الكفيف المبصر.. شعاره العمل عبادة وحريف صيانة أجهزة

0 19

سنابل الأمل/ متابعات

الأعمى أعمى القلب وليس أعمى البصر” هذه الكلمات تسطر حياة الشيخ رمضان الكفيف الذي تحدى فقدان نعمة البصر، وحفظ القرآن الكريم، وعمل في صيانة الأجهزة الكهربائية، ولم يكتف بذلك وأصبح أول إمام في القرية، رغم كل المعوقات التي واجهته في قريته.

ولد الشيخ رمضان في قرية الشيخ شبل في مركز المراغة محافظة سوهاج، يبلغ من العمر 55 عاما، يعمل إمام مسجد في القرية بتكليف من وزارة الأوقاف،وُلد طبيعيا في البداية حتى سن الخامسة من عمره أصابته حينها حمى أدت إلى فقدان بصره بعدها قضى طفولته داخل الراديو يسمع المشايخ وهم يتلون القرآن الكريم ويردد “رمضان “ورائهم الآيات وعندما وصل لسن العاشرة عرض عليه أحد المشايخ في الكُتّاب حفظ كتاب الله ومن بعدها أصر الشيخ رمضان على حفظ القرآن الكريم حتى أتمّه .

ذات “رمضان” يوم ذهب إلى الجامع لتأدية صلاة الظهر، فلم يكن في المسجد سواه، هو ورجل مسن، بعدها طلب منه الأخير، أن يؤذن لأنه حان وقت الصلاة ، وكان الشيخ رمضان، مترددا في البداية إلى أن قام وآذن للصلاة ويبادر بالإمامة، وبعدها أصبح الشيخ رمضان يؤم بالمصلين بشكل متقطع، وذلك بسبب ما يسمعه من التعليقات المحبطة من المصلين، فمنهم من قال إن صلاته لا تجوز، فكيف لكفيف أن يصبح إمام جامع، لم يؤثر هذا على الشيخ رمضان، بل كان يشجعه ويجعله يصمم أكثر على الإمامة حتى جاءه تكليف من وزارة الأوقاف ليصبح إمام القرية.

“كل حاجة ربنا بيحطهالي بمشي عليها”، بهذه الكلمات واصل الشيخ رمضان حديثه عن كفاحه في العمل، مستكملا: بأحب الراديو من زمان، وأنا قاعد مع نفسي لاقيت نفسي غاويه تصليحه، فقولت أبدا أشتغل بتصليح الراديو، وفي مرة لاقيت التسجيل بايظ قولت أصلحه، لاقيته أشتغل قررت بعدها أصلح الراديوهات، لحد ما جاء ابن خالتي، وقالي ليه ما تشتغلش في الغسالات، تصليحها أسهل من الراديوهات، قولت طيب أجرب، إبتديت أركب سير في الأول، وبعدها ركبت المروحة، والكابل، والمروحة لحد، مالاقيت نفسي بصلح الغسالة كلها، وموقفتش عند الغسالات بس، في مرة لاقيت المروحة عندي في البيت باظت روحت نزلتها، وعرفت أصلحها، وقفلتها وأشتغلت، بعدها كل اللي يسمع من الجيران اللي حصل يجيبلي، أي حاجه بايظة عندهم أصلحها، ومن وقتها بقيت بشتغل في تصليح الأجهزة”.

أثار”رمضان” دهشة أهالي القرية، وأصبحوا يشجعونه على الاستمرار في ذلك، لانه قدوة يحتذى بها في القرية لإصراره وطموحه.

واستطرد الشيخ رمضان حديثه عن الإرادة قائلا، من لديه الإرادة يتمكن من تحقيق أي شيء، فبها تمكن من تحدي الصعوبات في حياته، وأن يصل لكل ذلك، ويتمنى أن يسعى كل شاب للعمل بدلا من الجلوس في المنزل أو السهرمع أصدقائه بالإضافة إلى زيارة بيت الله الحرام.

اليوم السابع

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق