ما أثر التعلم باللعب بتنمية مهارات التكامل الحسي لطلبة “طيف التوحد”؟
سنابل الأمل / متابعات
*يسر بدران
يوصف اضطراب طيف التوحد: بأنه عجز ثابت في التواصل والتفاعل الاجتماعي في سياقات متعددة، ويعرف اضطراب طيف التوحد حسب (Dsm5)، بأنه عجز عن التعامل العاطفي بالمثل، يتراوح، على سبيل المثال، من الأسلوب الاجتماعي الغريب، مع فشل الأخذ والرد في المحادثة، إلى تدن في المشاركة بالاهتمامات، والعواطف، أو الانفعالات، كما يعبر عن عجز في سلوكيات التواصل غير اللفظية المستخدمة في التفاعل الاجتماعي، يتراوح من ضعف تكامل التواصل اللفظي وغير اللفظي، إلى البعد في التواصل البصري ولغة الجسد أو العجز في فهم واستخدام الإيماءات، إلى انعدام تام للتعابير الوجهية والتواصل غير اللفظي. إضافة إلى العجز في تطوير العلاقات والمحافظة عليها.
كما أن، اضطراب طيف التوحد ينجم، بسبب خلل وظيفي عصبي في الدماغ ويظهر من خلاله عجز في التفاعل الاجتماعي، والتواصل، وضعف اللغة.
إن هناك العديد من الدراسات التي أوصت بضرورة الاهتمام باللعب والتخطيط له، وتقديم الأنشطة عن طريق اللعب لتكون أكثر تشويقاً للأطفال، وإعداد بيئة تربوية مناسبة للأطفال تتيح لهم حرية البحث واللعب من خلال توفير الألعاب التعليمية، وربط برامج التعليم بميول الأطفال ودوافعهم، من هنا يتضح، أن اللعب مصدر رئيسي للتعلم يسير ضمن خطوات منظمة تؤثر وتتأثر كل منها بالأخرى، وإن تحديد هذه الخطوات ومدى ارتباط كل منها بالأخرى، يقود الطفل إلى التفكير والإبداع
يعاني الكثير من الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد من صعوبات حسية وحركية، مما يعني أنهم يحتاجون لبرامج جيدة للتخطيط لتنمية مهاراتهم، ومن الضروري أن تقوم تلك البرامج على المساعدة في تطوير المهارات المعرفية، والحركية، مثل: التوازن، والتناسق الحركي، والقدرات الحسية، وذلك من خلال التعلم من خلال الحواس المتعددة. ولتطوير تلك المهارات، يجب توفير الوقت الكافي، ليثبت ما اكتسبه، ويخطط لما يرغب في فعله. وإن أفضل وسيلة هي تحليل المهمة لأجزاء وتدريب الطالب على أدائها واتقانها.
ينبغي للمختصين بمرحلة الطفولة، الاهتمام بتوفير الأنشطة المتنوعة التي تساعد الطالب على النمو الشامل في جميع الجوانب العقلية والجسمية والنفسية، ويعد نشاط اللعب واحداً من الأنشطة المهمة التي يمارسها الأطفال في مرحلة الطفولة، إذ إن اللعب حاجة من حاجات الطفل الأساسية، ومظهرا من مظاهر سلوكه، كما أنه استعداد فطري لديه، وضرورة من ضرورات حياته، ويستطيع الأطفال من خلال اللعب، أن يخبروننا بما يفكرون به وما يشعرون به، كما أن استعمال الأطفال للكثير من الألعاب مثل الدمى، والمكعبات، والألوان، والمعجون، والصلصال وغيرها، يساهم في إيصال المعلومات بسهولة وبطريقة ممتعة.
تعد المدرسة، هي المؤسسة التربوية المهمة التي يقع على عاتقها مساعدة الطلاب على التعلم، فإن تحفيز الطلاب الصغار على التعلم باللعب يساهم في تطوير مهارات التكامل الحسي لديهم.
ويعتبر مصطلح التكامل الحسي، إحدى المهارات التي تساعد على توضيح أسباب تصرف الأفراد بطريقة معينة، هناك عدد لا حصر له من المعلومات الحسية تدخل إلى مخ الإنسان في كل لحظة، ليس فقط عن طريق حاستي السمع والبصر، ولكن أيضاً من خلال جميع الحواس، وعلى المخ أن ينظم بين تلك المثيرات الحسية المتدفقة عليه، ويكامل بينها بشكل ثابت. فمن خلال الحواس يعد التكامل الحسي مرحلة من مراحل اكتساب المعرفة، كما تستقبل المعلومات من البيئة المحيطة بنا، والدماغ يقوم بتنظيم كل الأحاسيس لدينا ليكون الشخص قادراً على التعلم والحركة والتصرف بطريقة فعالة، بسلسلة من الحواس وهي السمع، والبصر، والتذوق، والشم، واللمس، والحاسة الدهليزية، والحاسة الجلدية، كما أن هناك مراحل للتكامل الحسي مثل: التعلم، وتكوين المفهوم، والتفكير، وحل المشكلات. وإن حدوث أي اضطراب في العملية الحسية، قد يؤدي إلى ضعف ذوي اضطراب طيف التوحد.
* ماجستير تربية خاصة
الغد