“أزمة التعليم في عدن: مدارس حكومية مغلقة وتصعيد الأزمة التعليمية”
سنابل الأمل .. كتب .. محمد العماري
تعيش محافظة عدن حالةً من الأزمات المستمرة، حيث يشتكي الأهالي وخاصة الطلاب وأولياء الأمور من عدة تحديات تعوق تعليم الأطفال. غير أنه في ظل هذه الظروف الصعبة، يأتي إعلان إضراب المدارس الحكومية وإغلاقها، مما يُضيف حجمًا جديدًا للأعباء التي يتحملها الطلاب وأولياء الأمور.
استمرارًا لأزمات عدن المستمرة من انقطاع الكهرباء وتأخير صرف الرواتب، أصبحت المدارس الحكومية هي الأحدث على قائمة المعاناة. إذ يتوقف التعليم في هذه المدارس نتيجة لاحتجاج المدرسين على عدم تلقيهم حقوقهم ومطالبهم المشروعة. هذا الإضراب الشامل قد يعقد المشهد التعليمي في المحافظة ويؤثر سلبًا على الطلاب، مما يدعو للتساؤل عن الجهات المعنية والمسؤولة في هذا الأمر وحل هذه الأزمة المتراكمة.
على الرغم من كل الضغوطات التي تواجهها الحكومة فيما يتعلق بتأمين الكهرباء وصرف الرواتب في الوقت المحدد، يتعين عليها أن تأخذ هذا الإضراب بجدية وأن تبذل جهودًا حثيثة لإيجاد حلول فورية. فالتأثير على مسار التعليم وتأثيره على جيل غير متعلم وغير مثقف يعتبر أمرًا خطيرًا ومقلقًا للغاية. من المهم أن تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة وفعالة لحل مشكلات المدارس الحكومية وضمان استمرارية التعليم واستقراره.
قد يتساءل البعض عن سبب تصعيد الأزمة التعليمية في الوقت الحالي، وقد يشيرون إلى أن هذا الإضراب يخدم المدارس الخاصة على حساب المدارس الحكومية. ولكن ينبغي ألا ننسى أن الهدف الأساسي لهذا الإضراب هو الحصول على حقوق المعلمين وتعزيز جودة التعليم في البيئة الحكومية. يجب أن تفهم الحكومة أن استقرار التعليم العام هو أمر حيوي لتحقيق التنمية المستدامة وتطور المجتمع.
إلى وزارة التربية والتعليم، وإلى الحكومة بأسرها، نرسل رسالة استغاثة لمعالجة أزمة المدارس الحكومية في عدن. من المهم أن تتحمل الحكومة المسؤولية لاستعادة الاستقرار في المدارس وضمان تقديم تعليم جيد ومثقف للأطفال اليمنيين. يجب أن تعمل الحكومة بالتعاون مع الأطراف المعنية لإيجاد حلول جدية ومستدامة لهذه الأزمة، ومنح الطلاب فرصة حقيقية للتعلم والتنمية.
مستقبل أطفال عدن يتوقف على تحقيق التغيير والإصلاح في نظام التعليم الحكومي. ينبغي أن تستثمر الحكومة في التعليم كأحد الأولويات القصوى وأن تعمل على توفير بيئة تعليمية تحفز الكفاءات والمواهب. إذا تم حل أزمة المدارس الحكومية، سيتم تجاوز العديد من التحديات التي تواجهها المجتمع، وسيشهد أبناء عدن تحسنًا وتطورًا ملموسًا في مستقبلهم ومستقبل المحافظة ككل.