بارون : العلاج بالموسيقى يفيد في علاج الأطفال والمراهقين وكبار السن الذين يعانون من اعاقات جسديه والعقليه
سنابل الأمل/ متابعات
الدكتور خضر بارون
قال استاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور خضر بارون ان العديد من الدراسات والبحوث من قبل علماء ا لنفس بينت ان للموسيقى اتصالا مباشرا بالناحية الوجدانية لدى الانسان، وأن أعصابه تتأثر تأثرا واضحا عند الاستماع الى ألحانها الجميلة، وكثيرا ما يتضح بعد فحص المريض فحصا دقيقا، ان علاجه لا يحتاج لغير بضعة برامج موسيقية تتناسب مع قوة أعصابه أ وضعفها.
وأضاف بارون ان الموسيقى في بعض الأحيان والحالات تكون بمثابة دواء للمرضى، لذا يجب على المرء ان يخصص جزء من اوقاته لسماع الموسيقى، لما لها من مزايا وفوائد عدة، فهي تولد في النفس رقة المشاعر وطهارة الروح، وتغرس في نفس الفرد حسب التجدد والذوق السليم كما أنها تفرج عن الانسان الهموم والأحزان، وتساعده على تمضية أكثر العمر فرحا. وتابع د.بارون قائلا «لاشك في ان للموسيقى الجيدة تأثيرا مفيدا على النفس، وعشاقها يعلمون كيف تسيطر الموسيقى العذبة على مشاعرهم، وتسمو بوجدانهم الى عالم الشاعرية والخيال، حيث استعملت قديما عند العرب لعلاج المرضى وحتى وقتنا الحاضر، موضحا ان العرب القدماء لم يجهلوا فائدتها في الشفاء من بعض الأمراض النفسية والعصبية والعقلية مثل الرازي على سبيل المثال الذي عشقها ومارسها فيما بعد لعلاج المرضى النفسيين».
غياب التركيز
وذكر د.بارون ان العلاج بالموسيقى يفيد في علاج الأطفال والمراهقين وكبار السن الذين يعانون من بعض المشكلات العقلية، أو من بعض الاعاقات في النمو أو التعلم، ومشكلات كبار السن الأخرى، والمشكلات الناتجة عن تعرض الشخص للعدوان بشكل أو بآخر، وفي حالات اصابات المخ، والاعاقات ا لجسدية، والآلام الحادة والمزمنة بما في ذلك آلام الولادة، ومشكلات الكلام والتخاطب والتواصل، وفي حالات القلق والسلوك العدواني، وغياب ا لتركيز الذهني.
سمة العصر
ورأى بارون ان البحث عن وسائل تساعد في تطوير انواع العلاج السائدة في مجال الأمراض النفسية والعقلية المزمنة منها والمستعصية، لايزال قائما حتى لا يقتصر العلاج على الوسائل الكيميائية والسلوكية ومن ذلك العلاج بالفن الذي أثبت فعاليته في مساعدة الكثيرين على التخلص مما يعانون من اضطرابات نفسية دون ان يكون هناك اهمال للعلاجات الأخرى ولا يلغيها، ولكن يواكبها في منظومة تعود بالنفع على الانسانية، خصوصا وأن العلاج بالفن أتى بالتنوع في الألوان الذي أصبح سمة من هذا العصر، فالألوان تحقق التوازن في عمل الأعضاء التي اعتراها الخلل وهناك ألوان تبعث البهجة في النفوس وتسر الناظر اليها مثل البنفسجي.
عامل مساعد
وبيّن د.بارون ان العلاج بالفن وسيلة للتعبير عن المشكلات النفسية لدى الافراد والاطفال وعلاجها، كون العلاج النفسي يقوم أساسا على حوار بين طرفين (مريض – معالج) وهذا الحوار يتم غالبا من خلال تبادل الكلمات، أي حوار بين المريض والمعالج، حيث يعبر الأول عما يجول بخاطره من ذكريات وأحداث ومشاعر وانفعالات كأول خطوة نحو كشف مشكلاته والتعرف على أسبابها، غير أنه في كثير من الأحيان نجد المرضى يتوقفون عن الحوار ويحبذون الصمت طوال الجلسة العلاجية، وهو ما يهدد عملية العلاج ويحول دون تقدمها وقد يؤدي الى فشلها، كذلك فان المرضى من الأطفال أيضا لا تمكنهم اللغة من اقامة حوار يعكسون من خلاله طبيعة مشكلاتهم ومن ثم لجأ المعالجون النفسيون الى وسائل أخرى يمكن الاستعانة بها لاقامة الحوار وتحقيق التواصل مع المرضى وخاصة مع الأطفال لعل أهمها استخدام الرسم في العلاج النفسي، سواء كعامل مساعد أو رئيسي في العملية العلاجية. لغة بديلة وتابع بارون «يعد الرسم بديلا عن اللغة وهو شكل من التواصل غير اللفظي، وأيضا شكل من أشكال التنفيس، فالأطفال عن طريق الرسم يعكسون مشاعرهم الحقيقية تجاه أنفسهم والآخرين، ومن ثم كانت الرسوم وسيلة متقدمة لفهم العوامل النفسية وراء سلوكهم، وليس ذلك فحسب بل أثبتت الدراسات النفسية للأطفال أننا نستطيع من خلال الرسم الحر الذي يقومون به التعرف على مشكلاتهم وما يعانونه، وكذلك التعرف على ميولهم واتجاهاتهم وعلاقتهم بالآخرين».
ومن ثم فقد لجأ المعالجون النفسيون الى استخدام الرسوم كوسيلة يمكن من خلالها تحقيق التواصل مع المرضى الذين لا يحسنون التحدث باللغة على اعتبار ان الرسم انما هو لغة يمكن من خلالها اقامة جسر للتواصل بين المريض والمعالج لتبادل الأفكار والمعاني فيما بينهما، كما ان استخدام الرسم غير مقتصر على الأطفال، وانما يمكن استخدامه أيضا مع الراشدين كأسلوب للعلاج النفسي، وبخاصة أولئك الذين لا يرغبون في الحديث عن مشكلاتهم وكذلك مع الأشخاص الخجولين، وعلى هذا يكون الرسم أداة مناسبة لاقامة الحوار وتحقيق التواصل مع كل الأشخاص على حد سواء، حتى أولئك الذين لا يجيدون الرسم.
تقوية المناعة
وأخيرا قال د.خضر بارون ان كل مريض نفسي له خاصية معينة وليست كل العلاجات تنطبق على الجميع، فهناك أنواع مختلفة من العلاجات وبعد جلسات نعرف ما هو العلاج المناسب سواء كان معرفي أو سلوكي أو تحليلي وربما ندمج الثلاثة أو اثنين منهما وفق الحاجة، معتبرا ان العلاج بالفنون احدى تلك الطرق ولا تنجح أو تؤثر بكل الحالات، كما ان هذا النوع من العلاج قد يرفع الروح المعنوبة للاشخاص ممن استجابوا له عن طريق تاثيره المباشر على النواحي البيولوجية وتقويته للمناعة.
صراعات دفينة!
أشار د.بارون الى ان الأطفال المتأخرين دراسيا وذوي الاحتياجات الخاصة، هم في حاجة أكبر للتعبير الفني من الأطفال الأسوياء، ومن ثم فانه يمكن ان يكون الرسم أداة قيمة لفهم حالات الطفل الانفعالية، وربما تكون المعلومات عن استخدام وتحليل هذه الرسوم أداة هامة للأخصائيين النفسيين لفهم الانفعالية لتلاميذهم، وفي هذا يؤكد العلماء على ضرورة استخدام الفن في علاج الأطفال المضطربين نفسيا، حيث يمكن لنشاط الفن ان يساعد هؤلاء الأطفال على العلاج.
وأضاف ان ما يدعم اهمية استخدام الرسم في العلاج النفسي ان هذا النوع من العلاج لا يعتمد على مهارة فنية، فلا أهمية ولا ضرورة لذلك، ولقد نوقش استخدام الرسم كأسلوب علاجي للأطفال في دراسات عديدة، وبشكل عام فان هذه النظرية للعلاج تفترض ان الرسم يعامل على أنه شكل من التنفيس يعبر من خلاله الطفل عن مشاكله، ويستند هذا الأسلوب العلاجي الى منهج التحليل في البحث عن الصراعات الدفينة بالشخصية، وعلى اعتبار ان الذي يكبته الفرد يمكن له الظهورعبر الرسوم بأيسر مما يعبر عنه في كلمات.
مراجعة السلوكيات
أفاد د.بارون بأن العلاج بالفن التشكيلي يتيح الفرصة للفرد لأن يكون مبتكرا ويوظف ذلك الابتكار في التعامل مع مشكلاته الشخصية التي لها علاقة بظهور أعراض الاضطراب لديه أو المشكلات التي يعاني منها، فعندما ننظر الى العمليات الخاصة بالتشخيص أو العلاج فاننا نلاحظ أن الفن يسمح للفرد بتكشف تلك المشكلات والتعبير عنها بطرق غير مألوفة وقد تكون مبتكرة، والذي يقدمه العلاج بالفن التشكيلي مقابل ما تقدمه أنواع العلاج الأخرى أنه يسمح للفرد بأن يكون مبدعا وغير مقيد ويمنحه وسيلة جديدة له ان يستعملها في مراجعة سلوكياته وما ينتج عنها من أثر في حياته اليومية.
رأى الاختصاصي في علاج التأمل عبدالعزيز القطان ان الشخص الذي يشغل وقته بالفنون والموسيقى أو الرسم والتلوين أو المسرح يتسامى قلبه عن الاجرام والقسوة ولا ينشغل قلبه الا بملاحظة الجمال في نفسه ومن حوله بل حتى أنه ليس لديه وقت للتفكير في الجريمة.
أثر الألوان
واضاف: هناك دورات متخصصة في العلاج بالفنون مثل الرسم والتلوين والموسيقى، والشعر وهناك دراسات عليا في العالم العربي في هذه المجالات، وقبل فترة اطلعت على رسالة ماجستير في أثر الألوان على سلوكياتنا وكانت الرسالة من جامعة الملك سعود في الرياض للأستاذة أفراح العبرة. واردف: ارى ان كل الأمراض أساسها نفسي وعلى هذا المبدأ اذا عالجنا المريض بتحسين مزاجه بالفنون فسيتلاشى أساس المرض ويزول.
تأملات!
أما من ناحية العلاج بالرسم والتلوين فأقول ان بعض الأمراض تدلان على نقص في لون معين، فمثلاً الأرق يدل على نقص اللون الكحلي، والخمول يدل على قلة اللون الأصفر، والكدر وضيق الصدر يدل على نقص اللون الأخضر فاذا عرفنا نقص اللون نأتي للعلاج بتعزيز اللون بالتلوين أو بتأمل اللون بالنظر اليه بشكل مباشر أو بالخيال وأيضاً نستخدم موسيقى تتناسب مع اللون ويقابل كل لون من ألوان الطيف السبعة سلم موسيقي: دو = أحمر، ري = برتقالي، مي = أصفر، فا = أخضر، صول = أزرق، لا = كحلي، سي = بنفسجي.
وضرب القطان مثالاً: الأرق سببه نقص في اللون الكحلي، وعلاجه يرسم الشخص لوحة ويلوّن أجزاءها باللون الكحلي، يستمر لمدة أسبوع يومياً مع سماع موسيقى يغلب عليها سلم الموسيقى.
العبرة بالنتائج
واستطرد: العبرة بالنتائج، وأنا مثلا لاحظت بعض النتائج في نفسي، فكان لدي مشكلة بالحنجرة عالجتها بالموسيقى مع تعزيز اللون الأزرق في حياتي وهذا العلاج يصلح لكل المراحل العمرية، لكن الاختلاف في طريقة تقديمه. ..
وللقناعة دور!
وختم: القناعة تلعب دوراً لكنها جزء من العلاج وانْ كان المهم لكن هنا يأتي دور وذكاء المعالج في اقناع الشخص بفعالية العلاج الذي موجود بالفعل كمواد دراسية مثل التربية الموسيقية والرسم كل ما نحتاجه هو الوعي في فوائد هذه المواد الدراسية وتأثيرها في حياتنا.
فنتائج العلاج بالفن جميلة وملموسة.
قال استاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور محمود الهاشمي ان الدراسات والابحاث والتقارير الاكاديمية التي اطلع عليها مرارا اكدت بالفعل على دور الفنون الإبداعية في علاج الاضطرابات النفسية عند الاطفال والكبار ايضا، ورأى ان تلك الفنون تعد علاجات تستخدم لاكتشاف بعض السلوكيات التي من الصعب ان يتحدث عنها المريض لكنه يعبر عنها بالرسم مثلا، واوضح ان دور الاعلام محدود في علاج تلك الاضطرابات لأن وسائل الاعلام تعد اتصالا من جانب واحد، ولا يوجد حوار كالذي يحدث بين الطبيب والمريض النفسي فوسائل الإعلام تلقي المعلومات فقط، ومباشرة سواء من خلال المسلسلات او الاغاني او الفنون الاخرى وتشبع رغبة معينة عند المتلقي او تملأ الفراغ في قلب الإنسان الذي يشعر بالوحدة فلذلك هو يريد ان يقضي وقتا ممتعاً مع وسيلة من وسائل الإعلام، ولا يستطيع اي احد من وسائل الاعلام ان يستخدم هذه البرامج للعلاج بمعنى العلاج الفعلي.
وفي تفاصيل اخرى قال د. محمود الهاشمي: من خلال الدراسات والاستفتاءات نستطيع التعرف الى سلوكيات ابناء المجتمع ومن ثم يتم تقديم العلاجات المناسبة عن طريق بعض البرامج كي يستفيد منها هذا الملتقي، وبالفعل هذه الفنون الإبداعية لا تجد ملاذا للعرض مثل الذي تجده في التلفزيون لانه وسيلة مرئية ومسموعة وتخاطب الحس الإنساني عندما تعرض برامج متخصصة في الموسيقى مثلا او الفن التشكيلي، وهذه برامج يجب اضافتها الى الخريطة الدورية التي تستحدث كل ثلاثة شهور.
إبهار القارئ < سألناه.. هل تعتبر الفنون التشكيلية بأنواعها امرا ضروريا، يؤثر في الانسان؟
– طبعا.. وخصوصا انه من خلال هذه الفنون الإبداعية تستطيع وسيلة الاعلام ان تلفت انتباه المشاهد بالمؤثرات الصوتية، وايضا الخطوط والرسوم في الصحف تبهر القارئ فلذلك نجد ان كل القائمين والعاملين في قطاعات الإعلام يستخدمون تلك الامور واقل ما فيها انه يستمتع المشاهد بلقطات جميلة ويستمتع بوقته، اضافة الى ان الصوت والصورة في التلفزيون يعدان ميزة له عن باقي الوسائل التقليدية فلذلك يجب استغلالها بأفضل الطرق كاستخدام الفواصل الموسيقية والالوان وامور فنية عديدة لكي تعطي صبغة مميزة.
جمهور متباين! < لو خلت جميع البرامج الاعلامية سواء كانت سياسية او فنية او اقتصادية او محلية من لمسة الفنون الابداعية.. هل سيكون لها طعم بالنسبة للمتلقي؟!
– بما اننا نتكلم عن الفنون الابداعية، فكل انسان يتخيل بأن لديه منظرا او رسمة لا توجد عليها الالوان ولا برواز ولا اي لمحة تميزها وانت في معرض، فحتما سيمر عليها الناس مرور الكرام الا المتخصص قد يرى ما هو الغموض في هذه اللوحة، ولكننا نتكلم عن جمهور متباين والكل يعرف ان الجمهور ليس كله من المتخصصين، فلذلك يجب ان تصل للجمهور بجميع طبقاته، فلذلك يجب ان تستغل كل مقومات العمل الناجح في البرامج التلفزيونية سواء كانت بلمسة فنية لمقطوعة موسيقية او بزخرفة معينة، واليوم كلنا نعرف ان نشر الاخبار لا تبدأ الا بموسيقى حماسية ولو لم يتم تلك اللمسة في المقدمة، فحتما لن تلفت انتباه المشاهد ولن يعرف ان هناك نشرة اخبار اذا لم يكن متابعا للوقت.
واردف: هناك دراسات حول هذا الموضوع وهو وضع المنبهات لتلك البرامج عن طريق الالوان او الجرافيك او الصوت، لتثير اهتمام المشاهد لينتبه ان هناك برنامجا معينا وخبرا معينا او خبرا عاجلا، وحتى الخبر العاجل له موسيقى فنية معينة وحتى الموسيقى الحماسية الوطنية تختلف عن الموسيقات الاخرى لانها تبث نوعا من الحماس في المجتمع لان هناك موسيقات خاصة نستطيع بسرعة ان نميزها عن بقية الموسيقات العادية الترفيهية.
واكمل: العلاج هنا لا يكون للمتلقي فقط، بل حتى للبرنامج الذي يتم تقديمه بحيث اذا كان هذا البرنامج غير متابع ومرغوب فيه وأضفت عليه لمسات فنية فهنا يختلف الامر تماما بعد ان تم علاج هذا البرنامج بلمسات فنية جعلت الناس تتابعه، رغم انه قد يكون ذا خلاصة غير مفيدة، وبهذه الفنون انت كسبت الجمهور ولا تقوم باخراج عمل بناء على رغبتك الشخصية سواء كنت مخرجا او فنانا او مسؤولا في التلفزيون لتضع ما تراه مناسبا ليمولك.
وزاد: يجب ان يكون بالحسبان انه من الممكن ان يتابع الاطفال والنساء والشيوخ ومختلف الاعمار، تلك البرامج فلذلك التنوع مطلوب لكي يتم الكسب بها، وحتى بعض البرامج والمسلسلات ما يميزها هو المقدمات التي تلفت انتباه المشاهد في استخدام الاغاني او الاشعار او الكلمات.
لوحة جمالية < ان كانت وسائل الاعلام تستخدم كسلاح في الحروب فإذاً نستطيع القول ان الاعلام بحد ذاته يعتبر فنا من الفنون الابداعية لانه استطاع ان يرهب العدو، ويعالج نفوس القياديين في الدول.. فهل ترى ذلك؟
– انا اؤيد هذا الكلام بالضبط فالاعلام يعتبر وسيلة وسلاحا ذا حدين، ويستطيع اي شخص ان يستخدمه في الجانب الايجابي او الجانب السلبي وأيضا ان تكلمنا عن الاعلام كفن، فالتلفزيون يعتبر كالريشة ويستطيع اي شخص اعلامي استخدام تلك الريشة في رسم لوحة جمالية جميلة او ترسم لوحة مبعثرة ومشوهة ولن يتابعك احد من الجمهور بسبب الرسومات غير الواضحة.
واضاف: التلفزيون بالفعل هو فن ابداعي ويستطيع الانسان ان يستخدمه في كل الامور، واليوم حينما حصلت لدينا جرائم في المولات التجارية فنلاحظ على طول يتم اللجوء الى الاعلام لنقل الرسائل التوعوية للجمهور بأسلوب معين استطيع من خلاله ان اجذب المشاهد واوعيه.
واردف: لا نستطيع ان نستخدم الوسائل الاعلامية في علاج قضايا معينة من دون ان نستخدمها بالاسلوب الصحيح، وبالتالي لن يكون الامر مفيدا كعلاج لهذه القضية، فممكن ان نلجأ للصحف افضل في هذه الحالة او حلقة نقاشية، وانا اتكلم بصفة عامة فالتلفزيون نستطيع ان نستخدمه كعلاج لقضايا كثيرة في المجتمع.
مبادئ أساسية< هل في علم الاخراج التلفزيوني تدرس الفنون التشكيلية، لاننا نلاحظ بعض الفواصل التلفزيونية الجميلة التي تحتوي على موسيقى كلاسيكية والوان هادئة تعطي دافعا للمشاهد للمتابعة؟
– طبعا اليوم الفنون التشكيلية من جميع جوانبها تدخل في كل شيء وهو موجودة في السينما او ما يسمى بالفن السابع، واليوم في علم بالاخراج نحن ندرسها للطلاب، فهناك مبادئ اساسية نعلمها للطلاب مثل تكوين الصورة واليوم حينما يخرج مصور او مخرج لكي يصور لقطة معينة لمسلسل معين فحتما يبحث عن موقع معين او زاوية معينة لالتقاط هذه الصورة، والمناظر الطبيعية دائما يكون بها الكثير من الشوائب وهذا بحد ذاته فن بان تكون الصورة الجميلة، وايضا مسألة انتفاء الالوان مهمة جدا فعملية موازنة الالوان تحق توازناً في حركة الاعضاء، خصوصا لو كان بها خلل، وهناك الوان تبعث البهجة في النفوس وتسر الناظر عكس الالوان التي تثير مشاعر الاكتئاب معينة، وضوء الشمس ليس مصدر النور بل هو غذاء للروح ومنشط، فاليوم اختيار الالوان المناسبة في التلفزيون ضرورة جدا حتى في اختيار الملابس للممثلين والوان الديكورات الموجودة وهذا لا يتم عشوائيا ويتم بناء على اراحة العين واعطاء جو من الهدوء والجاذبية.
نلاحظ وسائل الاعلام تتخذ بعض الفواصل واللوحات الارشادية مثل ترشيد الاستهلاك او وضع الاغاني الوطنية في ظل الازمات وهذه الامور في النهاية لا تخرج عن اطار الفن حتى تهدئ من نفوس الناس.. الا ترى ذلك؟!
-هذا شيء بديهي وايضا يدرس ضمن مناهجنا وايضا نعلمه لطلبتنا وحتى في فن الدعاية تستخدم هذه الامور في ايام الحروب مثل الحرب العالمية الثانية في عهد ادولف هتلر حينما كان يبث الروح الحماسية في نفوس الجيش، وهذا النوع من الفنون قد يسمى بعض الاحيان فن الكذب اي استخدام بعض الامور لأهداف معينة واليوم العدو اذا بدأ الهجوم عليه ومعنويات الجيش بدأت تنخفض، فلذلك العلاج بالنسبة لهذا الجيش هو التأمين من خلال الاغاني الوطنية والتي تعني باننا مازلنا بخير وان بعض الاقاويل ما هي الا اشاعات آتية من الخارج وليست صحيحة هذا بالنسبة للجنود في ارض المعركة وخاصة ان ليس لديهم اي وسيلة اعلامية يتابعونها فلذلك فقط ايصال هذه الاغاني والرسائل قد تكون من خلال منشورات ترمى لهم من الطائرات، وبالفعل وسائل الاعلام استطاعت ان تعالج به امورا معينة مثل حرب تحرير الكويت.
ذكريات أليمة!
وختم: هناك معلومة مفيدة وهي انه في ايام حرب تحرير الكويت نرى ان قوات التحالف التي دخلت الكويت استخدمت الموسيقى لارهاب الغزاة في الصحراء، واستخدموا مكبرات صوتية تحمل صوت آليات ودبابات وجنود مشاة، هذه بثت حالة من الرعب في قلوب الغزاة، ومن خلال هذا الامر عالجوا الخسائر التي قد تحدث لو انهم لم يستخدموا هذا الاسلوب لبث الرعب في قلوب العدو، فهذا هو الفن الذي نستخدمه لأمور معينة ولعلاج كثير من الحيثيات.
الرسوم المتحركة فن من نوع خاص جداً قلنا لضيف ملف الأسبوع.. الأفلام بأنواعها تعتبر فنونا وحتى الأفلام الكارتونية للأطفال حيث اننا نلاحظ الصغار يكونون في بعض الأحيان مشاغبين في البيوت، ولكن بمجرد أن يتم بث أحد الأفلام الكارتونية في التلفاز نرى حالهم يتغير إلى الهدوء التام.. فما تعلقيك؟!
– كثير من الرسوم المتحركة تعتبر فنا، وهناك البعض منها تستخدم فيها القصص التي تكون غير مناسبة للطفل لأنها تولد لديه نوع من العنف والمشاغبة، وهي بالفعل تعالج قضية شغب الأطفال حينما تبث لهم عبر التلفزيون، ونلاحظ أن الأطفال يبقون بالساعات أمام شاشة التلفزيون في هدوء وانسجام.
وأكمل: اليوم.. الرسوم المتحركة في التلفزيون تستخدم كعلاج وفي الوقت نفسه بتنا نستخدم الرسوم المتحركة كثواب وعقاب، فبمجرد ما يحصل إزعاج في البيت نلاحظ الأب والأم لكي يحلا هذه المشكلة يقولان لهم اذهبوا وشاهدوا الرسوم المتحركة، فلذلك الطفل يعتبر التلفزيون متنفسا له وقد لا يعي أو يفهم معانيها ولكن لمجرد وجود الألوان والحوارات غير اللفظية التي تتم في الرسوم المتحركة والأكشن والفواصل الفكاهية، فلذلك هذه الأمور هي التي تجذب الطفل، فلذلك الطفل يحب الرسوم المتحركة لأن بها اشياء خيالية وبها صور من العنف، ويكتسب الطفل منها بعض الأمور وتتغير سلوكياته، ولكن كعلاج فهي تقدم علاجاً مؤقتاً كمخدر، وهناك دراسات علمية استخدمت تلك الرسوم المتحركة للتعرف إلى تأثيرها على الطفل سواء العنف أو التعاون مع الآخرين أو العدوانية.
ومن خلال هذا نستطيع أن نستفيد منها، وأنا شخصيا في رسالتي للدكتوراه استخدمت الرسوم المتحركة كطريقة للتذكر والفهم، لأنه إذا استخدمنا الرسوم والألوان في نشرة الأخبار على سبيل المثال كدراسة فحتما سوف تزيد من التذكر لأن الرسم يربط الفهم مع الصوت وكانت الدراسة في النهاية تثبت أن الصور تزيد من معدلات التذكر.
صحيفة الأمل الإلكترونية