كيف تقدّم الدعم لصديقك الذي يُعاني طفله من إعاقة؟
سنابل الأمل / متابعات
بعد أكثر من عقد على تربية طفلي الذي يعاني من شلل دماغي حاد وما مررنا به من تحديات، اكتشفت كيف يمكن لأصدقائي تقديم الدعم لي وما عليهم تجنّبه. وأتّبع هذه الاستراتيجية عندما أعلم أنّ طفل أحد أصدقائي شُخّص بإعاقة، مع العلم أن الحاجة قد تختلف بين حالة وأخرى.
اليوم، أفضل دعم يمكن أن يقدمه صديق لي يكون من خلال الإندماج. فإيجاد طرق بسيطة لمساعدة ابني على ممارسة رياضة ما أو حرفة ما، أو حتى دعوته مع بقية أفراد العائلة إلى منزل شخص ما لحضور حفل، إسوة بالآخرين.
تاليًا بعض النصائح لكيفية تقديمك دعم يحتاجه صديقك الذي يعتني بطفله المريض:
إصغِ لصديقك
عندما كان ابني أصغر سناً، كان علينا التعامل مع الكثير من مواعيد الأطباء وجلسات العلاج.
في ذلك الوقت، ساعدني كثيرًا وجود صديق يصغي وينصت إلى إحباطاتي خلال مسار ابني الطبي الشاق، أو حين تصلني رسالة نصية سريعة لإلقاء التحية، أو السؤال عن مسار الموعد الطبي ونتائجه، أو عند دعوتي إلى تناول القهوة (حتى لو لم أتمكن من تلبيتها دومًا)..
فهذه كانت من الطرق الرائعة لتقديم الدعم لي وإبقائي على تواصل معهم فيما كنت منشغلة جدًا
فما أن تطرح سؤالًا، أنصت لما يقوله الشخص المعني. اسمح لصديقك الذي يمر بتجربة عصيبة بتوجيه بداية المحادثة.
فربما يتعامل مع تحديات أو انتصارات غير واضحة. ربما تكتشف من خلالها مستوى المعلومات التي يرغب بمشاركتها.
راهنًا، يومياتنا أكثر هدوءًا. نريد فقط الخروج والاستمتاع. لا أحتاج إلى مشاركة حياتنا اليومية بالطريقة السابقة عينها.
كن حذرًا من كيفية تقديم “المساعدة”
جزء من الطبيعة البشرية أن ترغب بمساعدة الآخر على التعامل مع المواقف الصعبة، لكن عليك أن تدرك أنّك تجهل حقيقة ما يمرّون به.
قبل أن تقدم أي اقتراحات، اعلم أنّ التجارب التي يعيشها أصدقاؤك ستحوّلهم إلى خبراء سريعًا، وبالتالي الفريق الطبي الذي يحتاجونه سيكون تألّف بالفعل.
لذا في حال اعتقدت أن لديك مصدرًا قد يكون مفيدًا لهم، فاستخدم لغة لطيفة عند اقتراحه: “لا أريد أن أتدخّل. لكن أعرف معالجًا طبيعيًا رائعًا للأطفال إذا رغبت بالتواصل معه في وسعي تزويدك برقمه”.
أو “يبدو أن ابن صديقي يعاني من إعاقة مماثلة. هل تريد مني أن أرتّب لقاءً بينكما؟”.
وفي حال أتى الجواب بالنفي فاحترم رغبته.
لا تُدلِ بهذه التصريحات
لا تتلفّظ بعبارات توحي بأنّك لا تستطيع أن تفعل ما يفعلونه، مثل “لا أستطيع حتى أن أتخيّل ما تمر به”، أو “لا يمكنني القيام بما تفعله”.. فذلك قد يشعر صديقك بالسوءفإذا كنت أحد الوالدين ولديك طفل يحتاج إلى مزيد من الدعم، فسوف تفعل كل ما في وسعك لمساعدته، أليس كذلك؟
انتبه إلى المصطلحات المناسبة
لا أتوقع أن يعرف الأصدقاء المصطلحات المناسبة لوصف احتياجات ابني. لكن لا ضير بالسؤال عن المصطلح الدقيق. فبعض الناس لا يحبون سماع عبارة “ذوي الاحتياجات الخاصة” (كل الاحتياجات هي احتياجات إنسانية وليست خاصة).
وبحسب إيميلي لاداو، مؤلفة كتاب “إزالة الغموض عن الإعاقة: ماذا تعرف، وماذا تقول، وكيف تكون حليفا”، فإن المصطلحين “معاق” و”شخص ذو إعاقة” هما الأفضل. قم بإجراء القليل من البحث، لكن لا تخف من طرح السؤال بأدب على صديقك.
عندما تعرض المساعدة.. كن محدّدًا
لا تكن غامضًا في عرضك للمساعدة، أو تتوقع من الآخرين إخبارك بما يحتاجون إليه. إذا كان صديقك مشغولًا بمواعيد إضافية، فاعرض عليه إحضار القهوة له أو قدّم له بطاقة تغطّي كلفة وجبة عشاء.. إذا كنت تعلم أن إمكانية الوصول تمثّل تحديًا وخطّتما للذهاب معًا إلى حضور عرض أو إلى مطعم، فاعرض الاتصال مسبقًا وطلب مقاعد يسهل الوصول إليها، أو اذهب أولاً وتأكد من وجود ممر سهل للوصول إلى الطاولة.
كن شموليًا
كل طفل يريد اللعب والتعلم والنمو. تعرّف على أماكن من شأنها أن تشعر الجميع بالراحة. لاحظ متى يمكن الوصول إلى مسار المشي لمسافات طويلة، أو المنتزه الترفيهي، أو السينما، أو أي مكان آخر حتى تتمكنوا من الخروج معًا من دون إثارة أي ضجة.إذا كان لديك أطفال، فاقرأ لهم كتبًا عن الأشخاص المعاقين، واقرأ أنت أيضًا حول الموضوع وتناوله معهم في المنزل قبل أن يلتقي صغارك بشخص ذي إعاقة. فالأطفال الذين يتمتعون بثقافة ووعي حول هذا الموضوع يصبحون بالغين ويساهمون بجعل العالم أكثر انفتاحًا وشمولية.
العربية نت