سنابل الأمل / متابعات
يُعرف اضطراب طيف التوحد بأنه اضطراب نمائي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة. يؤثر هذا الاضطراب بشكل رئيسي على طريقة تفاعل الشخص وتواصله الاجتماعي، كما يتضمن أنماطًا سلوكية متكررة ومحددة. يُستخدم مصطلح “طيف” للإشارة إلى أن الأعراض وعلامات الاضطراب تختلف في شدتها ومستواها من شخص لآخر.
الأسباب والعوامل المؤثرة
حتى الآن، لم يتم تحديد سبب واحد ومباشر للإصابة بالتوحد. تُشير الأبحاث إلى أن العوامل الجينية والوراثية تلعب دورًا محوريًا، وغالبًا ما تتفاعل مع عوامل بيئية مختلفة. هناك دراسات تبحث في العلاقة المحتملة بين الاضطراب والمضاعفات التي تحدث أثناء الحمل والولادة، لكن لم يتم تأكيد أي علاقة مباشرة حتى الآن.
الأعراض والعلامات
تظهر علامات التوحد عادةً في سن مبكرة، وتشمل مؤشرات تحذيرية مثل ضعف التواصل البصري، عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه، وتأخر في تطور اللغة. يمكن تقسيم الأعراض إلى فئتين رئيسيتين:
1. ضعف مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي:
_ صعوبة التواصل البصري وتجنبه.
_ استخدام الآخرين كوسيلة للحصول على شيء، مثل الإمساك بيد الأم للإشارة إلى ما يريده.
_ عدم الاستجابة عند سماع الاسم، مما قد يوحي بمشكلة في السمع.
_ تأخر في النطق، أو فقدان مهارات اللغة التي اكتسبها سابقًا.
_ صعوبة في المشاركة في الأنشطة أو اللعب مع الآخرين.
_ التحدث بشكل مستمر عن موضوع مفضل دون إعطاء فرصة للآخرين للمشاركة في الحوار.
_ تكرار الكلمات أو العبارات التي يسمعها (إيكولاليا).
_ صعوبة في فهم الإشارات غير اللفظية، مثل تعابير الوجه ولغة الجسد.
_ نبرة صوت غير عادية، قد تكون رتيبة أو آلية.
_ صعوبة في التعبير عن المشاعر أو فهم مشاعر الآخرين.
2. سلوكيات نمطية متكررة:
_ حركات جسدية متكررة مثل الرفرفة باليدين، التأرجح، أو الدوران.
_ الالتزام بطقوس معينة، مثل ترتيب الألعاب في صفوف محددة.
_ الانزعاج الشديد من أي تغيير في الروتين اليومي، حتى لو كان بسيطًا.
_ التركيز على أجزاء معينة من الأشياء، مثل دوران عجلات السيارة بدلًا من اللعب بالسيارة نفسها.
_ عدم الاهتمام بالألعاب التقليدية أو التخيلية.
_ استجابات حسية غير عادية، مثل الحساسية الشديدة للأصوات أو الأضواء أو الروائح.
خصائص مصاحبة
من المهم معرفة أن العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد قد يعانون من مشاكل أخرى مصاحبة، ولكن ليس بالضرورة أن تظهر كل هذه المشاكل في شخص واحد. تشمل هذه الخصائص:
- تأخر في المهارات اللغوية والحركية والمعرفية.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- مشاكل هضمية واضطرابات في الأكل أو النوم.
- القلق والتوتر.
- نوبات صرع في بعض الحالات.
- سلوكيات إيذاء الذات.
أسئلة شائعة حول التوحد
هل التوحد وراثي؟
قد يكون للجينات دور، لكن العلماء لم يحددوا جينًا واحدًا مسببًا للتوحد. يُعتقد أن الاضطراب ينتج عن تفاعل مجموعة من الجينات. بعض المتلازمات الجينية مثل متلازمة إكس الهش قد ترتبط ببعض حالات التوحد.
هل تسبب اللقاحات التوحد؟
لا، لا توجد علاقة علمية مثبتة بين اللقاحات والتوحد. أظهرت العديد من الدراسات أن اللقاحات آمنة ولا تسبب هذا الاضطراب.
هل الشاشات الإلكترونية تسبب التوحد؟
لا، الشاشات الإلكترونية لا تسبب التوحد، لكن الإفراط في استخدامها قد يؤثر سلبًا على تطور الطفل في مجالات أخرى مثل اللغة، والسلوك، والنوم، والتركيز.
كيف يتم تشخيص التوحد؟
يتم التشخيص بشكل مثالي من خلال فريق متعدد التخصصات يضم أطباء متخصصين في النمو والسلوك، أطباء أعصاب، أخصائيين نفسيين، أخصائيين في النطق والعلاج الوظيفي والاجتماعي.
هل يمكن علاج التوحد؟
لا يوجد علاج يشفي تمامًا من التوحد. يتم التعامل مع الحالات من خلال مجموعة من البرامج التأهيلية والعلاجية المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل طفل، وتشمل:
- علاج النطق والتخاطب.
- العلاج السلوكي.
- العلاج الوظيفي والطبيعي.
- الدعم الأسري.
- قد تُستخدم الأدوية لمعالجة بعض الأعراض المصاحبة.
هل التدخل المبكر مفيد؟
نعم، يعد التدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية. يبدأ بمجرد ملاحظة أي تأخر نمائي لدى الطفل، حتى قبل التشخيص النهائي. أظهرت الأبحاث أن التدخل المبكر يمكن أن يحسن بشكل كبير من تطور المهارات الاجتماعية واللغوية والحركية على المدى الطويل.
هل يستطيع طفل التوحد الدراسة في المدارس العادية؟
نعم، يمكن للعديد من الأطفال المصابين بالتوحد الالتحاق بالمدارس العامة. يعتمد ذلك على قدرات الطفل واحتياجاته.
قد يتم دمجهم بشكل كامل في الفصول الدراسية العادية، أو قد يحتاجون إلى دعم إضافي من معلمي التربية الخاصة، أو يتم دمجهم جزئيًا في بعض الأنشطة المدرسية.