يرى بقلبه ويعمل بإحساسه.. قصة الأسطى رجب أمهر فني تصليح أجهزة كهربائية فاقد البصر ببني سويف
سنابل الأمل/ متابعه
مما لا شك فيه أن العمل في مهنة تصليح الأجهزة الكهربائية يحتاج إلى دقة شديدة، ومهارة لتمييز الأعطال، وإصلاحها بصورة فورية، ويعتمد بشكل كبير على رؤيته لتمييز العطل ومن ثم إصلاحه، إلا أن «رجب»، يحتاج فقط للسمع والإحساس لتمييز عطل موتور الغسالات وغيرها من محركات الأجهزة، إذ يكفى أن يمسك المحرك ويتحسسه بيده ليعرف أين المشكلة ويبدأ في حلها بكل احترافية.
رجب صلاح عبد العظيم، يبلغ من العمر 45 عامًا، ومقيم بقرية بني صالح التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، ولد فاقدًا للبصر وهو الأبن الوحيد لوالديه على 3 فتيات، متزوج ولديه 4 من الأبناء، افتتح ورشة إيجار بجوار منزله لإصلاح الأجهزة الكهربائية، وأتقن عمله رغم أنه كفيف، حيث إنه تحدى كافة الصعاب التي واجهها إلى أن أصبح يتمتع بدقة واحترافية كبيرة في هذه المهنة، ويتردد عليه الكثير من الزبائن.
_الأسطي رجب يروي قصة كفاحه وعمله في تصليح الأجهزة الكهربائية
وقال الأسطى رجب في حواره مع “القاهرة 24” إنه متزوج ولديه من الأبناء 3 فتيات وولد وأنه زوج الأبنة الكبرى، ويسكن في منزل ايجار، موضحًا أنه بعد وفاة والده ووالدته اضطر أن يترك المنزل لشقيقاته وقام باستئجار منزل بذات القرية يقطن به هو وأسرته، ويعمل في مهنة تصليح الأجهزة الكهربائية منذ 20 عامًا، مشيرًا إلى أنه قرر منذ صغر سنه أن يتحدى إعاقته، وبدأ في تصليح الأجهزة الموجودة لديه بالمنزل دون أن يذهب للتعلم داخل أيً من الورش.
وأضاف قائلًا: دوست على نفسي من صغري عشان أتحدى الإعاقة، الإعاقة هي الاستسلام نفسه، لما أنا هستسلم للواقع هبقى معيق، ولو أنا استسلمت يبقى همد إيدي لغيري، وأنا محبتش كده بالعكس حبيت أكلها بعرقي وشقايا.
وتابع الأسطى رجب، أنه كان يتمنى أن يدرس في قسم الكهرباء عندما كان يدرس في المدرسة، ولكن إرادة الله كانت فوق كل شيء بسبب فقده للنظر، مشيرًا إلى أنه لم يستكمل دراسته بسبب أن ظروف والده لم تكن تسمح بذلك.
وأوضح أنه خرج من المدرسة في المرحلة الإعدادية، موضحًا أنه بسبب شغفه بالعمل في تصليح الأجهزة الكهربائية، بدأ يعلم نفسه عندما يقوم بـ فك ماتور أي جهاز كهربائي به خلل حتى يصلحه بنفسه ويكتشف العطل الموجود به، قائلًا: حبيت أتعلم بنفسي وأعتمد على نفسي من غير ما حد يعلمني. وأختتم رجب حديثه قائلًا: الحمد لله لقد منّ الله علي بحفظ القرآن الكريم كاملًا بالأحكام والتجويد، وإن كل ما أحلم به يتلخص في أن تعيش أسرتي فى سعادة وسلام وأرى أولادي فى أفضل حال، مناشدًا المسؤولين بتوفير فرصة عمل له وتعيينه ضمن الـ 5%.
القاهرة ٢٤