تغلبت على العقبات وطورت مهاراتها

«لا شيء مستحيل، فبالإرادة نحقق كل ما نريد»

0 5

سنابل الأمل- متابعات

 

لم تعلم هدى بنت سيف العامرية أن وجود أقرباء لها من ذوي الإعاقة السمعية سيفتح لها المجال لإتقان لغة الإشارة وتصبح على ما هي عليه الآن، «لا شيء مستحيل، فبالإرادة نحقق كل ما نريد» كلمات كانت ترددها هدى مقرونة بفرحة الإنجازات التي حققتها على المستوى الشخصي والمهني.

في بداية حواري معها توجهت لهدى بالسؤال عن بدايتها في مجال لغة الإشارة فقالت: أعمل مترجمة لغة الإشارة بتلفزيون سلطنة عمان، وترجمت العديد من البرامج، بالإضافة إلى أخبار الخامسة، وبرنامج من عمان، كما أعمل مترجمة لغة إشارة بالكلية العلمية للتصميم لطلبة من ذوي الإعاقة السمعية، أكون حاضرة مع الدكاترة والأساتذة لترجمة المحاضرات للطلبة، مشيرة إلى أن تخصصها الرئيس هو هندسة اتصالات وإدارة نظم معلومات، لكنها لم توفق في الحصول على وظيفة مناسبة في مجال تخصصها.

وتضيف: لم يكن تعلم أن لغة الإشارة أمر سهل في البداية، لكن مع العزيمة والإصرار اللذين هما مقومات أي إنسان للنجاح، وبدونهما لا يستطيع أي شخص في الحياة تحقيق أي حلم أو هدف له، وقد استطعت التغلب على كل العقبات.

وروت لنا هدى كيف كانت بدايتها في تعلم لغة الإشارة فقالت: عشت طفولتي في بيئة أسرية تحتوي على أشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، أولاد عمي من نفس عمري يتكلمون بلغة الإشارة، ومن هنا بدأت قصتي في حب لغة الإشارة، وبدأت ألتقط منهم الرموز الإشارية، مشيرة إلى أنها كانت معظم وقتها تستخدم هذه اللغة للتواصل، كان لغة بسيطة جدًا وليست لغة محترفين، وكنت الوحيدة التي تستطيع أن تفهم ماذا يريدون، وبذلت كل جهدي لمساعدتهم دون ملل أو كلل، والحمد لله استمررت في التواصل بلغة الإشارة وحاولت أطور نفسي.

وتتابع هدى حديثها قائلة: شاءت الأقدار أن أتزوج من شخص من ذوي الإعاقة ، ورزقت منه بطفلين من ذوي الإعاقة السمعية، ولم تكن لغة التواصل عائقًا لزواجنا أبدا، وكان لي الداعم الرئيس والمحفز لتعلم لغة الإشارة والدخول في دورات عن طريق اليوتيوب لتعلمها، وتدربت في معهد التواصل للتدريب التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، وتواصلت مع أفراد من ذوي الإعاقة من داخل سلطنة عمان وخارجها، وشاركت معهم في مؤتمرات، وفي كل زيارة لمهمة رسمية كانوا يصطحبونني لأترجم لهم، بحكم قلة عدد المترجمين في تلك الفترة، مشيرة إلى أنها كانت تشعر بالمسؤولية وأن هذه اللغة رسالة إنسانية ودافع لتطوير مهاراتها، وأوضحت أن مترجم الإشارة يجب أن يتمتع بقوة الصبر وراحة البال والنباهة في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية؛ لأنهم يحتاجون للأذن الصاغية والاهتمام المستمر.

وتعد هدى لغة الإشارة لغة مميزة ومتعلمها شخصا مميزا، وهي لغة مستخدمة من قبل الأشخاص الصم وضعاف السمع، أو أولئك الذين لديهم مشاكل مع اللغة المنطوقة بسبب الإعاقة، مؤكدة سعيها المستمر في تسخير كل إمكانياتها للمشاركة في كل المحافل التي تتطلب وجودها، وسوف تظل باستمرار تدعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في كل المجالات مع الاستمرار في تطوير نفسها وقدراتها أكثر، موضحة أن للغة الإشارة قاعدة ضخمة من المفردات، كالأرقام، والاتجاهات، والوقت، والأيام، وغيرها الكثير، لذا فإن تعلم مفردات جديدة في اللغة كل فترة، يساعد على بناء لغة الإشارة لدى المتعلم بشكل مستمر.

وحول التحديات التي تواجه هدى قالت: هناك العديد من التحديات التي واجهتني ولكن مع الطموح والهدف استطعت التغلب عليها، خاصة أنني أم لأطفال من ذوي الإعاقة السمعية ويحتاجون إلى الكثير من الوقت والجهد والبحث عن مدارس تناسب إعاقتهم، ورغم الكثير من السهر والتفكير وصناعة الطموح والمستحيل، قدرت بفضل الله أن أتغلب على كل الصعاب وكأن القدر جعلني أتهيأ قبل أن أكون أما.

وعبّرت هدى عن أملها في أن تلقى لغة الإشارة مجالا أوسع للانتشار، وأن تدرس كمنهج في المدارس والكليات، وتقديم دورات تعليمية تخصصية في هذا المجال، حيث ستتيح مثل هذه الدورات والدروس للشخص ممارسة ما يتعلمه فيها مع الآخرين، كما تُقدم له فرصة الحصول على نصائح وملاحظات لتحسين أدائه، كما أن محاولة التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية يمنحهم الثقة بأنفسهم، وتساعدهم على التخلص من الإصابة بالخوف والاكتئاب والإحباط، كما تعمل على تطور العلاقات الاجتماعية والمعرفية والثقافية للأفراد.

عمان اليوم

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق