دراسة أسترالية تربط بين التوحد وتسرب البلاستيك إلى الرحم
سنابل الأمل/ متابعات
أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد فلوري لعلم الأعصاب والصحة العقلية في ملبورن، أستراليا، وجود صلة محتملة بين التوحد والتعرض لثنائي الفينول (BPA) – جزيئات البلاستيك – المتسربة إلى الرحم خلال فترة الحمل.
قالت البروفيسورة آن لويز بونسونبي، رئيسة مجموعة أبحاث علم الأوبئة العصبية في فلوري، التي قادت الدراسة بالاشتراك مع الدكتور واه تشين بون: “ثبت بالفعل أن التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية أثناء الحمل يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالتوحد في النسل. عملنا يسلط الضوء على إحدى الآليات البيولوجية المحتملة التي قد تكون متورطة في ذلك”.
اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة نمو عصبي تؤثر على كيفية تفاعل الأفراد مع الآخرين والتواصل والتعلم والتصرف. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤثر هذا الاضطراب على حوالي واحد من كل مئة طفل عالميًا.
وأظهرت بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن واحدًا من كل 36 طفلًا أمريكيًا يعاني من هذه الحالة، والتي تُعد أكثر شيوعًا بنحو أربع مرات بين الأولاد مقارنة بالفتيات. كما ارتفع معدل الانتشار من واحد من كل 54 حالة مسجلة في عام 2016. وفي أستراليا، قدرت دراسة أجرتها Autism Spectrum Australia أن واحدًا من كل 70 أستراليًا يتأثر بطيف التوحد، بزيادة قدرها حوالي 40%.
ورغم أن الزيادة في انتشار اضطراب طيف التوحد تُعزى جزئيًا إلى زيادة الوعي وتحسين طرق التشخيص، إلا أن العوامل المسببة المحتملة مثل الوراثة والبيئة في فترة الطفولة المبكرة تبقى قيد الدراسة.
أثر ثنائي الفينول
ركزت الدراسة الحالية على إنزيم الأروماتاز، الذي يحول الأندروجينات العصبية، وهي هرمونات جنسية ذكورية موجودة في الدماغ، إلى هرمونات استروجين عصبية، وهي هرمونات جنسية أنثوية. وقد أظهرت الدراسات أن التعرض لثنائي الفينول يمكن أن يعطل وظيفة الأروماتاز في الدماغ.
وأضافت بونسونبي: “يمكن لثنائي الفينول أن يؤثر على نمو دماغ الجنين الذكري عبر عدة طرق، بما في ذلك تثبيط إنزيم الأروماتاز الذي يتحكم في الهرمونات العصبية وهو مهم بشكل خاص في نمو دماغ الذكور. يبدو أن هذا يشكل جزءًا من لغز التوحد”.
فحص الباحثون العلاقة بين التعرض لثنائي الفينول قبل الولادة ووظيفة الأروماتاز وجنس الطفل فيما يتعلق بأعراض التوحد وتشخيصه، مستخدمين بيانات من دراستين كبيرتين: دراسة بارون للرضع في أستراليا ومركز كولومبيا لدراسة الصحة البيئية للأطفال – الأمهات والأطفال حديثي الولادة في الولايات المتحدة.
الأولاد أكثر تأثرًا
ووجدوا أن الصلة بين BPA وASD كانت أكثر وضوحًا في الفئة الأعلى من الأولاد الذين تعرضوا لمستويات مرتفعة من المواد الكيميائية المسببة لتعطيل الغدد الصماء، بمعنى آخر، الذين كانت لديهم مستويات أقل من إنزيم الأروماتاز. الأولاد الذين ولدوا لأمهات كن يعانين من مستويات عالية من BPA في البول أثناء الحمل كانوا أكثر عرضة بنسبة 3.5 مرة للإصابة بأعراض التوحد في سن الثانية، و6 مرات أكثر عرضة لتشخيص التوحد المؤكد في سن 11، مقارنةً بأولئك الذين ولدوا لأمهات ذوات مستويات منخفضة من BPA.
في كل من مجموعات الدراسة، أظهرت الأدلة أن مستويات BPA المرتفعة ترتبط بشكل عام بكبت الأروماتاز اللاجيني، وهو تعديل في الحمض النووي ينظم نشاط الجينات، بما في ذلك الجين CYP19A1 المسؤول عن إنتاج الأروماتاز
الوئام