استشاري أعصاب: ارتفاع في حالات الشلل الدماغي لدى الأطفال نتيجة مضاعفات الحرب وسوء التغذية

سنابل الأمل / متابعات

حذّر الدكتور محمد أبو ندى، استشاري أول علاج أمراض المخ والأعصاب لدى الأطفال، من ارتفاع واضح في حالات الشلل الدماغي وضعف الحركة بين الأطفال خلال الفترة الأخيرة، مرجعًا ذلك إلى مجموعة من الأسباب الصحية والإنسانية المرتبطة بتداعيات الحرب وتدهور النظام الصحي.

وأوضح أبو ندى في تصريح خاص “بالرسالة” أن من أبرز أسباب زيادة الإصابة بالشلل الدماغي مضاعفات ما بعد إصابات الدماغ، إضافة إلى سوء التغذية الحاد الذي تعاني منه النساء الحوامل، مؤكدًا أن نقص التغذية خلال الحمل يؤثر بشكل مباشر على عملية بناء دماغ الجنين.

 وقال:”من المعروف علميًا أن قلة تغذية الأم الحامل قد تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي لدى الطفل، وهو ما ينعكس في شكل ضعف حركي أو شلل دماغي”.

وأشار إلى أن من الأسباب الأخرى تأخر تشخيص بعض الأمراض العصبية والعضلية لدى الأطفال، مثل الصرع، والذي قد يؤدي في حال عدم اكتشافه وعلاجه مبكرًا إلى مضاعفات خطيرة من بينها الشلل.

وأضاف أن ضعف متابعة الحوامل والأطفال في مراحل النمو الأولى، نتيجة تراجع الرعاية الصحية أثناء الحرب، أسهم بشكل كبير في تفاقم هذه الحالات.

ولفت أبو ندى إلى عدم توفر إحصاءات رسمية دقيقة حتى الآن حول أعداد المصابين بالشلل الدماغي، لكنه أكد أن الارتفاع بات واضحًا من خلال الممارسة السريرية اليومية، قائلًا:

“حتى دون أرقام رسمية، فإن أي مختص يلمس بوضوح تزايد هذه الحالات، خاصة المرتبطة بإصابات الدماغ ومشاكل الحركة”.

وفيما يتعلق بتوافر العلاج واحتياجات مرضى الشلل الدماغي، وصف أبو ندى الوضع بـ”السيئ للغاية”، مشيرًا إلى نقص حاد في أجهزة التأهيل، لا سيما أجهزة العلاج الطبيعي المتقدمة، إضافة إلى ندرة الأدوية الداعمة للعضلات والأعصاب. كما أشار إلى وجود قصور كبير في خدمات التأهيل الشامل، ما يجعل رحلة العلاج أكثر تعقيدًا وطولًا بالنسبة للأطفال المصابين.

وختم حديثه بالتأكيد على أنه لا يوجد حتى الآن إحصاء رسمي حديث ومركزي لحالات الشلل الدماغي، إلا أن الزيادة الملحوظة في الطلب على خدمات التأهيل العصبي للأطفال تعكس تصاعد أعداد المصابين بمشاكل الحركة والشلل، في ظل ظروف صحية وإنسانية بالغة الصعوبة

الرسالة

 

Comments (0)
Add Comment