مستشارة حقوق الإعاقة الدولية الأميركية: رؤية 2030 ركزت على دمجهم في المجتمع

0 20

سنابل الأمل / متابعات

أشادت مستشارة حقوق الإعاقة الدولية الأميركية سارة منقارة، سعي المملكة الحثيث نحو تطبيق معايير الوصول الشامل لذوي الإعاقة، مع تمكينهم من فرص العمل والتعليم، بناء على لقاءاتها بمسؤولين في جهات حكومية سعودية؛ التي أظهرت تركيز رؤية المملكة 2030 على دمج هذه الفئة في المجتمع.

وأكدت في حوار مع “الرياض” أن التقصير في حقوق ذوي الإعاقة يُفقد الناتج الإجمالي للدول قيمتهم المضافة، مبينة أنهم يشكّلون 15 % من إجمالي سكّان العالم.

ونوّهت منقارة إلى أن قضايا الإعاقة سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة على منصّات كبرى مثل قمة مجموعة العشرين وقمة مجموعة السبع، داعية لتغيير النظرة إلى ذوي الإعاقة من الشفقة واستبدالها بمساعدتهم ليكونوا أشخاص مؤثرين في مجتمعاتهم، وإلى الحوار:

  • نرحب بك في المملكة.. ما نتائج زيارتكم للقطاعات المرتبطة بذوي الإعاقة؟
  • إنه سؤال جيد.. نحن في جولة تضم خمس مدن سعودية حيث كنا في جدة ونحن الآن في الرياض، ولقد اخترنا زيارة المملكة العربية السعودية، ففي مدينة جدة زرنا منظمة التعاون الإسلامي، فهم مهتمون حقًا بالارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وهم يعملون على تطوير استراتيجية لذوي الإعاقة، كما أنهم سيقومون بعمل ندوة خاصة حول الإعاقة، لذا كانت فرصة رائعة حقاً بالنسبة لنا أن نبحث مفهوم الإعاقة، والخطابات القائمة حولها وتأثيرها عبر دول منظمة التعاون الإسلامي.

ونحن نتواجد الآن في الرياض لعقد اجتماعات ثنائية مع عدد من المسؤولين السعوديين، وكما تعلمون جيداً تعمل رؤية السعودية 2030 على تبني رؤية شمولية للنظم البيئية حول قضايا مختلفة، بما في ذلك الإعاقة، لقد عقدنا عدة اجتماعات مع وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وخلال اجتماعنا على سبيل المثال مع وزارة الشباب والرياضة اطلعنا على الكثير من الجهود التي تهدف الى تطبيق معايير الوصول الشامل والرياضة التكيفية واشراك مجتمع ذوي الإعاقة والنظر الى القيمة التي يضيفونها للمجتمع.

  • في ظل رؤية 2030، كيف تنظرون لبرامجها الداعمة لذوي الإعاقة؟
  • لقد التقينا بعدد من جمعيات ذوي الإعاقة والتقينا أيضاً بهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، وشبكة قادرون لأصحاب الأعمال والإعاقة، وجمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة وغيرهم، وأعتقد مما رأيته وسمعته على أرض الواقع هو أن رؤية السعودية 2030 تنص على تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة من الحصول على فرص عمل مناسبة وتعليم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لضمان اندماجهم في المجتمع، لذا اعتقد ان الجميع سعيد برؤية 2030 ويعتقدون أنها تسير في الاتجاه الصحيح.
  • هل هناك تعاون بين المملكة وأميركا في المجالات المتعلقة بهذه الفئة؟
  • هذا سؤال جيد حقًا، فكما تعلمون لدينا أكثر من 50 عامًا من الخبرة عندما يتعلق الأمر بقوانين الإعاقة والتشريعات وأحكام الإنفاذ وتنفيذ القوانين في القطاعين العام والخاص، وهناك عدة طرق يمكننا من خلالها إقامة شراكة وتقديم الدعم للجانب السعودي، تشمل برنامج الزائر الدولي القيادي IVLP حيث يمكن للأفراد السعوديين الالتحاق بهذا البرنامج والقدوم إلى الولايات المتحدة، ونقوم نحن بدورنا بربطهم بخبراء في الولايات المتحدة لتبادل الخبرات لتطوير مهاراتهم التقنية أو المهنية. لدينا أيضاً برامج مثل فولبرايت، حيث يمكن للأفراد السعوديين القدوم إلى الولايات المتحدة وتعلم مجموعة مختلفة من المهارات.

لذلك هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها تعزيز التعاون والشراكة بيننا، فعلى سبيل المثال أيضاً هناك الكثير من المتنزهات الترفيهية التي يتم بناؤها في السعودية، فيمكننا مثلاً ربط القائمين عليها ببعض المسؤولين في ديزني فكما تعلمون أو حتى إذا سألتم أي فرد من أفراد أسرة لديها شخص يعاني من إعاقة، فسيقولون إن ديزني هي المتنزه الأكثر سهولة وشمولية في العالم، لقد فعلوا ذلك بشكل جيد حقًا.. إذاً يمكننا تبادل بعضًا من هذه المعرفة والخبرات.

  • ذكرتي أن لديكم أكثر من 50 عامًا من الخبرة، فلماذا قضايا ذوي الإعاقة لازالت تثير جدلاً كبيراً في جميع أنحاء العالم؟
  • صحيح جدًا، أعتقد هناك حاجة إلى شيئين، أولاً هناك حاجة إلى وضع قوانين وتشريعات وسياسات ليتم تطويرها على النهج الصحيح تماشياً مع الإطار المحدّد في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)، والنقطة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى ألا وهي الحاجة للتركيز على الخطاب الذي يدور حول مفهوم الإعاقة، فالمجتمع المدني يرانا، أي يرى الأشخاص ذوي الإعاقة، من باب الشفقة فهم ينظرون إليهم على انهم مختلفون وعلى انهم أقل من الآخرين، لابد لهذا الخطاب ان يتغير ليصبح التركيز على القيمة التي يضيفها ذوي الإعاقة الى المجتمع بدلاً من النظر اليهم من باب الشفقة، نحن نريد أن نصل إلى نقطة نطالب فيها بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع لأننا لا نريد ان نفقد القيمة التي يضيفونها للمجتمع، ولا نريد أن نخسر ابتكارهم ومساهمتهم.. 15 ٪ من سكان العالم هم أشخاص ذوو إعاقة ويحتاجون الى الاندماج في المجتمع، وعندما لا نقوم بفعل ذلك فإننا نخسر مساهماتهم، وهذا للأسف ليس جزءًا من الخطاب الذي يدور حالياً حول مفهوم الإعاقة، وفي النهاية، يسبب ذلك تكلفة على المجتمع، فعندما لا نشمل الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن ذلك يضر بالناتج المحلي الإجمالي لدينا.

وعلى سبيل المثال من المستفيد من المنحدرات المخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة؟ ليس فقط مستخدمي الكراسي المتحركة بل يستفيد منها أيضاً الآباء والأمهات أثناء استخدام عربات أطفالهم، ويستخدمها الناس لنقل حقائبهم، عندما نقوم بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن تسهيلات الوصول الشامل لذوي الإعاقة تفيد الجميع. وأعتقد أن هذا الجزء من الخطاب مفقود، لا يزال يُنظر إلينا على أننا عبء.

  • كمستشارة خاصّة لحقوق الإعاقة الدولية، ما الذي ستقومون بفعله لتمكين ذوي الإعاقة من الاندماج في المجتمع، وتغيير نظرة الشفقة لهم؟
  • مهمتنا الرئيسية هي تناول حقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم حيث إن مكتبنا في الواقع يغطي جميع مناطق العالم، ولدينا أربع أولويات إحداها تغيير الخطاب الذي يدور حول مفهوم الإعاقة.. لقد وضعنا هذا الهدف ليكون إحدى أولوياتنا الأربع الرئيسية، بينما تضم اولوياتنا الأخرى الديمقراطية وتعزيز المساءلة وبناء القدرات.

هناك العديد من النقاط عندما نتحدث عن تغيير الخطاب، الأولى هي امكانية طرح الإعاقة في مساحات النقاش الرئيسية، سواء كانت قمة مجموعة السبع أو قمة مجموعة العشرين أو غيرهما من المساحات العالمية بينما نتحدث عن التنمية الاقتصادية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتأكد من تناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة على تلك الطاولة وليس كقضية منفصلة أو قضية جانبية.

نحن نعمل أيضًا بشكل كبير مع وسائل الإعلام الرئيسية، ونعمل مع المؤثرين في مجال الترفيه، ونقوم بإجراء محادثات مع أشخاص مثلك على سبيل المثال، وهذا جزء من الجهود المبذولة لإحداث تغيير في الخطاب. وأخيرًا وكما تعلمون، نحن نشارك في رئاسة شبكة العمل العالمي بشأن الإعاقة (GLAD) وهي أكبر مجموعة من شبكات التنمية الشاملة للإعاقة. ومن خلال ذلك، نشجع أيضًا الدول الشريكة الأخرى على البدء في إحداث المزيد من التغيير في الخطاب. لن يكون الأمر بمثابة ضغطة زر، نميل نحن مجتمع ذوي الإعاقة إلى التحدث مع بعضنا البعض، لنبدأ الحديث خارج نظامنا البيئي.

  • الكثير من ذوي الإعاقة يمتلكون مواهب علمية ومهنية، لكننا لم نراهم في مناصب قيادية، ما أسباب ذلك من وجهة نظركم؟
  • هذه نقطة جيدة.. لأكون صادقة هناك العديد من العوامل المؤثرة، الأول هو أنه بشكل عام نحن كأشخاص ذوي إعاقة تواجهنا حواجز وصول خلال مرحلة التعليم، ثم خلال مرحلة الحصول على وظيفة، وحتى عندما نحصل على وظيفة، نقاتل في كثير من الأحيان من اجل الحصول على مكان عمل مناسب بالإضافة الى ضمان سهولة وامكانية الوصول للعمل، نريد أن نصل إلى وقت تعلن فيه الشركات عن رغبتها في توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة نظراً للقيمة التي سيضيفونها لمكان العمل وايماناً منهم بأن توظيفهم سيساعد في تحقيق رؤية الشركة. نحتاج إلى البدء في بناء ثقافة إمكانية الوصول الشامل.. إمكانية الوصول لا تشمل فقط الدخول الى المبنى، فذلك مجرد جزء، ولكنها تشمل أيضاً الاندماج الاجتماعي.
  • شكرًا لك. اسمحي لي أن أنهي مقابلتي معك اليوم بقول مبروك العمرة. كيف وجدتي المرافق والخدمات المقدمة للأشخاص من ذوي الإعاقة أثناء تأدية العمرة بشكل خاص وخلال زيارتك للمملكة العربية السعودية بشكل عام؟
  • عندما اجتمعنا مع وزارة الحج والعمرة، اطلعنا على الجهود المبذولة والعمل الرائع الذي يقومون به لإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة لأداء الحج والعمرة بكل يسر وسهولة، حيث توفر الوزارة لذوي الإعاقة الراغبين في أداء مناسك الحج باقتين يمكن الاختيار فيما بينهما (الباقة الأساسية أو الباقة المخصصة لذوي الإعاقة)، وتسعى الوزارة جاهدة الى جعل تجربة الحج لهم أكثر يسر من خلال توفير كافة التسهيلات والمرافق وتسخير جميع الوسائل المتاحة لهم.

وبالنسبة لتجربتي أثناء أداء العمرة فإن الممر الموجود وسط الصفا والمروة كان رائعا حقاً وساعدني كثيراً أثناء أداء العمرة، وأنا ممتنة جداً لذلك.. لقد كانت تجربتي جميلة حقاً. الجزء المفضل لدي هو الطواف عندما كنت أستمع إلى أدعية مختلفة من مجموعات مختلفة من الناس.

  • الحديث معك ممتع جداً.. سأطرح سؤالاً.. لقد قابلتِ العديد من المسؤولين والوزراء وصناع القرار، كيف ترين مستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة بعد الاجتماعات التي عقدتيها في المملكة وبعد الاطلاع على الجهود التي يبذلونها في هذا المجال؟
  • لقد اجتمعنا مع وزارة الحج والعمرة، ووزارة الشباب والرياضة، وهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، وشبكة قادرون لأصحاب الأعمال والإعاقة، وجمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة، والتقينا مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

وانطباعي هو أن هناك الكثير من الجهود الكبيرة التي تبذل لدمج وتمكين ذوي الإعاقة، وقد أكد الجميع على ضرورة تبادل الخبرات حتى يتمكنوا من تنفيذ وتطوير آلية العمل للمضي قدمًا في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، والتأكيد على مشاركة الجهات ذات العلاقة في تنفيذ كل ما يخدم ذوي الإعاقة، وأحد النقاط الرئيسية التي تحدثنا عنها هي زيادة الوعي الاجتماعي والثقافي حول أهمية شمول الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تأثيرهم في المجتمع كقوة متكاملة تدفع عالمنا نحو التقدم، وأعتقد أن هذا شيء نحتاج لمواصلة العمل فيه في جميع أنحاء العالم.

جريدة الرياض

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق