متلازمة اسبرجر…هل تعني أن طفلي متوحد؟!
سنابل الأمل / متابعات
متلازمة أسبرجر هي شكل من أشكال اضطراب طيف التوحد, وطيف التوحد يختلف تماما عن مرض التوحد لانه اضطراب في النمو.
قد يواجه الاطفال المصابون بمتلازمة أسبرجر صعوبة في التواصل مع الآخرين «اجتماعيًا» وأنماط متكررة في السلوك وبعض الاهتمامات المحددة بعدد العاب معيّن مثلا وبالرتابة نفسها.
يمكن للأطفال والمراهقين المصابين بمتلازمة أسبرجر التحدث مع الآخرين بشكل جيد إلى حد ما كما انهم ينجحون في القيام بواجباتهم المدرسية وتحصيلهم الدراسي يكون جيد وحتى انه قد يكون ممتاز!
لكن ومع ذلك، قد يواجهون صعوبة في فهم المواقف الاجتماعية وأشكال التواصل الدقيقة مثل لغة الجسد والفكاهة والسخرية.
وقد يفكرون أيضًا ويتحدثون كثيرًا عن موضوع أو اهتمام واحد أو يرغبون فقط في القيام بمجموعة صغيرة من الأنشطة.
يمكن أن تصل هذه الاهتمامات الى درجة الهوس وتصبح جزءا من الروتين اليومي الذي يرعبهم تغييره.
أي جنس أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة اسبرجر؟
الذكور أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة أسبرجر بثلاث إلى أربع مرات من الاناث ، يتم تشخيص معظم الحالات بين سن الخامسة والتاسعة، ويتم تشخيص بعضها في وقت مبكر من عمر الثالثة.
ما الفرق بين متلازمة اسبرجر و اضطراب طيف التوحد؟
لا يوجد الفرق ولكن متلازمة اسبرجر هي التسمية القديمة والنادرة لهذا الاضطراب الذي بات يُعرَف اليوم بـِ طيف التوحد ASD Autism spectrum disorder
ما الفرق بين التوحد وطيفه؟!
التوحد هو مرض ليس من السهل على جميع الاهالي كشفه وهو يتّسم بحالة تؤثر مباشرة على نمو وتطور الدماغ وعلى مهارات الطفل كافة ومع الاسف هذه الحالة تلازمه مدى الحياة.
واذا حاولنا البحث عن اسبابه فلن ننجح بايجادها لانها تختلف من طفل لآخر و لكن عامل واحد مشترك و دقيق و هو العامل الوراثي والجيني.
ومن اعراض مرض التوحد:
على صعيد المهارات اللغوية والاجتماعية:
-اذا ناديناه لا يجيب.
-يعجز عن التواصل البصري.
-لا يستطيع التعبير عن نفسه وعن انفعالاته.
وينسى الجمل التي كان يعرفها.
-يتحدث بنبرات غريبة إما آلية او موسيقية.
-يكرر حركات جسدية بنفس الرتابة.
-يكرر كلمات و جمل في نفس الوقت و لا يعرف كيف يوظفها.
اما عن العلاج فيوجد العلاج الدوائي لتخفيف القلق او من اجل المشاكل الخاصة بكل حالة
وبالطبع علاجات سلوكية كي يكتسب مهارات يفتقدها كالتي ذكرناها اعلاه وطبعا علاجات النطق.
لننتقل الى متلازمة اسبرجر او اضطراب طيف التوحد ASD والفرق سيكون واضحاً امامكم دون اي جهداً إضافياً مني …
متلازمة اسبرجر هي الحالة التي يواجه فيها الأطفال صعوبة في بناء العلاقات الاجتماعية العادية وتطويرها وأيضاً صعوبة في استخدام اللغة بشكل طبيعي ومفهوم، الى جانب صعوبة التواصل مع الاخر او التعبير له عن المشاعر كما انهم يعشقون روتينهم اليومي و يشعرون بالرعب حيال اي تغيير في حياتهم، و يتعلقون برتابة الاشياء التي اعتادوا عليها كعدد معين من الدمى مثلاً يتعلقون بها نفسها ولا يقبلون تغيير مكانها حتى.
اما بالنسبة الى الذكاء IQ فهذا الامر يختلف من طفل لاخر ومن حالة لاخرى فبعضهم لديهم نسب ذكاء منخفضة والبعض الاخر لديهم نسب ذكاء جدا عالية ولديهم قدرات خارقة في الحسابات والرياضيات والفنون.
المهم ان يتم تنمية هذه المهارات وتوظيفها بشكل صحيح وتوجيهها نحو طريق الابداع.
لتكون المشكلة اكثر وضوحاً سنعيد ذكر اعراض متلازمة اسبرجر بالترتيب و بمعزل عن اي اضطراب اخر :
-عدم الاهتمام بالاشياء التي تحيطهم ولا حتى بالشخاص.
-يفضلون العزلة على الجلسات الجماعية و الانخراط في المجتمع.
-يتجنبون التواصل مع الاخر والتحديق في عيونه (يتجنبوه عمداً ولكن لا يمتنعون عنه بتاتاً مثل التوحد)
-ينظرون إلى الأشياء ولا يحدقون بها اي لا يعيرونها كامل تركيزهم.
-«أحياناً «يكررون الافعال أكثر من مرة.
– صعوبة في التكيف مع الروتين الجديد وينفجرون غضباً اذا حاول احدهم التدخل به.
صعوبة في فهم وتفهم الآخرين والتعبير عن مشاعرهم نحوهم.
-صعوبة في ضبط نبرات الصوت.
(و هنا على قارئي العزيز ان يلاحظ اني أقول وأكرر كلمة «صعوبة» و لم أقل ابداً
«إنعدام» او «عجز» كما هو الحال لو كان الطفل مصاب بالتوحد )
ربما الاعراض تتشابه بين التوحد وطيفه و لكن!
في التوحد نقول «المرض» ولكن عندما نتحدث عن طيفه نقول «اضطراب» والفرق بين هذين المصطلحين شاسع لان الفروقات كبيرة جدا بين التشخيص ودقته وبين العلاج و سيرورته!
كما ان الفرق كبير ودقيق بين طيف التوحد ومشكلات التواصل !
يحدث اللغط دائماً من قبل الاهل وايضاً من بعض المتخصصين حتى..
فإذا تأخر الطفل في النطق فإما انه لم يتفاعل لغوياً وجسديّاً مع اهله أو أن أحد الأقارب لاحظه وهنا يبدأ القلق من اصابته بالتوحد او طيفه ولكن في الحقيقة قد تكون لدى الطفل عدة اسباب لعدم تواصله وتفاعله مع محيطه اما لاسباب جسدية او وراثية كمشكلات النطق او صعوبة الفهم اما لاسباب نفسية تعود الى اهمال والديه، بقاءه وحيداً مع الـ iPad،مشاكل عدة تتعلق في بيئته و محيطه.
متى يكون التشخيص دقيقاً؟!
عندما نلاحظ على طفلنا كل السمات المذكورة اعلاه يجب ان نذهب به على الفور الى الاخصائي او المعالج النفسي لاجراء ما نسميه بالمقاييس الخاصة بتشخيص مرض التوحد.
ومساعدته لنا على وضع الخطة العلاجية الانسب لحالة طفلنا..
عزيزي القارىء خُذها نصيحة مني..
اذا لاحظت اني حتى اللحظة في مقالتي هذه لم اذكر بعد اي خطة علاجية ولا اي ارشادات، لاني لا املك لك سوى نصيحة واحدة…
اجلس قدر المستطاع مع طفلك، حاوره و لا تتركه بمفرده مع جهاز الـ iPad لساعات!!
لا تسمح للأقارب والأصدقاء بإطلاق الأحكام والتشخيصات حول حالة طفلك…ممكن ان تسأل طبيب طفلك فقط من اجل توجيهك نحو الطبيب المختص والمعالج النفسي..
وحتى الأخير لا يمكنه التشخيص فقط بحسب الاعراض بل من خلال مقاييس وأهمها مقياس كارز CARS » childhood autism rating scale»
والأهم ان يكون المعالج مختص بتطبيق هذا المقياس ومتمرساً في استخلاص النتائج و لكن في مثل حالات الشك هذه يُفضّل ان نذهب بطفلنا إلى طبيب مختص فقط بتطبيق الروائز والاختبارات أي Testologue .
في بداية الامر سترفض ان طفلك مصاب و من الطبيعي ان كل انسان عندما يواجه مشكلة مع طفله يكون اولاً في ما نسميه «بمرحلة الانكار»، تتبعها بعد ذلك «مرحلة التقبل»، وذلك لان اي مشكلة تتعلق بالطفل هي تمس اولا نرجسية بعض الاهل لانهم يعجزون عن قبول «طفل مضطرب» داخل عائلتهم ويعتبرون ان هذا الامر «وصمة»! ولكن يا عزيزي الانكار والرفض لا يلغي المشكلة ولا يزيلها بل على العكس يزيدها تعقيداً…
وتذكر ان تقبّلك الذي سيتبعه قبولك لطفلك كما هو….هو نصف العلاج!!!
(مختصة نفسية)
سلام محمد الصغير