بليغ حمدي يضيء على أصحاب الهمم
سنابل الأمل/ متابعات
صدر حديثا عن وكالة الصحافة العربية (ناشرون) كتاب “مدخل تعليم اللغة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة (صُعُوبَاتُ التَّعَلُّمِ ـ ـ التَّفَوُّقُ والإبْدَاعِ )” للدكتور بليغ حمدي إسماعيل أستاذ المناهج وطرائق التدريس بكلية التربية بجامعة المنيا.
ويأتي هذا الكتاب استجابة مباشرة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية للاهتمام بذوي الهمم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بوصفهم فئة قادرة باختلاف، حينما شاركهم في احتفالية “قادرون باختلاف”.
ويؤكد بليغ حمدي على ضرورة الاهتمام الرسمي للدولة والرعاية المجتمعية بكافة مؤسسات المجتمع برعاية وتأهيل وإعداد ذوي الهمم، مرتكزا على ما جاء في خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في التركيز على وجوب الاهتمام بتعليم هذه الفئة التي تستحق أرقى وأولى رعاية، مشيرا في مقدمة الكتاب إلى أن “المجتمع الذي يقدر أبناءه من ذوي القدرات الخاصة ويسخر لهم كل الدعم والرعاية الممكنة، هو المجتمع الأقرب إلى تحقيق أكبر معدلات التنمية والتقدم والنهضة الشاملة في جميع المجالات.. مجتمع يرفع من شأن أبنائه ويقدر إنجازاتهم، ويرى تمكينهم ودمجهم في شتى مجالات الحياة غاية نبيلة وسامية”.
ويأتي هذا الكتاب أيضا كرد فعل سريع لما طالبت به كافة المنظمات الدولية لرعاية الأطفال بصفة عامة والمؤسسات العالمية الخاصة برعاية ذوي الاحتياجات بصفة خاصة من تعزيز الإجراءات التنفيذية للحكومات والدول لتمكين ذوي القدرات الخاصة وتعزيز مشاركتهم المجتمعية، وضرورة اهتمام مؤسسات التعليم بتنمية المهارات المختلفة لذوي القدرات الخاصة.
واستهدف المؤلف في كتابه المساهمة في تطوير تعليم اللغة العربية للتربية الخاصة، مؤكدا على أن فصول الكتاب موجهة في المقام الأول إلى القائمين على تدريس وتعليم اللغة العربية ومهاراتها لذوي الاحتياجات والفئات الخاصة، وكذلك يمكن أن يفيد منها طلاب شعب اللغة العربية بكليات التربية والآداب ومعاهد إعداد المعلمين، بما يتضمنه الكتاب من توجيهات وإرشادات تهدف إلى تنمية المهارات اللغوية لديهم والتغلب على صعوبات واضطرابات اللغة، وكذلك الاستعانة باستراتيجيات التدريس أثناء قيامهم بالتدريب في التربية الميدانية.
ويرى بليغ حمدي أن الصورة الحالية لتدريس اللغة العربية للفئات الخاصة تحتاج إلى إعادة النظر من حيث تحديد أهدافه، والاهتمام بتنمية التفكير والإبداع، ومعرفة طرائق تدريسه، الأمر الذي نتج عنه ما نراه اليوم من ضعف ملحوظ، وتدن واضح في مستوى الطلاب في ممارسة عمليات التفكير، بالإضافة إلى معاناتهم في الفهم القرائي للنصوص.
ويؤيد بليغ حمدي فكرة أن تربية الطفل أصبحت أمرا يتعلق بمستقبل الشعوب وتطورها، وذلك باعتبار الطفل نواة التقدم لمواكبة عصر التغير المتسارع نحو التنمية والرخاء، ولعل النصف الأخير من القرن الحالي كان بداية فعلية للاهتمام بالطفل والطفولة، وتمثل ذلك بإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة حقوق الطفل عام 1959، وإعلان عام 1979 عاما عالميا للطفل وفيه تم التأكيد على ضرورة أن تؤمن للطفل الحماية ضد كافة أنواع الإهمال والقسوة والاستغلال وأن يحمي ضد أية تصرفات قد تعرضه في المستقبل لأي نوع من أنواع الإحباط. وإذا كان هذا الاهتمام، وهذه الحماية، موجهين إلى الطفل عامة، لا فرق في ذلك بين سوي ومعاق، فإن المعاقين من الأطفال أشد حاجة لمثل هذا الاهتمام.
وهذا ما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان عام 1981 عاما دوليا للمعاقين، وعلى المستوى العربي جاءت قرارات المؤتمر العربي الإقليمي عام 1981 لتؤكد أن رعاية المعاقين تعد استثمارا لرؤوس الأموال لا استهلاكا لها، كما أكدت ضرورة تضمين خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية برامج وقائية علاجية لرعايتهم. وفي مصر خصص عام 1989 ـ 1990 للطفل المصري، وجاء الهدف التاسع من وثيقة الطفل مؤكدا على ضرورة توفير قدر مناسب من الرعاية النفسية والاجتماعية للأطفال المعاقين، فالطفل المعاق يحتاج إلى رعاية وعناية تتناسبان وما لديه من إمكانات وقدرات محدودة.
ويتناول هذا الكتاب جملة من الموضوعات التعليمية ذات الصلة بمجال تعليم اللغة العربية للفئات الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة، على النحو التالي:
الفصل الأول ـ مدخل إلى تعليم اللغة العربية للفئات الخاصة:
ـ النظريات المفسرة للغة، نظرية التطابق نظرية التباين، نظرية الجهاز الضابط، النظرية السلوكية، نظرية المحاكاة، نظرية تشومسكي.
ـ متغيرات اللغة، اللغة والاتصال الجمعي، التفكير على خريطة مناهج تعليم اللغة، اللغة والتفكير.
الفصل الثاني ـ منطلقات تدريس اللغة العربية للفئات الخاصة:
أولاً ـ منطلقات مصدرها خصائص اللغة العربية
ثانيا ـ منطلقات مصدرها الأهداف
ثالثا ـ منطلقات مصدرها خصائص المتعلمين
رابعا ـ المظاهر العامة لذوي الصعوبات التعليميّة
خامسا ـ منطلقات مصدرها خصائص المجتمع العربي.
الفصل الثالث ـ التربية الخاصة من المنظور الإسلامي:
ـ التربية الخاصة من المنظور الإسلامي
ـ ملامح العلاج النفسي من منظور إسلامي لاندماج المعوق في المجتمع
ـ التنمية الروحية للفئات الخاصة.
ـ الوقاية من الإعاقة من المنظور الإسلام
ـ رؤية إسلامية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة
ـ رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في السنة النبوية
ـ التربية العلاجية وسبلها.
الفصل الرابع ـ التربية الخاصة وصعوبات التعلم:
ـ صعوبات التعلم
ـ أنواع صعوبات التعلم
ـ الصعوبات اللغوية لدى التلاميذ المتخلفين عقليا
ـ الأسلوب الأمثل لمواجهة صعوبات التعلم لدى الأطفال
ـ مظاهر صعوبات التعلم لطفل ما قبل المدرسة
ـ دور الوالدين تجاه طفلهما ذي صعوبات التعلم.
الفصل الخامس ـ سياسة الدمج وتطبيقاتها الإجرائية
emo