أحدهم يبلغ 70 عاماً.. زوجة أخ ترعى 3 أشقاء معاقين لزوجها في الدرباسية
سنابل الأمل / متابعات
ترعى “كوثر أحمد سليمان” المعروفة بـ “أم محمد”، المرأة الكوردية في قرية تابعة لبلدة الدرباسية بروجآفاي كوردستان، 3 أشقاء معاقين لزوجها، أعمارهم تتراوح بين الـ 45 – 70 عاماً.
في منزل طينيّ بقرية ملك التابعة للدرباسية، تجلس كوثر أمام غرفة اسمنتية غير مكسوة، وبجانبها 3 أشخاص معاقين خالط البياض شعرهم ولحاهم، في مشهد مؤثر ينطبع في وجدان كل من يشاهده.
تقول كوثر زوجة أخيهم نضال، التي بدأت شعيرات بيض تظهر على شعرها المحاط بوشاح رأس أسود اللون مزيّن الحواف، لشبكة رووداو الإعلامية: “صار لي هنا أكثر من 25 عاماً، أقوم برعاية هؤلاء الأبناء وأُدبر شؤونهم. أرعاهم منذ أن كان والداهم على قيد الحياة”.
الرجال الثلاثة الذين تبدو عليهم علامات العجز، تروي كوثر قصة رعايتهم المحفوفة بالصعوبات، بالقول: “كانت لديهم 3 أخوات يقمن بتحميمهم، لكنهن بعد أن تزوّجن، أصبح هؤلاء ضمن مسؤوليتي، وأنا أحممهم الآن وأساعدهم على النهوض والجلوس”.
يمشي اثنان منهم بواسطة العكاز، لكنهما يسيران خطوتين أو ثلاث ثم يقعان أرضاً، حيث يبلغ أحدهم 49 عاماً فيما تجاوز الآخر الـ 50 عاماً.
أكبرهم سناً يدعى “أحمد”، يبلغ من العمر حالياً نحو 70 عاماً. تؤكد “كوثر” أنها تواجه صعوبة في رعايته، إذ أنه يخرج إلى الساحة ويلوث نفسه على وجه الدوام، كونه يمشي زحفاً لعدم قدرته على المشي بشكل طبيعي نظراً لتقدمه في العمر.
وتضيف: “أحضّر الطعام لأجلهم وليس لأجل أولادي وأسكب لهم أولاً، علماً أنهم يأكلون كل أنواع الطعام. أمدّهم بالماء البارد في أوقات الصيف هذه، وأشغل لهم المراوح، وأحممهم كل 15 يوماً”.
كوثر، ذكرت أنه رغم أن هؤلاء الرجال معاقون عقلياً، لكن ليس لديهم ضرر تجاه أي أحد وطباعهم هادئة ومسالمة، مشيرة في الوقت نفسه أن أهالي القرية متعاونون واعتبرتهم “سنداً” لهم.
تبدو غرفتهم الإسمنتية خالية من الأفرشة والأغطية، وهو ما يشكل تحدياً لكوثر خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء، والتي ناشدت عبر رووداو أصحاب الخير أن يقدموا إليهم المساعدة من خلال توفير احتياجاتهم وتأمين مصروفهم.
هذه الحالة الصحية، سببها ولادي، حيث أوضحت كوثر أن والدتهم الراحلة قالت إنها اكتشفت إعاقة أبنائها خلال فترة نموهم الجسدي والعقلي وهم صغار.
تقع هذه القرية في منطقة تتبع إلى الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، فيما تتواجد هناك مئات الجمعيات الخيرية إلى جانب المنظمات الانسانية المدعومة من المجتمع الدولي.