شاب كفيف يستغيث بالمسؤولين في الشرقية: بحلم بكشك وشقة تلمني أنا وبناتي
سنابل الأمل/ متابعات
على أطراف الميدان المقابل لعمارات مصر الحجاز في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، ووسط قيظ الشمس وحرارة وقت الظهيرة كلما جاءت ساعات الصيام، اعتاد الناس رؤيته بهيئته وحالته التي لا تتغير، يحمد الله على ما أصابه ويُناجي ربه دومًا أن يرزقه برزق طفلتين البنتين، وهو بالكاد يتذكر شكل إحداهما ولا يعرف وجه الثانية بعدما ضربته ظروف الحياة في مقتل، وتحول بين عشيةٍ وضحاها من شاب يكد ويعمل ولا يدخر جهدًا إلى كفيف بالكاد يستطيع أن يتمركز في مكانٍ ما وينتظر الناس التي تأتي لتشتري بضاعته البسيطة من تمر وعصائر ومشروبات رمضانية كل عام منذ إصابته.
عبد الله سلمان، الشاب البالغ من العمر ثلاثين ربيعًا، ابتلاه الله قبل نحو ثلاث سنوات بحادث لم يكن له ذنب فيه إلا أنه خرج على عمله في أحد محال المشويات في منطقة الكيرهاوس بمدينة العاشر من رمضان، حين نشبت مشاجرة بصورة مفاجئة بين عدد من الأشخاص وأصحاب المحل الذي يعمل فيه عبدالله، وتطور الأمر لإطلاق خرطوش أصابت إحدى طلقاته عبد الله في جبهته بين عينيه.
تسبب الحادث في فقدان عبدالله بصره، فضلا عن 25 شظية خرطوش لا تزال داخل جمجمته تحاوط المخ وتسبب له آلامًا لأي قوى على احتماله، لكنه صابر ومحتسب ولا يدخر جهدًا كلما واتته الفرصة أو المناسبة للعمل قدر المستطاع، وبين هذا وذاك هناك جمال، أحد جيرانه في الحي الثاني عشر بمدينة العاشر من رمضان، يساعده كلما سمحت الظروف؛ إذ يعمل الجار دليفري لتوصيل الطلبات، وما بين كل طلبٍ وآخر يأتي ليطمئن على جاره إذا ما كان في الشارع يبيع العصير، أو يساعده في الأيام البعيدة عن شهر رمضان في توصيل الطلبات وغيرها من الأشياء التي قد يفعلها عبدالله مرات لا تتجاوز أصابع اليدين طوال العام.
447 جنيهًا هي كل ما يتقاضاه عبد الله من معاش تكافل وكرامة قبل زيادته، لا يملك معاش تأمين أو مصدر دخل آخر، تمر الأيام عصيبة عليه وعلى أهل بيته وطفلتيه، اللتان تحدث عنهما بأسى لـ القاهرة 24: بنتي الكبيرة عندها 3 سنوات ونصف شوفتها أول ما اتولدت بس، والصغيرة عندها سنة ونصف مشوفتها خالص بسبب اللي صابني.
سرد عبد الله مأساته لـ القاهرة 24، قبل أن يبعث برسالة استغاثة لجموع المسؤولين: أنا يمكن مبقاش في أمل إن اللي صابني يروح لكن عشمي في ربنا كبير صوتي يوصل للمسؤولين.. نفسي في كشك وشقة أعيش فيها أنا وزوجتي وبناتنا.
القاهرة ٢٤