التنمية الاجتماعية تستعد لاستضافة المهرجان المسرحي الخليجي لذوي الإعاقة
سنابل الأمل/ متابعات
تكثف وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة استعدادها لاستضافة النسخة السابعة من المهرجان المسرحي الخليجي لذوي الإعاقة والذي سينطلق خلال الفترة من 27 نوفمبر الجاري ويستمر لغاية 3 ديسمبر المقبل.
تأتي استضافة قطر لمهرجان المسرح لذوي الإعاقة تنفيذا لقرار مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث يتم تنظيم المهرجان الخليجي المسرحي للأشخاص ذوي الإعاقة بصورة دورية، وذلك لبناء تجربة جديدة في إطار الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على تمكينهم وإدماجهم في الفضاء الاجتماعي داخل المجتمع من خلال تنمية مواهبهم الفنية.
ويقام المهرجان كل سنتين مرة حيث تقوم إحدى دول مجلس التعاون الخليجي باستضافته بشكل دوري كما تم إطلاق المهرجان أول مرة بنسخته الأولى في مدينة الدوحة سنة 2008، وتستضيف قطر المهرجان بنسخته السابعة بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
– أعمال مسرحية رائدة
ويشارك في المهرجان أعمال مسرحية متنوعة من دول مجلس التعاون الخليجي، فمن مملكة البحرين تشارك مسرحية (محاكمة دوبي) وتدور أحداث المسرحية في فضاء غير تقليدي يتمثل في محل غسل وكي الملابس، وتبرز المسرحية شخصيات فريدة تتمثل في الملابس، حيث تتفاعل هذه الملابس، سواء كانت تخص الرجال أو النساء، مع بعضها البعض ومع العامل في المحل، مما يخلق تجربة مسرحية مدهشة تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، وتتكون الشخصيات في «محاكمة دوبي» من مجموعة من الملابس المتنوعة، التي تمثل مختلف جوانب الحياة البشرية. تجسد كل قطعة ملابس شخصية مميزة، تحمل معها قصصًا ومشاعر خاصة. الحوار بين الملابس والعامل يتسم بالذكاء والعمق، حيث يتناول مواضيع وجودية تتعلق بالهوية والانتماء والمشاعر الإنسانية وغياب العدالة الاجتماعية. و»محاكمة دوبي» ليست مجرد عرض مسرحي، بل هي دعوة للتأمل في النفس البشرية والعلاقات المعقدة التي تجمع البشر، مما يجعلها عملًا يحمل قيمة فنية وإنسانية كبيرة. إذ تطرح المسرحية تساؤلات حول كيفية تعاملنا مع هويتنا وكيف يمكن أن نرى أنفسنا من خلال ما نرتديه، الملابس هنا ليست مجرد أقمشة، بل هي تعبير عن الهوية والشخصية والتاريخ، تفتح المسرحية المجال للتفكير في دور الملابس كمرايا تعكس تجاربنا ومشاعرنا.
– مسرحية ديجافو
ومن المملكة العربية السعودية تستعرض مسرحية ديجافو والتي يختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا قصة شاب من الأصحاء يعيش بوهم إذ يجد نفسه بمكان ومجتمع غريب نوعا ما ويكتشف ان كل من حوله من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية وكل شيء مهيأ لذوي الإعاقة فقط فتدور الأحداث ما بين الشاب الوحيد السليم بمجتمع جميعهم من ذوي الإعاقة الحركية بطابع كوميدي ممتع ويمر هذا الشخص بعدة مراحل منها التقدم على وظيفة والتقدم للزواج والذهاب لجمعية خيرية مهتمة للأشخاص السليمين ليجرب حياة ومعاناة المعاقين وتسلط المسرحية الضوء على معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية بطرق غير مباشرة وكوميدية لتصل إلى الجمهور بسرعة وسلاسة.
– مسرحية الدانة من قطر
ومن قطر تستعرض مسرحية الدانة قصة الغواص «جاسم» الذي تزوج من الفتاة التي أحبها «ليلى»، وكان جاسم يملك قاربا صغيرا، يسمى «البانوش»، كان يذهب فيه جاسم للصيد أو الغوص وبعد أشهر من الزواج، كان يقضيها مع ليلى في البحر على قاربه الصغير، سألته عن أكبر لؤلؤة، فأخبرها عن الدانة المضيئة، وقد سمع أنها لم تتكون في عمق البحر كباقي الدانات، بل سقطت من السماء وسقطت في البحر، وان من يجدها سيصبح أغنى الأغنياء، ذات مرة اخبرها انه يعرف مكانها، وخرج معها كان يعلمها مهارات الغوص، فهي أحبت أن تتعلم الغوص، فوافق أن يعلمها وذهب معها مرارا وتكرارا، في عمق البحر، حيث غاص معها ورأت هي تلك الدانة المضيئة، لكنه كان يرفض إخراجها من البحر، بدأت عوارض الحمل تظهر على «دانة»، فرح جاسم بمولوده القادم ولكن لابد من الاستعداد لموسم الغوص.
وبعد موت جاسم، وولادة دانة، تضيق الدنيا عليها، خصوصا أنها لم تجد من يساعدها في ظل قسوة النوخذة التي أراد الزواج بها فرفضته، ويحاول النوخذة أن يستولي على البيت والقارب الصغير كسداد للدين على جاسم، تطلب منه مهلة، وتقرر أن تجازف بالحصول على الدانة المضيئة، وتخرج مع أخيها الذي ما زال شابا بدأ يتعلم الغوص مجددا وتتجه إلى تلك المغاص التي أخذها اليها جاسم، وتخرج الدانة المضيئة، وتعود لتعرضها على النوخذة، لكن التجار يحاول كل منهم إغراءها بمبلغ لتبيع له تلك الدانة، تكون المبالغ بسيطة، فهم لا يريدون المبالغة في سعرها، وحينما ترفض بيعها وهي تعلم أن سعرها اكبر مما عرض عليها، يتهمونها بسرقة الدانة، فليس من المعقول أن امرأة تمتهن أو تجيد الغوص، وتخرج الدانة المضيئة التي يعجز أمهر الغاصة عن الوصول اليها، وفي تلك الليلة التي يقرر التجار الذهاب لتفتيش البيت لأخذ الدانة عنوة منها، تهرب ليلى مع ابنها من القرية، وفي طريقها ترمي الدانة المضيئة في البحر، حيث يشاهدها النوخذة والتجار الذين يطمعون في امتلاك اغلى دانة عرفوها، فيدخلون البحر للبحث عن الدانة، تغادر ليلى وتبتعد مع طفلها، بينما التجار والنوخذة يتابعون البحث حيث يهيج البحر ويغمرهم فتغوص أجسادهم في البحر مع ما تحمله من طمع.
– مسرحية قطار الحياة
ومن دولة الإمارات العربية المتحدة تشارك مسرحية قطار الحياة في المهرجان المسرحي وهي من تأليف الكاتب عبدالله السعد وإخراج حمد عبدالرزاق وتتحدث المسرحية عن رحلة على متن قطار يشبه نوعا ما القطارات الكلاسيكية في الأفلام يضم طاقما من الموظفين وركابا من مختلف الأعمار ومن بينهم بطل الحكاية وهو موظف ضرير عمل لسنوات على متن هذا القطار لدرجة انه يحفظ على شيء في هذا المكان مما يجعل حركة للمشاهد كأنه يرى ما حوله.
ويلتقي البطل بفتاة على متن القطار مما يجعلهم يتجاذبون أطراف الحديث لتتطور الأحداث بينهما لدرجة الإعجاب مما يوصلنا آخر المسرحية لاكتشاف إعاقة البطل وهي عدم الرؤية وردة فعل الفتاة والتي تمثل المجتمع أن الإعاقة الجسدية لدى أصحاب الهمم تؤدي في بعض الأحيان إلى تبدد حلم صاحبها.
– السفينة لا تزال واقفة
ومن سلطنة عمان يقوم مجموعة من الممثلين من ذوي الإعاقة بتقديم عمل مسرحي بأسلوب احترافي ينم عن موهبة دفينة وطاقات رائعة بعنوان (السفينة لا تزال واقفة) لمؤلفها عبدالكريم بن علي بن جواد وإخراج خالد العامري وتروي المسرحية قصة سفينة بعد أن غادرت وسط البحر لتتعرض لعاصفة تودي بها ومن عليها على شاطئ جزيرة صخرية نائية ويموت عدد ممن كانوا على متنها ويصاب الكثيرون بإصابات بالغة منهم النوخذة ويبدأ بعدها الصراع بينهم من اجل البقاء ولكن الصدمة أن تحاول مجموعة من الجهات استغلال ضعف المجموعة وانقطاعهم بمساومتهم في توفير الحياة مقابل التنازل عن السفينة التي قضوا جل حياتهم عليها.
الشرق القطرية