12 عاما من التفاني.. أب صيني يحمل ابنه من ذوي الهمم يوميا إلى المدرسة
سنابل الأمل/ متابعات
في زمن تتغير فيه القيم الأسرية وتتلاشى أحيانا أمام صعوبات الحياة، تبرز قصص إنسانية استثنائية تعيد تعريف معنى “الوفاء الأبوي”، من مقاطعة يونان جنوب غرب الصين، خطف والد صيني قلوب الملايين بعدما واظب على حمل ابنه من ذوي الهمم على ظهره يوميًا إلى المدرسة طيلة 12 عامًا دون انقطاع، متحديًا التعب والفقر والإرهاق، ومتعهدا بمرافقته حتى تحقيق حلمه الجامعي.
تصدر والد صيني العناوين وأثار إعجابا واسعًا في الشارع الصيني بعد أن كرس أكثر من عقد من عمره لحمل ابنه، تشوان تشويو، على ظهره ذهابا وإيابا من المدرسة، بسبب إصابة الابن باضطراب عضلي خلقي يمنعه من الحركة.
اقرأ أيضا| وفاة أب بسرطان القولون عن عمر 40 عامًا .. أعراض المرض وأسبابه
الابن تشوان، البالغ من العمر 18 عامًا، أنهى دراسته الثانوية هذا العام وحقق نتيجة مميزة في امتحان “جاوكاو” الوطني، حيث حصل على 624 من أصل 750 درجة، وهو ما اعتبر إنجازا كبيرا،وقال والده في تصريحات نقلها موقع “South China Morning Post” نقلاً عن صحيفة “The Cover”: “أنا راضٍ جدًا عن أدائه، وهو سعيد بالنتيجة، وهذا أهم شيء بالنسبة لي”.
تعود تفاصيل القصة المؤثرة إلى سنوات طويلة من الإصرار، حيث يعمل الأب مزارع خضراوات في سوق محلي صباحا، ثم يعود سريعًا لحمل ابنه إلى المدرسة قبل الساعة الثامنة صباحا، ويكرر ذلك أربع مرات يوميا، إذ يصطحبه للغداء ظهرا، ثم يعيده للمدرسة، ويعود به مجددًا إلى المنزل في نهاية اليوم الدراسي.
ورغم العروض التي قدمت له من المدرسة، مثل توفير سكن ووظيفة قريبة، رفض الأب بشدة قائلاً: “لا أريد أن أزعج أحدًا، عملي لا يسمح لي بالابتعاد”، مؤكدة بذلك مدى التزامه الذاتي وتفانيه غير المشروط تجاه ابنه،بحسب معلمة الطالب، لى تشيو يان، فإن الجميع في المدرسة يكنّون احتراما عظيمًا للأب، قائلة: “إنه رمز حقيقي للتضحية، لا يطلب شيئًا من أحد، ويقوم بكل شيء بنفسه من أجل تعليم ابنه”.
تشوان، الذي حصل على المركز الأول بين طلاب العلوم في مدرسته الثانوية، عبر عن رغبته في دراسة علوم الحاسوب، بينما أكد والده دعمه المطلق: “أينما ذهب للدراسة، سأكون معه، طالما أنه يواصل تعليمه، سأظل إلى جانبه”.
ليست البطولة دائما في ميادين القتال أو على خشبة المسرح، فهناك بطولات صامتة، تمارس كل يوم في شوارع وبيوت متواضعة، لا يسمع عنها أحد إلا بالصدفة. قصة هذا الأب الصيني ليست مجرد حكاية عن الإعاقة أو التعليم، بل عن حب لا يعرف التعب، وعن أبوة لا تعترف بالحدود، في زمن السرعة والنفعية، تذكّرنا هذه القصة أن هناك من لا يزال يحمل أبناءه، حرفيا ومجازيا، حتى يصلوا إلى أحلامهم.