سرُّ تغلُّب أفضل تلميذ في السباحة على إعاقة أبكته في الزاوية
سنابل الأمل / متابعات
عندما ينزل ناثان ميكاني إلى الماء، يهدأ العالم من حوله ويشعر بالحرّية. لكنّ ذلك الشعور العظيم يجد ما ينغّصه، إذ يعاني الصبي المراهق اضطراب طيف التوحّد، وفرط الحركة، ونقص الانتباه، وخللاً في المسار الظهري، مما يعني أنه ضعيف البصر أيضاً.
خلال نشأته، كان ناثان البالغ 18 عاماً يعجز أحياناً عن أداء مَهمّات حياته اليومية، من بينها السباحة. في هذا السياق، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن والدته ماندي قولها إنه كان يقف باكياً في الزاوية، ويرفض المشاركة، حتى وجدت ضرورة إلحاقه بمجموعة أصدقاء تدعم حاجاته.
تتابع: «وجدنا نادياً لذوي الحاجات الخاصة، وسرعان ما تحسّنت حالته. أعطاه المكان الثقة، وجعله يعتقد أنه يستطيع تحقيق الأشياء التي يريد». أصبح ناثان أفضل تلميذ في سباحة ذوي الإعاقة في أسكوتلندا.
يقول: «كنتُ أبلغ 14 أو 15 عاماً، وأتنافس ضدّ رجل في سنّ الـ42، وأهزمه». كانت تجربة ممتعة، حين اختير للمشاركة في الألعاب الأولمبية الخاصة في ليفربول عام 2020، قبل أن يضرب الوباء العالم، فإذا بفترة الإغلاق تعني أنه لن يستطيع تحقيق مبتغاه. وفي العام الماضي، شُخَّصت حالته على أنها ثقب في القلب، مما أدّى إلى اتخاذ قرار صعب بالتوقّف عن المنافسات.
يُعلّق: «لم أستطع تقبُّل الأمر، لكنني ابتعدتُ تماماً عن الماء. ثم قال معلّمي إنّ ثمة فرصة لتدريب السباحة، فانتهزتها بمجرّد أن أبلغني بذلك». ولأنّ المثل يقول: «العب بما لديك من أوراق»، وتعني التصرُّف في حدود المتاح، يعمل ناثان الآن مدرّباً للسباحة في روثرغلين، جنوبي لاناركشاير، بإطار البرنامج الوطني «تعلّم السباحة»، فيتولّى تعليم الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة،
ويقول إنه يريد الإثبات للآخرين بأنّ شيئاً لا يمنع هذه الفئة من تحقيق الأحلام. يتابع: «يقول لي طفل: (أنا الآن في نادي السباحة). بمجرّد سماع ذلك، أشعر بالفرح والفخر، وأقول لنفسي: لقد ساعدتكَ على الوصول إلى هناك. هذا يجعلني أشعر بالرضا. عليك أن تلعب بالبطاقات التي تُوزَّع عليك. لا يمكنك تغييرها، ولكن يمكنك استخدامها لمصلحتك». يختم: «أنا دليل على ذلك. يمكنني الوقوف هنا، والقول: بغضّ النظر عما لديك، يمكنك فعل أي شيء تعدُّ ذهنك لفعله».
الشرق الاوسط