سنابل الأمل / متابعات
شهد عام 2025 نقاش عالمي واسع حول الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع تشخيص حالات التوحد في السنوات الأخيرة من تناول الأدوية أثناء الحمل إلى التلوث البيئي لم تتوقف النظريات عن محاولة تفسير هذا اللغز العصبي لكن دراسة بريطانية حديثة فتحت باب جديد للجدل:هل الآباء الأكبر سنا هم السبب؟
طفرات في الحيوانات المنوية مع التقدم في العمر
كشف باحثو معهد ويلكوم سانجر في كامبريدج عن نتائج لافتة بعد تحليل أكثر من 1000 عينة من الحيوانات المنوية تعود إلى 81 رجلا تتراوح أعمارهم بين 24 و75 عاما.
وأظهرت النتائج أن واحدا من كل 50 حيوانا منويا لدى الرجال في الثلاثينيات يحمل طفرات جينية مسببة للأمراض بينما ترتفع النسبة إلى واحد من كل 20 بعد سن الأربعين.
ووفقا لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا فإن متوسط عمر الأب في عام 2023 بلغ 33.8 عاما أي في نطاق الفئة التي تبدأ فيها الطفرات الجينية بالزيادة.
“وباء التوحد”
تؤكد الدكتورة راشيل موزلي أستاذة علم النفس في جامعة بورنموث أن هذه الفرضية مضللة جزئيا، موضحة أن ما يسمى بـ”وباء التوحد” هو في الحقيقة نتيجة زيادة الوعي والتشخيص لا ارتفاع فعلي في عدد الحالات.
وقول موزلي موضحة أن عدد الأطفال المصابين لم يزداد فعليا بل أصبح تشخيص البالغين والنساء أكثر شيوعا.
224 ألف شخص ينتظرون التشخيص في إنجلترا
وبحسب أحدث الأرقام ينتظر أكثر من 224 ألف شخص في إنجلترا تقييم حالاتهم العصبية بينهم 130 ألف طفل.
وترجع موزلي جزءا من هذه الزيادة إلى تحسن أدوات التشخيص وتوسع فهم العلماء لاضطراب طيف التوحد لا إلى زيادة حقيقية في عدد المصابين.
ورغم أن بعض الدراسات وجدت علاقة بين تقدم عمر الأب وخطر الإصابة بالتوحد إلا أن موزلي توضح أن العلاقة لا تعني السببية.
“قد يكون الرجل المصاب بسمات توحدية هو نفسه يميل إلى الإنجاب في عمر متأخر وبالتالي ينقل تلك السمات جينيا لا بسبب تلف في الحيوانات المنوية بل بسبب العامل الوراثي نفسه”.
وتستشهد الصحيفة بحالة الإعلامي البريطاني جريج والاس (61 عامًا) الذي اكتشف أنه ونجله مصابان بالتوحد مشيرا إلى أن الأمر قد يكون مرتبط بالعمر لكنه لا يقلقه”.
ويقول البروفيسور آلان بيسي من جامعة مانشستر إن هناك العديد من الاضطرابات المرتبطة بالحيوانات المنوية لدى الآباء الأكبر سنا منها الفصام وعسر القراءة والحنك المشقوق لكنها جميعا نادرة الحدوث.
وتشدد الدكتورة موزلي وهي نفسها من ذوي التوحد على أن هذا الاضطراب ليس مرض يجب الخوف منه بل طريقة مختلفة في معالجة العالم.
رووم نيوز