاء الأطفال.

هذا الأثر لم يقتصر على المغرب، بل امتد إلى دول إفريقية وعربية، حيث باتت مؤسسة للا أسماء مرجعا معترفا به في إدماج الأطفال الصم ومواكبة أسرهم، من خلال برامج عملية، في مقدمتها برنامج “نسمع” و”متحدون” بذلك تؤسس لنموذج تضامني وإنساني يحتذى به إقليميا ودوليا.

زراعة قوقعة الأذن مجانا 

في هذا الصدد، شدّد كريم الصقلي، الرئيس المنتدب لمؤسسة لالة أسماء للأطفال الصم، على أن “المؤسسة توفر عمليات زراعة القوقعة مجانا للأطفال الذين يعانون من فقدان السمع، سواء كانوا مشمولين بالتأمين الصحي أو غير مشمولين به، وذلك في إطار رؤية شمولية تستهدف إنصاف هذه الفئة وضمان حقها في السمع والتواصل والتعليم”.

وأوضح الصقلي في تصريح لـ”تيلكيل عربي”، أن “المؤسسة راكمت تجربة طويلة في هذا المجال، وأصبحت اليوم نموذجا يحتذى به على المستوى الإفريقي بل العالمي، حيث تم خلال الأشهر الماضية إجراء عدد من العمليات الناجحة في كوت ديفوار، مما يعكس البعد الإقليمي لرسالة المؤسسة”.

وأضاف أن “عمليات زراعة القوقعة تجرى في عدد من المراكز الاستشفائية المتخصصة، من بينها المستشفيات الجامعية، ومستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، بالإضافة إلى المستشفيات العسكرية، ونعمل على توسيع نطاق الشراكات لتشمل مستشفيات أخرى”.

التدخل المبكر

ولفت الصقلي إلى أن المؤسسة تعتمد على مقاربة التدخل المبكر باعتبارها مدخلا أساسيا لضمان نجاعة العلاج واندماج الأطفال، موضحا أن “المؤسسة تحرص على إجراء فحص مجاني للأطفال بعد الولادة مباشرة للكشف عن أي اضطراب سمعي، وعملية زراعة قوقعة الأذن يمكن القيام بها بعد مرور 12 شهرا من الولادة”.

وأشار إلى أن “أولياء الأمور الذين يشتبهون في وجود اضطرابات سمعية لدى أطفالهم يمكنهم التوجه مباشرة إلى المستشفيات الجامعية أو التواصل مع المؤسسة عبر الهاتف أو المنصة الرقمية لتلقي التوجيه والإرشاد المناسبين، مع مواكبة دقيقة لحالات الأطفال الذين تتم إحالتهم”.

التوعية والتحسيس

وأكد الصقلي أن “رهان المؤسسة اليوم لا يقتصر فقط على الجانب العلاجي، بل يشمل أيضا التوعية والتحسيس والتكوين، في أفق تحقيق الإدماج التربوي والاجتماعي الكامل للأطفال الصم، وتمكينهم من فرص متكافئة في التعليم والحياة العامة، من خلال دعم مشاريع التعليم ثنائي اللغة وتطوير البنية التربوية والتكوينية الخاصة بهم”.

وأبرز أنه “نشتغل على مشروع طموح يرمي إلى إحداث أول جامعة إفريقية مخصصة لتكوين الصم وضعاف السمع، بشراكة مع جامعة غالوديت الأمريكية، ما سيمثل طفرة نوعية في مسار تمكين هذه الفئة داخل المغرب والقارة”.

إشعاع إفريقي ودولي

وتجدر الإشارة إلى أن الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، يوم 17 أكتوبر 2022 بمستشفى التخصصات بالرباط، ترأست حفل إطلاق عملية زراعة قوقعة الأذن في غرب إفريقيا، وذلك في إطار برنامج “نسمع”.

إضافة إلى مبادرة البرنامج الوطني “نسمع”، الذي يهدف إلى تمكين الأطفال فاقدي السمع من الاستفادة المجانية من زراعة القوقعة، حيث يستهدف أزيد من 800 طفل دون سن الخامسة، مع ضمان مواكبة طبية وبيداغوجية متخصصة، أطلقت المؤسسة برنامجا إقليميا تحت شعار “متحدون، نسمع بشكل أفضل”، يرمي إلى إعادة السمع لـ 200 طفل من 21 بلدا إفريقيا وعربيا، وتكوين أزيد من 80 إطارا طبيا وتقنيا في مجالات زرع القوقعة والتأهيل السمعي والنطقي.

وكالات

 

Comments (0)
Add Comment