تدريب الأطفال ذوي طيف التوحد على استخدام الحمام
سنابل الأمل/ متابعات
طرق يستخدمها المختصون لتدريب الأطفال ذوي طيف التوحد على استخدام الحمام
التوحد اضطرابٌ أصبح شائعًا بين الأطفال بشكلٍ ملحوظ واضطرابات طيف التوحد هي مجموعة من الاضطرابات الوظيفية التي تؤثر على التفاعلات الاجتماعية ومهارات التواصل مع المحيط، والآخرين، والسلوك الحركي للشخص.
عادةً ما يعاني طفل التوحد من مشكلات في التواصل اللفظي، وغير اللفظي ،
ومن عدم القدرة على التعبير عن الرغبات والاهتمامات والمشاعر، وعدم القدرة على تفسيرها وفهمها.
ولاضطرابات التوحد أعراضٌ أخرى مثل التوتر وعدم الرغبة في التواجد في الأماكن المزدحمة، والمناسبات الاجتماعية، وتكون لديهم حساسية شديدة، للمؤثرات البصرية والصوتية وقدرتهم على التكيف الاجتماعي والتغيرات منخفضة. وتختلف أعراضُ طيف التوحد من طفلٍ لآخر، وتتفاوت حدتها حسب حالة وخصوصية وضع كل طفل.
ما الفرق بين التوحّد وطيف التوحد؟
هناك علاقة وثيقة بين التوحد وطيف التوحد، إذ إنهما يشتركان في الكثير من الأعراض، فبينما يعاني الطفل المصاب باضطراب التوحد (ASD)
من جميع الأعراض، نجد أن المصابين بطيف التوحد يظهرون بعض أعراض التوحد وليس كلها، ويمكن أن نعتبر طيف التوحد هو الدرجة الأقل حدّة من التوحد.
– فالتوحد: هو اضطرابٌ يخص تطور الطفل، وقدرته على النمو الاجتماعيّ والحركيّ واللغويّ ، ويعاني الأشخاص المصابون به من بعض الصعوبات مثل صعوبات التواصل الاجتماعي حيث نجد تواصلهم مع المحيط والأشخاص حولهم محدود جدًّا، وصعوبات اللغة والتواصل والأنماط السلوكية التكرارية والاهتمامات المحددة وبنمط تكراري حيث يفضل أطفال التوحد مثلا لعبة واحدة ولا يقبلون اللعب بغيرها مهما حاولت لفت انتباههم للعبة الجديدة، فهم كما قلنا سابقا، لا يتقبلون التغيير بسهولة.
– طيف التوحد: تندرج تحت عنوان طيف التوحد، مجموعةٌ واسعة من الاضطرابات، تشمل التوحد الكلاسيكي والاضطراب غير المحدد في التطور (PDD-NOS) واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD) واضطراب التواصل الاجتماعي.
يتم تشخيص طيف التوحد بناءً على الأعراض التي قد تكون خفيفة، أو شديدة وتختلف من شخصٍ لآخر.
يعاني الأطفال ذوي طيف التوحد من الكثير من التحديات والصعوبات في ممارسة حياتهم اليومية، ومن بين تلك الصعوبات مشكلة استخدام الحمام.
من الصعب على طفلٍ لا يتواصل جيدًا مع محيطه، أن يفهم خطوات استخدام المرحاض بسهولة، لذلك يشكّل استخدام الحمام تحدياً كبيراً للأطفال ذوي طيف التوحد، ويعتبر هذا التحدي من بين التحديات الأساسية التي تواجه هؤلاء الأطفال وعائلاتهم.
وترجع صعوبة استخدام الحمام التي يعاني منها أطفال طيف التوحد في الأصل، إلى أن لديهم صعوبات في التعلم وفهم نظام الحمام والعادات الصحية المتعلقة به، إضافةً إلى صعوبة التواصل مع الآخرين، مما يجعلهم يشعرون بالارتباك والضيق في الحمام.
ويمكن تلخيص أسباب الصعوبات التي يعاني منها أطفال طيف التوحد في استخدام الحمام بما يلي:
1- أطفال طيف التوحد، منعزلون المفاهيم الاجتماعية والثقافية المتعلقة باستخدام الحمام، لأنهم يواجهون صعوبة في فهمها، إضافة إلى صعوبة التواصل مع ذويهم لاكتسابها.
2- إن اضطراب التواصل لدى المصابين باضطراب طيف التوحد، يمنعهم من التعبير عن الرغبة في استخدام الحمام، وبالتالي لا يتمكنون من إبلاغ الأهل أو المسؤولين عن رعايتهم، عن الحاجة إلى الذهاب للحمام.
3- أطفال طيف التوحد حساسون، فهم يعانون من الحساسية المفرطة للمؤثرات الخارجية، مثل الملمس أو الأصوات أو الأشياء الموجودة في الحمام، كما قد يكونوا حساسين للروائح الموجودة في الحمام.
4- يعتبر توجيه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد إلى الطريقة الصحيحة
لاستخدام الحمام والحفاظ على النظافة تحديًا بحدّ ذاته، لكنه ممكن إذا تم بالطرق الصحيحة التي يحددها اختصاصي تعديل السلوك.
للتغلب على هذه الصعوبات، يجب شرح طريقة وأهداف الدخول إلى الحمام للأطفال ذوي طيف التوحد، وتوفير تعليمات واضحة ومفصلة حول استخدام الحمام، واستخدام الرسوم التوضيحية والصور المصغرة فهي تساعدهم على فهم الإجراءات المطلوبة في استخدام الحمام، ومن المفيد تقديم الدعم التحفيزي الإيجابي للطفل عند استخدام الحمام بشكل صحيح. وتعزيز ذلك بعبارات لطيفة، والثناء عليه ومكافأته.
قد لا تتمكن أمهات أطفال طيف التوحد، وعائلاتهم من التعامل معهم بشكلٍ صحيح، فيقفون حائرين عاجزين، لذلك من المهم أن يلجؤوا إلى المساعدة الطبية الاختصاصية، لأن الأطباء النفسيون، والمعالجون المرخصون، هم الأقدر على تدريب الطفل وذويه، على الطرق الصحيحة وكيفية التعامل في مختلف المواقف.
توجد عدّة طرق يستخدمها المختصون لتدريب الأطفال ذوي طيف التوحد على استخدام الحمام، وتتضمن هذه الطرق:
1- وقت تدريب الطفل على استخدام الحمام عادةً ما يكون الوقت الأنسب لتدريب الطفل، في الصباح عند الاستيقاظ وبعد الأكل، كما يجب إبعاد الطفل عن الأطعمة التي تحتوي الكافيين والسكريات قبل النوم لتقليل احتمالية التبول ليلاً.
2- تحفيز الطفل على استخدام الحمام، من خلال مكافأته بأشياء يحبها (لعبة، هدية، ملصق…) عندما يدخل الحمام بشكل صحيح.
3- شرح وتوضيح عملية استخدام الحمام وكيفية استخدام الحمام للطفل، وما الذي يجب أن يفعله في حالة الحاجة إلى الذهاب إلى الحمام.
4- الأمر يحتاج الهدوء والصبر، وتجنب الضغط على الطفل، وتركه ليأخذ وقته بهدوء دون الإلحاح عليه في الإسراع
5- يشرح المختص للطفل أنه عليه التوقف عن فعل أي شيء والتوجه إلى الحمام، فور شعوره بالرغبة الملحّة في التبول أو التبرز ودون تأخير.
6-تكرار محاولات التدريب دون الاكتراث إلى عدد المحاولات الفاشلة، لأن المثابرة ستؤدي إلى النجاح، ومن الطبيعي أن نتوقع من طفل طيف التوحد مقاومة كسر روتينه، فهو لن يتقبل إزالة الحفاض واللجوء إلى استخدام المرحاض بهذه السهولة.
7- من المهم أن يدعم معالج السلوك وصعوبات التعلم، الأهل وليس الطفل فقط، ويستمر في نصحهم بتقبل الطفل وعدم الاستسلام للإحباط حيث يواجه الأطفال في طيف التوحد صعوباتٍ مختلفة، وتختلف التحديات من طفلٍ لآخر.
ومن بين هذه الصعوبات:
1- تأخر اللغة وصعوبة التواصل: يجد الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد، صعوبة في فهم التعبيرات اللفظية وغير اللفظية، وضعف القدرة على فهم اللغة والتواصل.
2- الحساسية الزائدة: بعض أطفال طيف التوحد، حساسون بشكلٍ مفرط لإحدى الحواس، مما يجعل التفاعل مع بعض المواد والأصوات والألوان والروائح والملمس صعباً على الطفل.
3- الانعزال عن المحيط والغموض والتشتت: لا يتمكن أطفال طيف التوحد عادةً من فهم الأحداث والمشاعر المحيطة بهم، ويبدون غير مهتمين أو مبتعدين عن الأشخاص الآخرين كأنهم يعيشون في عالمٍ منعزل خاص بهم.
4- يعد نمط السلوك التكراري من أبرز سمات أطفال طيف التوحد: حيث يميل الأطفال في طيف التوحد إلى تكرار السلوكيات نفسها يوميًّا ولا يتقبلون التغيير، وليس فقط في أنشطتهم، بل لا يتقبلون أي تغيير، كتغيير ديكور الغرفة مثلًا، وهذا يسبب لهم صعوبات في التأقلم مع العالم الخارجي.
5- لا ينجحون في الانخراط في العمل الجماعي ولا يحبون المشاركة : حيث يواجه الأطفال في طيف التوحد صعوبة في العمل ضمن فريق واحد، ويحبون اللعب وحدهم، ولا يفضلون مشاركة أحد.
بشكلٍ عام، إذا لاحظت أية مشكلات في قدرة طفلك على التواصل الاجتماعي وقلة تفاعله مع المحيط، وحساسيته العالية لشيء ما كاللون أو الرائحة ….وإن كان يفضل التركيز على نشاط واحد لفترات طويلة، ولديه صعوبة في فهم التعابير الوجهية والمعاني الاجتماعية، فقد يكون مصاباً بطيف التوحد.
يوصى بالتحدث إلى طبيب الأطفال أو طبيب نفسي مختص في هذا الشأن لتقييم سلوك طفلك وإحالته إلى اختصاصي تعديل السلوك، ومساعدتك في التعرف على احتياجاته التنموية والتربوية.
كتب / مها المالكي
اختصاصية تحليل سلوك تطبيقي ( تعديل سلوك) و تربية خاصة ( صعوبات تعلم)