سنابل الأمل/ خاص
بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
المحبة أجمل ما تحمله قلوبنا، زادها الصفاء، ووقودها الإخلاص، وروحها العطاء بلا مقابل. بها تزهر الأرواح، وتلين القلوب، وتسمو العلاقات فوق المصالح والمظاهر. هي لغة يفهمها الجميع، ولا تحتاج إلى ترجمة، لأنها تنبع من عمق الفطرة السليمة التي أودعها الله سبحانه وتعالى فينا.
الحنين أروع ما في مشاعرنا، خيط خفي يشدّنا إلى لحظات وأماكن وأشخاص مرّوا بحياتنا وتركوا بصماتهم في القلب. هو تذكير بأن الذكريات الجميلة لا تموت، وأن ما كان صادقًا يبقى أثره مهما طال الزمان.
أما الدعاء، فهو طريق تواصلنا النقي، وجسر يصل قلوبنا بالسماء، وحبل يربط أرواحنا بالمحبين ولو فرّقت بيننا المسافات. بالدعاء نحفظ من نحب، ونرسل لهم رسائل سلام وأمنيات خير لا تراها العيون، لكن يراها الله سبحانه وتعالى ويعلم صدقها.
قال الله سبحانه وتعالى:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]
وقال الحبيب ﷺ:
“الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي).
المحبة تمنحنا القوة، والحنين يذكّرنا بالأجمل، والدعاء يمدّنا بالأمل. وإذا اجتمعت هذه الثلاثة في قلب إنسان، صار قلبه عامرًا بالخير، مفعمًا بالسلام، بعيدًا عن الضغائن والأحقاد.
فلنجعل المحبة زادنا، والحنين ذكرانا، والدعاء وسيلتنا لبلوغ القلوب وربّ القلوب سبحانه وتعالى. وعندها فقط ندرك أن أجمل الروابط هي تلك التي يباركها الله تعالى ، ويحفظها في الغيب، ويكتب لها البقاء.